الطقوسية و القضية
مع اطلالة محرم و حتى الاربعين من كل عام و شغل الشيعة الشاغل احياء ذكرى الحسين عليه السلام ، هذا الرجل العظيم الذي قدم للانسانية ثورة اخلاقية قيمة هي كمنارة تضيء للاحرار دروب العزة و الكرامة ..
و لكن السؤال الذي يتجدد مع هلال المحرم ماذا صنع الشيعة بهذه الثورة العظيمة ، الاجابة محزنة فلقد تحول الإرث المجيد الى طقوسيات تمارس كل عام في ظل تغييب للوعي عن أهداف و مغانم الثورة المجيدة .
الكثير من الطقوس ابتدعت بأصل أو بلا اصل تحت و مسميات شتى (تطبير- مشاية-ركضة – ضرب بالسلاسل و الجنازير- تشبيهات – مشي حافيا - ...) و القائمة لا تنتهي من تلك الطقوسيات التي تمارس تحت عنوان عريض مطاط اسمه احياء الذكرى و الولاء لأهل البيت عليهم السلام ، تلك الطقوس تركن الى السلوك الصوفي الذي لم يكن مذهب اهل البيت ع يرحب به و يشجع عليه .
هنا قبل أن تكبر حدقات اعين البعض علي أن أقول أنني لست ضد من يريد ممارسة تلك الطقوس فهي حرية شخصية ، كل انسان حر في سلوكه الشخصي التعبدي ما دام فهمه للدين يجيزه و لا يتعارض مع قطعياته ، و لكني أطلب منكم أمرين اثنين ، أولا : تلك الطقوس هي مبتدعات - ليس بالمعنى السلبي- لم يرد فيها نص مقدس بل هي أفهام لرجال نحترمهم و نجلهم ، و هي في أحسن حالاتها لم تصل أكثر من الاستحباب ، لذا لا تلبسوها لباس القداسة و لا تعتبروا نقدها تجاوزا على المذهب و العقيدة ، و احترموا من يختلف معكم حولها كما نحترم حريتكم بالايمان و العمل بها ، و احترموا تعذر عقولنا عن فهمها و تبريرها ،، ثانيا : رجاءا لا تقرنوا تلك الطقوس بالاسلام و المذهب فتقولوا أمر الله و رسوله بها ، مارسوها على أنها فهمكم للدين و ليس لأنها دين .
مشكلتنا مع كثير من تلك الطقوس أنها تمارس تغييب الوعي عن اهداف حركة الحسين عليه السلام التي اصبحت مجرد سوكيات تمارس في ايام معينة و تغييب كل مبادئ العدالة و الحرية و الاباء عنا .
كما أن تلك الطقوس لا تقف عند حد معين ، فكل يوم نكتشف شكلا جديدا منها ، هذه السنة رأيت طقسا جديدا ، رأيت أباء يحضورن أطفال أعمار بعضهم أقل من ثلاث سنوات ليشهدوا ذبح الخراف ليوم العاشر ثم يقوموا بتلطيخ ابدان الاطفال بالدماء بعنوان البركة و رجاء الشفاء من الامراض ، و الله اعلم عن سلامة تلك الدماء ، و لا ندري ما سيأتي به المستقبل من طقوس ..
كما أن تلك الطقوس لا تقف عند حد معين ، فكل يوم نكتشف شكلا جديدا منها ، هذه السنة رأيت طقسا جديدا ، رأيت أباء يحضورن أطفال أعمار بعضهم أقل من ثلاث سنوات ليشهدوا ذبح الخراف ليوم العاشر ثم يقوموا بتلطيخ ابدان الاطفال بالدماء بعنوان البركة و رجاء الشفاء من الامراض ، و الله اعلم عن سلامة تلك الدماء ، و لا ندري ما سيأتي به المستقبل من طقوس ..
نعم تلك الطقوس قد يكون لها اثر معنوي روحاني على المستوى الفردي و هذا ما يجعلنا لا نمانع ان يمارسها من يريد ، و لكننا نؤكد أن أثرها الاجتماعي سلبي ، فهو يشغل الناس عن الاهم و الحقيقة في القضية الحسينية .
