الاثنين، 24 يونيو 2013

حوار: الطائفية .. بين المنشأ الطبيعي والاستغلال السياسي

حوار: الطائفية .. بين المنشأ الطبيعي والاستغلال السياسي
تحرير و إعداد : عقيل عبدالله



عرف المسلمون الطائفية في حقب تاريخية متفاوتة بين مد وجزر، و خلال العقد الاخير احتدم الصراع بين طوائف المسلمين و باتت تهمة الطائفية متداولة بينهم ..
و يحار الانسان في حالنا فالكل يتبرأ من الطائفية و يتهم الآخر بها حتى بات البحث في هذا الموضوع ضرورة لا مناص منها ..
نقلنا كل همومنا و أسئلتنا الى احدى المجموعات (الواتسابية) التي تضم نخبة من المجتمع جمع بينهم الفكر و الثقافة و المعرفة و الحب لوطنهم الكبير ، مجموعة (آراء و أصداء) كانت ساحة حوارنا عن الطائفية ..

(1)
كان يجب ان نسأل عن المفهوم الاولي فكان السؤال الاول : 
    ماهي الطائفية و ما تعريفها الصحيح ؟
 يجب الاستاذ  كاظم الخليفة:
 الطائفية كالقبلية والقومية، مصطلح يوصم به كل فعل أو تحرك يكون دافعه عصبية عمياء في احتكار الخير لتجمع بشري من دون الالتزام بشروط العدالة وكذلك بالضد من القيم والأخلاق الإنسانية. الاشتراك في عضوية جماعة هو ضرورة تمليها طبيعة الإنسان وغريزة أصيلة نابعة من كونه كائنا اجتماعيا، تجذبه في الجماعة مشتركات، الوطن، الدين، القبيلة، المذهب، المنطقة، النقابة.. ، فهنا يسهل التفريق بين الطائفة، كتجمع طبيعي، والطائفية كنزعة عنصرية وجاهلية ايضا.

أما الاستاذ هود العمران فيقول:
 أغلبُنا يتحدث عن الطائفية من واقع الأثر على طائفته و هذا إغلاقٌ لمعناها الواسع الشامل. فنُظم الدول و الحكومات على مر التاريخ كان يتسم بشيء من الطائفية بمعناها الذي يعني الإنتماء او التشدد في الإنتماء.

أتوقع أن دراسة بدايات الدولة الإسلامية و بالتحديد في عهدي رسول الله صلى الله عليه و على آله و بعدها في عهد أمير المؤمنين عليه السلام فيها من الدروس و العبر لمحو الطائفية و يكفينا رسالة الأمير الى مالك الأشتر ... "الناس صنفان، إما أخ لك في الدين او نظير لك في الخلق" - الرواية

وينقل لنا الاستاذ هود عن موسوعة  ويكيبيديا تعريفٌ شامل عن الطائفية بأن البناء اللفظي يحمل معنى تحرك الجزء من الكل دون ان ينفصل عنه بل يتحرك في إطاره وربما لصالحة. و الطائفية هو انتماء لطائفة معينة "دينية او اجتماعية" لكنها ليست عرقية فمن الممكن ان يجتمع عدد من القوميات في طائفة واحدة بخلاف أوطانهم او لغاتهم. ...
 و يعلق الاستاذ زكريا العباد فيقول  :
الطائفية هي التعصب وأحسن تعريف قرأته لها هو ما ورد عن الإمام الصادق (ع) فيما معناهالعصبية أن ترى شرار قومك خيرا من خيار غيرهم
اي أن التعصب هو ابطال قانون الكفاءة لصالح الانتماء الشخصي.

الاستاذ عبدالمحسن الحسين أختار المدخل اللغوي فقال :
الطائفية حسب معناها اللغوي ماجاء في المعجم الوسيط : الطائفة : الجماعة والفرقة، وفي التنـزيل { وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما} . والطائفة : جماعة من الناس يجمعهم مذهب أو رأي يمتازون بـه .
والطائفة : الجزء والقطعة . والطائفي : نسبة إلى الطائف ( مدينة في الحجاز ) أو نسبة إلى الطائفة، والطائفية : التعصب لطائفة معينة ( محدثـة) ... هكذا يقول المعجـم الوسـيط أن لفظ (الطائفية) بمعنى التعصب لطائفة معينة محدث وليس قديماً في اللغة العربية.

