الاثنين، 7 يناير 2013

نقد الموروث

نقد الموروث





النقد سلوك عقلي متحضر وجد و تطور لدى الامم المتحضرة حيث احترام الانسان و تمكينه من حرية التفكير و الاختيار .
في الدين الاسلامي الحنيف نجده شجع على إعمال العقل و نقد الموروث و هذا واضح جلي في الايات القرآنية الكريمة و ليس محل خلاف لذا نتجاوز التفصيل فيه ..
العقدة لا تكمن في جواز النقد للتراث من عدمه ، بل تكمن ثلاثة أمور (ماذا ننقد ؟ ما هو اسلوب النقد ؟ من ينقد ؟)
و الاجابة على هذه الاسئلة الثلاثة هي التي تولد الاختلاف و الخلاف بين ابناء المجتمع الاسلامي و بين كافة التيارات و المذاهب الاسلامية ..
فمادة النقد تقف بين التقديس و عدمه فمن يعتبر امرا ما مقدس فإنه لن يقبل نقده و من يعتبره غير مقدس سيتقبل نقده ، و دائرة التقديس تتسع و تضيق وفقا لعوامل عدة .
و رغم ان صريح ايات القرآن الكريم و الاحاديث النبوية الشريفة واضحة صريحة في توسيع دائرة النقد فهي تضع العقيدة (وهي من أهم الموضوعات في الدين) محلا للنقد و تحث على نقد العقائد الموروثة ، و هذا يكفي ان يكون ما دونها من الموضوعات محلا للنقد من باب أولى .
و عن اسلوب النقد هناك اساليب كثيرة للنقد ، منها الاسلوب التفكيكي و الاسلوب البنائي و منها الاسلوب الاستدلالي و غيرها ، ولكن لا يوجد اسلوب أمثل ، ربما يميل شخص ما لأسلوب دون آخر و لكن لا يجب أن نقول انه الاسلوب الاوحد و نلغي البقية ، يبقى فقط أن يكون الاسلوب مراعيا للخلق و عدم الشخصنة حيث يتحول النقد من نقد المادة الى نقد الشخوص .
أما من ينقد؟ فإن الباحث عن الحق و الحقيقة مكلف بسلوك ذلك الدرب ، فالحجر على عقول الناس ليس اسلوبا اسلاميا مطلقا ، و  للانسان ان ينقد ما دام يتملك اساليب النقد و المعرفة .
في واقعنا الاسلامي لدينا حساسية مفرطة من النقد حيث اتسعت دائرة المقدس و تجاوزت كل حدود ، فحتى الموروث الذي انتجته عقول البشر الغير معصومين اصبح مقدسا في نظر البعض ، و اصبح التقليد في كل الامور المعرفية و الفكرية هو الطاغي ، و هذا ناتج عن التخلف المعرفي و العجز عن الابداع و عدم الثقة بالنفس ..
إن حساسيتنا للنقد جعلنا أمام حالات تطرف فكري موغل بتقديس الماضوية في مقابل حالات احتقان تنفجر عن تطرف معاكس ، فيما الحقيقة ضائعة بين التيارين .
لذا من الضروري العمل على تغيير الحالة السائدة بإرساء ثقافة تقبل النقد و الحرية الفكرية للانسان ، فإن الله لا يريد عبيدا يطيعونه دون وعي و تدبر و تفكير ، و لذلك خلقنا مختلفين كما قال جل شأنه ..

هناك تعليقان (2):

  1. تحية طيبه لما تمت كتابته هنا .... واحب ان اشير الى نقطه قد خفيت على الكاتب وهي ان لغة الحوار هي الطريقة التي اتبعها الله جﻻ جﻻله منذ بداية الخليقة ودعا لها ايضا فحاور اللهجل شأنه مﻻئكته عندما خلق آدم وحاور ابليس وحاور آدم فعندما تتحول لغة النقد الى حوار تتجلى حقائق كثيرة بين الطرفين وتعتبر لغة الحوار هي لغة اﻻديان الصحيحه وبظني اننا ﻻنجبل الناس على طريقه معينه فالكلله الحرية التامه لسلك المنهج الذي يريد واننا عندما نتكلم عن عقيده من عقائدنا كمسامين ينبغي ان نحترم بعضنا البعض وهو سلوك حضاري وديني بحت واما ان نطلق مسميات جزافيه على معتقدات كلفظ طقوسيات او معتقدات موروثه فهو كﻻم سلبي يثير الطرف اﻻخر ﻻن طريقة اللفظ تشعر ان صاحبها ﻻيحترم صاحب المعتقد او انه يتعمد اثارته بالفاظ ﻻينبغي ان تصدر في حوار جاد بين اخوين في العقيده اﻻ ينبغي ان نقول بدل كلمة طقوسيات التي قصد بها الكاتب الشعائر الحسينية بكلمة الشعائر الحسينية او ان يعبر عن موضوعه بكلمة الشعائر الحسينية بين السلب واﻻيجاب وبدل ان يعبر عن كلمة الموروثات التي توحي بان من يتحدث اليه هو انسان يرث عادات جاهليه تنسب ﻻبي جهل والعصر الجاهلي يقول عادات وتقاليد اسﻻمية في اطار النقد مما يوحي بان له وجهة نظر يبينها في بعض العادات التي تعلمناها من اجدادنا فاجدادنا اورثونا وﻻء محمدوال بيته وهم ليسو جاهليون بل وﻻئيون وصدق الشاعر حيث يقول :
    رضعت من ثدي امي حب حيدرة ونمت في حجرها بمدائح لعلي
    وكان لي والد يهوى اباحسن فصرت من ذي وذا اهوى ابا حسن
    وفي ااختام اشكر لكم تقبلكم حواري لما تم كتابته بصدر رحب سلمان السلمان

    ردحذف
  2. ارد التحية بمثلها أو أحسن لأخي بومحمد السلمان على تعليقه الضافي ، و أود أن أٌقول :
    1- النقد يختلف عن الحوار ، فالاول وزن الافكار و السلوك الى المثاقيل المعرفية ، أم الثاني فسلوك متحضر..
    2- النقد لا ينافي الاحترام و إلا لما أمرنا الله تعالى به.
    3- مازلت أقول أن لدينا حساسية شديدة من النقد ، حتى ذلك المنتج البشري غير المعصوم نتحسس من نقده ، بل حتى المصطلحات تغضبنا دون أن تكون سلبية بالضرورة عندما نستخدم كلمة (طقوس) فإننا لا نقصد الاساءة، فحتى الصلاة تعتبر من الطقوس ، فالطقوس (هي كل سلوك نمطي يؤديه الانسان)، و الامر ذاته بالنسبة للموروثات فكل ما يرثه الانسان من اسلافه يعد موروثا ، و هذه مصطلحات و مفاهيم محايدة ، و لكننا نصر على الانحياز و نتحسس من النقد ..

    أحييك مجددا

    ردحذف