لذلك يجب على النخب ان يتفطنوا و يسألوا عن ذلك الغياب الكبير و المتزايد للقيم الحسينية ، و يجب عليهم ان يساهموا بعودة المجتمع الى ما ضيعه في معرض حماسه للطقوس ، بدل استماتتهم بالدفاع عن الطقوس ضد من يسمونهم بالحداثيين .
و أؤكد من جديد أن الحرية العبادية يجب ان تكون مكفولة للجميع ، تفضلوا طبروا و اضربوا بالسلاسل و امشوا في المواكب ، و لكن اعدوا الجواب عندما يسألكم الحسين : ماذا فعلتم بثورتي ؟؟؟
السﻻم عليكم ورحمة الله وبركاته ...
ردحذفعندما يبدي احدا راي في قضية من القضايا الدينية يجب ان يمتلك المهارة الكافية في توجية رايه واﻻ يستحسن به ان يحتفظ برايه لنفسه.
لقد قرات هذا المقال وشدني اسلوب كاتبه اﻻ انه كما يتضح مع احترامي الشديد له ضحالة تفكيرة فكيف يصف بعض مايسميها هو بالطفوسيات بانه مبتدعات وكانه نسي انها شعائر ولم تسمى بهذا اﻻسم اﻻ ﻻنها تمس مشاعر الناس بشكل وباخر فضﻻ عن انها عﻻمات تشير الى قضية معينه
اخي الفاضل ان القداسة في كثير من اﻻحيان تكون قداسة مكتسبة وليست ذاتيه فتقديسنا مثﻻ ﻻرض كربﻻ انما لكون جسد اﻻمام الحسين بها وتقديسنا لبعض الكتب او اﻻوراق لوجود ايات الله المحكمات فيها فمالمانع من ان يكتسب فعﻻ معينا او شعيرة معينه عنوان الفداية ان اشتملت على مايقربنا من رجل عظيم كابي عبد الله الحسين فاللطم والمآتم وغيرها مما تحيي ذكر الحسين هي شعائر تقربنا من الحسبن وهي بالتالي مفدسة وفد نقل احد الفضﻻء غتوى للسبد الخوئي فدس سره ان اي مكان او اي فهل يمقل لنا رمزا للحسين يجب علينا احترامه وتعظيمه ﻻنه يكون مقدسولهذ فقد عمل الموالين من الشيعه على ثنع رموز وافعال من قديم الزمام اكتسبت عنوان القداسة بما ﻻشك فيه ففي باكستان هناك مجسم لضريح ابي عبد الله الحسين يزورة الناس ويقدسونه وان ام يحتوي على جسد الحسين فغي مصر وسوريا مواقع يفال انها وضع فيها راس الحسين واختلفوا في مكان دفن السيدة زينب ومع ذلك نجد من يذهب ويزور تلك المقامات ويقدسونها فهل بظنك ان هذا جهل ام ان الشيعه هنا تعظم شعائر الله التي هي من تقوى القلوب
اتمنى من اﻻخ التروي في بعض اﻻمور وعدم القاء الشبهات دون النظر لما تعنيه القداسة لشخصات اهل البيت بكل معنى
تعليق اخر حول مسألة اهداف ثورة اﻻمام الحسبن فمنذ صعرنا ونحن نسمع انها عبرة وعبرة غلماذا تجعلها بتصورك عبرة محضة متناسيا جانب العبرة والدمعه ومن الطبيعي غي فضية اﻻمام الحسين ان يطغو جانب العبرة عاكثر من العبرة غالجانب العاطفي في العالم يشكل اكثر من الجانب العقلي
ردحذفمنها انه يدعي انها طقوس صوفيه ! ومنها ان القائلين بالاستحباب انما يرجعون الى مطاطية هذه الطقوس وبما ان الكاتب يستند الى فكره الحر (وهذا عنوان مدونته) فهذه معضلة كبرى لأن استنتاجه لايقوم على دليل من الدين بل على فكره الذي يدعي انه (حر)وارجع واقول انها معضلة كبرى لأن المراجع العدول الكبار يقولون كلمتهم ويأتي هذا " المثقف" ليضع نفسه في قبالة هؤلاء الكبار ويقول كلمته ثم كيف