ويضيف الحسين بقوله  :  إن مجرد الانتماء إلى طائفة أو فرقة أو مذهب لا يجعل الإنسان المنتمي إلى تلك الطائفة طائفيا. كما ان عمله لتحسين أوضاع طائفته او المطالبة
بحقوقها أو المنطقة التي يعيشون فيها دون إضرار بحق الآخرين لايجعله
طائفياً. ولكن الطائفي هو الذي يرفض الطوائف الأخرى ويهضم حقوقها أو يعطي طائفته تلك الحقوق التي هي في الأساس لغيرها تعاليا عليها أو تجاهلا لها وتعصبا ضدها.
 وبهذا تكون الطائفية : هي التعصب لطائفة معينة، وهو محاباة هذا الجزء على حساب الكل، ومن هنا يكمن خطر الطائفية الذي قد يؤدي إلى صراع فكري عقدي واجتماعي وسياسي واقتصادي وتربوي وإداري وغيرها من الأصعدة، وهذا ما نلحظه في وقتنا المعاصر.
         
السيد أمير العلي  يجمل الطائفية بتوصيف محدد فيقول:
الطائفية -في رأيي- هي تلك الحالة التي تسود مجتمعا ما وتضفي عليه جوا من الحساسية النفسية، والتحريض الإعلامي، والقطيعة في التواصل بين أطيافه المختلفة في رؤاها الدينية.

(2)
وبعد التعرف على المفهوم كان يجب ان ننتقل الى السلوك فسألنا
    ما هو السلوك الطائفي و ما هو السلوك الغير طائفي؟

الاستاذ محمد علي الحمد يجيب  بقوله:
 يندرج تحت مسمى الطائفية عدة تصرفات اقصائية، منها على سبيل المثال منع بعض المواطنين على أسس طائفية من وظائف معينة أو ترقيات أو مناصب أو من دخول بعض الجامعات أو الترقي فيها، أو عدم تساوي المواطنين في فرص التجارة أو في حرية التعبير أو العبادة وغيرها من مظاهر التمييز.

وقد يقول قائل بوجود وظائف أو مناصب تقلدها أناس من الطائفة التي تزعم انها مهمشة أو يمارس عليها التمييز، والجواب عن ذلك بأن منع بعض المواطنين من فرصة ما هو تصرف  طائفي مقيت حتى لو لم يمنعوا من غيرها.

أما الاستاذ حسين علي العباد فينقل لنا تجربة شخصية عن السلوك الطائفي فيقول  :
 التميز بين الطوائف شعرتُ به عن تجربة في هذا الوطن حينما أراد والدي ذو الثمانين عاما أن يشيد مسجدا في حينا طرق باب الأمراء والملك في الرياض وأخذ يتردد عليهم أربع سنوات وطلبوه عدة مرات وكتبوا عليه التعهدات وأرسلو البحث لمسح المنطقة وعبر عدة دوائر حكوميه حتى فرج الله عليه، بينما إخواننا السنة في هذه الفترة بنو عدة مساجد لأن كل ما عليهم عمله هو رفع خطاب إلى الأوقاف ويسري عليهم النظام بالموافقة. أما الشيعة لهم خط آخر في اخذ الموافقة تحتاج الى أربع سنوات أو أكثر.

د. صادق العمران يرد على سؤالنا كالآتي :
 الإنسان لا يخلو من طائفية أو عصبية لكن ليس المهم أن تكون طائفيا،  المهم هو أن لا تمارس الطائفية وتوظفها لمصالحك الخاصة أو مصلحة طائفتك وعدم التوظيف لا يتأتى للأقليات حتى لو كانوا طائفيين للنخاع لأن طائفيتهم لا أثر لها على المجتمع والوطن لكن المشكلة تكمن في مالك المقدرة على توظيف طائفيته وهم عادة أصحاب السلطة والجاه وأصحاب القرار الإداري والإعلامي حتى لو كانوا منتخبين من قبل الشعب ..!!! فهؤلاء هم من يتحكمون في القطيع ..!!

و يحدد الاستاذ أحمد الحسين خلفيات السلوك الطائفي بدافعين فيقول:
 ممارسة الطائفية عادة يكون لها دافع من اثنين:
إما كره الطائفة الأخرى، أو الخوف منها. أما عندنا فالدافعان يعملان معا بالتوازي، وهذا ما يعقد المسألة الطائفية لأنك إن استطعت التغلب على أحد دوافعها يبقى الدافع الآخر قائما وتستمر الحالة الطائفية.

أما السيد أمير العلي فيصف السلوك الطائفي بأنه :
 السلوك السلبي تجاه الآخر المختلف دينيا أو مذهبيا، إذا كان سبب هذا السلوك منطلقا

(3)
  أمام السلوك الفطري للانسان بالانتماء لجماعة ما و الاعتزاز بذلك الانتماء نتساءل :
هل اعتزاز الانسان بمذهبه و الإصرار على صحته و خطأ الآخرين يعد سلوكا طائفيا؟

يقول الاستاذ  زكريا العباد :
 العصبية الشيعية أقل بكثير وهي ردة فعل في الغالب.
في الموروث الشيعي توجد مناشئ للعصبية ليس مردها فهم حقيقي ممحص بل مردها الاجتزاء وعدم قراءة الصورة بشكل كامل وإلا لو كان للتراث تأثير بقدر ما يزعم أحيانا لانعكس على الواقع بالقدر المصور بشكل مبالغ فيه.

نقلنا السؤال للاستاذ  حيدر الحسن فقال :
قد لا نختلف على توفر الطائفية في ممارسات عدة في حق الشيعة. قد نتفق حول طائفية العديد من الشخصيات السنية. وقد نتفق أننا ننظر بشكل عام للجو العام في الداخل كجو طائفي.لكن هل لدينا نحن الشيعة طائفية؟
ما مستواها؟ و هل هناك أمثلة عليها في طرح الشخصيات العلمية الشيعية و غيرها من الشخصيات (ثقافية، اجتماعية، سياسية...) أو في ممارسات بعض عموم الشيعة؟
هل سبق أن وقفنا فعلا عند هذه الأسئلة، أم نمر عليها مرور الكرام عندما يتعلق الأمر بنا؟
من انتماء الآخر لمذهبه المختلف

(4)

 لعل أعتى موجة طائفية معاصرة أندلعت على خلفية الاحداث الجارية في سوريا فـهل الصراع في سوريا اليوم يعتبر طائفيا ؟
 يقول  الاستاذ هود العمران :
الصراع في سورية ليس طائفياً ابتداءاً لكنه يُرادُ منه ان يكون كذالك ليتم توجيه الأمر بواسطة الدين. و هو كما ببنا اعلاه اعتماد تخطيء المصطلح ليتم تسيسُه في تلك المنطقة في هذه الفترة لذالك السبب.

و يعلق الاستاذ عقيل العليوي فيقول :
وضع الحرب في سوريا لم يعد طائفيا بل هي مرحله استغلت فيه الطائفية لتجنيد السذج فالسابق كانت القوى الخارجية من الطرفين المؤيد والمعارض  ينفي التدخل المباشر في وضع سوريا اليوم الكل بداء يكشف أورقه ويدعي شرف الدعم سواء للمعارضة أوللدولة.

و يجيب السيد أمير العلي عن تساؤلنا بقوله :
إن ما يجري في سوريا هو حرب بين محوري المقاومة والاستكبار، ولكن يراد لها أن تكون مذهبية من خلال التكفيريين المستخدمين كأدوات في هذه الحرب، وهنا تكمن الخطورة ومحاولة الخديعة. إن مواجهة قوى المقاومة لهؤلاء التكفيريين ليس لانتمائهم المذهبي، بل لأنهم أدوات تستخدم لتحقيق أهداف محور الاستكبار. إنها فتنة معقدة لا ينبغي التساهل والاستعجال في قرائتها، ولا أريد هنا أن أسهب في الحديث عن هذه النقطة.