تكون الطقوس الحسينية في كل عام (تغييبا للوعي عن مغانم الثورة الحسينيه) حسب زعمه والحقيقة انها من اجلى مصاديق احياء امر اهل البيت ع والغريب انه بعد ان يقول بأن هذه الطقوس من امر الصوفيه الذين لم يكن اهل البيت يرحبون بهم يأتي ويقول انه ليس ضد مايفعلون لأنها حرية شخصيه !!! وهذا ما اسميه حرية الفكر المنفكة عن اي دين والغير مستندة الى اي معرفة حقيقية بالدين فتخرج علينا بمثل هذه الترهات والخزعبلات التي يشتم منها رائحة الافساد في الدين والتضليل للمؤمنين،متناسيا ان فهمنا للدين جاء من خلال مراجعنا العظام الذين هم حجة علينا والذين عملنا بلاتقليدهم باطل ثم انه يشهد على نفسه وهذا عجيب انه لم يفهم هذه الطقوس وبوجب علينا ان نعذره على عدم فهمه لهذه الطقوس بل وحتى تبريره لعدم فهمه لتلك الطقوس والاعجب انه بعد هذا الجهل المركب يأمرنا جنابه ان لانقرن تلك الطقوس بالاسلام والمذهب ثم يذهب الى التخرص بهذه الطقوس والتهكم عليها والنيل منها على انها تغيب العداله والحريه والاباء !!!!!!! وأعجب وأعجب واقول له الان تكلم الرويبضة في دين الله وشريعة رسول الله وائمة الحق وعلماء الطائفه اذ يقولون بالاستحباب و( هو) يقول بأنها بدعة سلبيه ولابد له ان يجيب الحسين ع حينما يسأله ماذا فعلت بشعائري ؟
ردحذفعزيزي صاحب أو (اصحاب) التعليقات الثلاثة
ردحذفحيث أنك لم تملك الشجاعة لتضع اسما نخاطبك به
و سواءا كنت شخصا أو عدة اشخاص ، فإني لا انطلق من تشخصي الفردي و لكن مستوى الكتابة ..
بالرغم من أن تعليقاتك و خصوصا الاخير أمتلأت بكلمات و أوصاف دون مستوى الادب ، و لي الحق في حذفها لأكرم أعين زوار هذه المدونة ، إلا أنني أفضل ان تبقى تعليقاتك دليلا على كلامي..
دع الناس ترى ماذا فعلت بكم الطقوس و الى اي مستوى وصل اليه خلقكم و أسلوبكم و هذا أقصى جهدكم ..
سلاما .. سلاما ..
حياك الله
ردحذفانا علي عبدالعظيم السلمان صاحب التعليق الاخير المليء بالادب الجم غير ان الواجب الديني يفرض علينا الرد على امثالك بمثل هذا الرد ولقد تجلى لنا حقيقة موقفك من الطقوس في معرض مقالك الرديء على مستوى الفكرة والتعبير وحتى الاملاء وتجلى لنا ضحالة مستواك الادبي فكيف تستى لك وضع نفسك في قبالة عظماء الطائفة ورؤساء المذهب من مراجع الطائفة الكبار العدول انه اسفاف وقلة ادب ان يقول اهل الاختصاص كلمتهم عن دراية وتحقيق ويأتي امثالك ليبدي رأيه مع شديد الاسف واذا كنت تخاف من الرد فلا تجعل من نفسك كاتبا والسلام
يا أخ علي عبد العظيم يبدو أنك لا تعرف حتى ادب الحوار فأنت تشتم و تسميه (أدب جم) و مع ذلك مازلت أجد رحابة لأترك لك مجالا لتفرغ فيه طاقتك السلبية التي أكتسبتها بعد تأديتك الطقوس (فيما يبدو) ظننت أن الطقوس تطهر القلوب و لكن لم تطهر قلبك ، فأين الخطأ ؟؟ عدم ردي عليك ليس لعدم أمتلاكي الرد و لكن كلامي لن يعيه قلبك المشحون فلا فائدة ترتجى .. طهر قلبك يا أخي لكي تكون بمستوى خدمة امامنا العظيم الحسين ابن علي عليه السلام ..
ردحذف