(5)
 في محاولة للتأكد من فهمنا للامور سألنا
هل الصراع  الطائفي الحالي هو صراع سياسي يستخدم فيه المذهب و الطائفة أم أنه غير ذلك ؟

يقول الاستاذ عقيل العليوي:
  تجاذبات الطائفية ليست وليدة اليوم بل هي من بدء العصور نتجت من اشخاص تريد ان تحظى بنصيب من التاريخ وأن يذكر اسمهاعلى مر العصور. ولم تجد لهاسبيلا للدخول للذهنيه الاسلاميه إلامن خلال انشاء نصوص تميل في صالحهم ونصوص تبريريه لأفعالهم ونصوص تجعلهم أمناء الوحي، ولعلي أعد معاويه أكبر شخصية مارست الطائفيه ونظر لهابإمتياز، استغل بهااصحاب التدين القشري ووظفهم لمصالحه الشخصية بحجة الأخذ بدم عثمان وظف الدين والمال والاعلام.
  وهذا الحدث نجده في كل عصر حيث يُجعل هدف مجموعة أوشخص مغلف بإسم الدين ومحاربة البدع أو الخرافات التي يؤمن بها الطرف الآخر، ويجعل من هذه الحرب اساس الدين وبه يغلق فكر الاتباع. ويحلل ويحرم في سبيل اهدافه. ويفتح أحداثا تاريخية على مصرعيها ويجعلها من الدين وليس التاريخ كي يضرب بنفسه أروع مثل في الدفاع عن المعتقد.
  وفي المقابل يصور الطرف المضاد بالعدو الأول ويتداول هذا الحديث عند السذج وعند من يملكون ماكينة الإعلأم والترويج، هذه هي الطائفيه، كلما أبعدت الأتباع عن نصوص القران ونصوص الأحاديث الصحيحة نجحت في فعل الطائفية.

أما الاستاذ يوسف الشريدة  فيجزم بأنه :
صراع سياسي، ولكنه اجتماعي أيضاً .الشعوب الخليجية المترفة تاريخيا؛ عاشت تسخر - عمليا - من عذابات الشعوب الأخرى؛ وتسهم في تذكية الصراعات بين مكوناتها تحريضا ودعما؛ ومنطق السنن الكونية أن ترتد عليها لعنة تلك الشعوب. وما هذه المقدمات التي نعيشها إلا فاتحة دخول هذا الشر إلى جحره؛ فقد اقترب منه؛ وبات على مسافة قريبة من الجحر الذي انطلق منه.

نقلنا السؤال للسيد أمير العلي فقال :
 إن ما يسود المجتمع الإسلامي هذه الفترة أمر في غاية الخطورة، وذلك لاشتباه السياسي بالمذهبي؛ فإن ما نراه اليوم من مظاهر توتر في المجتمعات الإسلامية هو نتيجة تفعيل الحالة النفسية التي تنشأ بشكل طبيعي بين المختلفين في الرؤى والسلوك، خصوصا إذا كانت راجعة إلى المسائل الدينية. إن ظهور هذا التوتر -الذي لم يكن موجودا أو ظاهرا في بعض المجتمعات- في ظل التغيرات السياسية يجعلنا نتوقف ونتروى في التقييم والتفاعل، حتى لا ننخدع، ولا نلبس السياسي لبوسا مذهبيا.

إن استغلال بعض السياسيين للاختلاف المذهبي كما يتم بالتركيز على جوانب الاختلاف وتفعيل الحزازات النفسية بين أطياف المجتمعات المتعددة، فإنه يكون أحيانا أخرى بإلباس الاختلاف السياسي لباس الاختلاف المذهبي، من أجل خلط الأوراق وتخويف الحريصين على الوحدة بالعصا المذهبية. وبعبارة أخرى تارة يستغل الاختلاف المذهبي من أجل مكاسب سياسية، وتارة تتم محاولة إظهار الخلاف السياسي بمظهر مذهبي، وهنا تكمن الخطورة وتتجلى الفتنة التي تتطلب دقة وترويا في قراءة الحدث واتخاذ الموقف.
 (6)
 وبحثا عن مصدر الخلل طرحنا السؤال التالي :
من الذي يؤجج الحالة الطائفية الحالية و لماذا؟

فوجدنا الاستاذ يوسف الشريدة يشير بوضوح الى:
الأمريكي الذي يضمن لها حماية سلطتها وبالتالي مكاسبها منها. وهي -تلك الجهة- ترى في إذكاء تلك النعرات موضعا لكسب الأهمية عند الأمريكي. ولا تتخيل نفسها بدونها، فهي لو خسرتها، ستكون قد خسرت وظيفة مهمة لها تقدير مرتفع عند سيدها الأمريكي.
 تلك الجهة لا ترى نفسها قادرة على خدمة الأمريكي من بوابة غير تلك البوابة مع البوابة النفطية طبعاً. وهي لا يهمها نفط أرضها ولا مصالح شعبها ولا غيره من شعوب المنطقة، فهي مفتونة بمكاسبها من السلطة، وتعاني من عقدة نقص أمام الأمريكي، وتراه رباً يضمن لها حماية تلك المكاسب.

 (7)

 وبحثا عن مخرج كان سؤالنا :
 كيف يبتعد الانسان العادي عن الطائفية؟

يلخص الاستاذ  زكريا العباد الحل في جملة واحدة بقوله :
اللاطائفية عمليا أن نقول أن الدين لله والوطن للجميع. الوطن الذي تعمل فيه الدولة بقانون الكفاءة لا الانتماء الديني.

يفصل السيد أمير العلي الحل فيعلق قائلا :
إذا ما أردنا أن نصل إلى رؤية واضحة وجادة للموقف من العلاقات بين المختلفين داخل المجتمعات الإسلامية -بعيدا عن تداعيات الحالة الراهنة- فإننا بحاجة إلى الانطلاق من مصادر التشريع التي نعتمدها، وذلك لأن المجتمع الإسلامي لا يزال في طابعه العام مجتمعا متدينا. إننا نواجه في مسألة الوحدة الإسلامية نصوصا دينية بحاجة إلى معالجة موضوعية وجريئة، فما هو المبدأ الأساس في هذه العلاقات؟ وما هي حدوده؟ وكيف نتعامل مع النصوص اللتي توحي بنظرة سلبية تجاه الآخر المختلف؟ وما مدى انسجامها مع النظرة القرآنية؟ وكيف كان يتعامل الأئمة في هذا الموضوع من خلال سيرتهم التاريخية؟
إنني أدعي أن التعقيد في رؤية التراث الذي لدينا لهذا الموضوع لا يقل أهمية وخطورة وحاجة للمعالجة عن تعقيد الحالة الراهنة في المجتمعات الإسلامية.

 (8)
و تطلعا للمستقبل و استشرافا لما يحمله وضعنا سؤالا أخيرا
هل يمكن ان تنتهي الحالة الطائفية الحالية؟ كيف السبيل للخروج منها؟

يجيب الاستاذ محمد علي المطاوعة :
القضاء على الطائفية تحتاج الى تكاتف الجهود من الأفراد والجماعات والمؤسسات والدول، فداخل الأسرة ينشئ الإنسان على التسامح وقبول الآخر المختلف وإحترامه وهذا ينسحب على التعليم والمسجد والحسينية وغيرها. وكذلك على الدول أن تسن قوانين تجرم الطائفية الملغية للآخر وتطبقها ويكون خطابها واضح فيه إحترام التنوع وحفظ حقوق الجميع.

و بحثا عن الحل الصحيح أتحفنا  السيد أمير العلي برأيه قائلا :
إن الحل الصحيح في نظري -بناء على ما تقدم- هو في معالجة الرؤية الدينية لمسألة العلاقات بين المسلمين، والانطلاق بعد ذلك بخطوات ومشاريع عملية، لا تقتصر على النخبة، بل تشمل كل دوائر المجتمعات الإسلامية، بهدف تعزيز حالة الوحدة والتعايش السليم.
-ومن المهم جدا لمن يؤمن بمشروع الوحدة أن يتخذ موقفا جادا وحازما وجريئا من كل دعوات الفتنة والتحريض المذهبي، سواءا انطلقت من المجتمعات الشيعية أو السنية، لأنها آخذة في التصاعد الذي تساعدها فيه الأوضاع المربكة في واقعنا الإسلامي الراهن.
 ----
الخاتمة :
أيا يكن حجم الاختلاف في وجهات النظر بيننا في النظر الى موضوع الصراع الطائفي المحتدم فلابد أن نصل الى بر ما بعيدا عن تلاطم أموج بحرها الهائج ، قد يكون ذلك الحل قاسيا و قد يكون مؤلما و لكن الامل سيظل يحدونا ليوم نودع فيه هذا المفهوم الشيطاني و نسكنه متاحفنا و نحكي لأحفادنا قصص عن أيام سوداء عليهم أن يعتبروا و يتعظوا منها ..

تم نشر هذا الحوار  في موقع و الفجر في 23/6/2013  http://www.walfajr.net/index.php?act=artc&id=20105

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق