الجمعة، 13 أكتوبر 2017

عرض وتلخيص كتاب الشهيد الخالد


عرض وتلخيص كتاب


الشهيـــــــد الخــــــــالد






الكتاب : الشهيد الخالد.. الحسين بن علي عليه السلام

المؤلف: الشيخ نعمت الله صالحي نجف آبادي
انتهى من تأليفه باللغة الفارسية سنة 1951م وطبع ثمانية عشر مرة.

ترجمة : د.سعد رستم سنة 2012

عدد الصفحات : 408 صفحات

الناشر : الإنتشار العربي



بين يدي الكتاب:


ينتمي كتاب الشهيد الخالد المثير للجدل إلى تيار (محاربة الغلو) كما يصف د.محسن كديور إذ يعتبر هذا التيار أن الغلو وإسباغ صفات فوق بشرية تسرب إلى متأخري الشيعة في نظرتهم إلى الأئمة عليهم السلام حيث لم يكن الأمر كذلك لدى متقدمي الشيعة حتى القرن الرابع الهجري الذين آمنوا بصورة بشرية لهم عليهم السلام، ورغم أن هذا الكتاب يعنى بثورة الإمام الحسين عليه السلام إلا أنه يركز على قضية كلامية وهي علم الغيب لدى الأئمة بطرح سؤال : هل كان الإمام يعلم أنه سيقتل في كربلاء وفي عاشوراء سنة 61م بالتحديد أم أن علمه كان علما إجمالا لا يصل حد السير إلى مصرعه تحقيقا للإرادة الإلهية.

يجدر الالتفات إلى الأجواء التي كتب فيها هذا الكتاب ففي خمسينيات إلى سبعينيات القرن الماضي كان النشاط الثوري لدى رجال الدين الشيعة في إيران على أشده، لذا فالكتاب يدفع باتجاه ضرورة أن يقتدي رجل الدين الشيعي بالإمام الحسين إذ أن الإمام كان يهدف للثورة على الحاكم الظالم بغرض استعادة الحكم الإسلامي وإقامة الشريعة، هذه النظرية التي بلغت أوجها مع ثورة الإمام الخميني سنة 1979م وتكللت بإسقاط الشاه، قبل أن تحارب هذه النظرية فيما بعد بحسب د.كديور من قبل السلطات الحاكمة الجديدة ومحاولتها إعادة النظرة التاريخية والدفع بظلامة الإمام الحسين الأمر الذي مهد لتحويل القضية الحسينية من ثورة ضد الظالمين إلى حالة حزن طقوسية مغرقة في الغلو والخرافة. 



مقدمة:
بالرغم من تعاقب القرون على استشهاد الإمام الحسين عليه السلام في واقعة كربلاء سنة 61هجرية إلا أن تلك القضية مازالت ملتهبة ساخنة خصوصا في الأوساط الشيعية، ومع الكم الهائل من الكتب التي طبعت حول هذه القضية إلا أنها مازالت تختزن الكثير ليقال ويكتب، وتتغير النظرة إلى الواقعة تأثرا بالواقع الحاضر وكأنه يحاول استنطاق ما جرى يومها.

طغى لوقت طويل على التراث الشيعي نظرة تراجيدية أسطورية لوقائع حركة الإمام الحسين بسبب الكم الكبير من الروايات والقصص التي ألصقت بها، مما استدعى أن يتصدى البعض لهذه النظرة ليعيد لكربلاء الوهج الإنساني والحس الطبيعي بعيدا عن الأسطرة وهو ما يحاوله المؤلف، وبالرغم من مرور أكثر من ستين عاما على وضعه لهذا الكتاب إلا أنه للتو بدأ يأخذ صداه في الوسط الشيعي العربي والخليجي خصوصا، ربما تأثرا بالأفكار الرائج حاليا.

لا تنبع أهمية الكتاب من موضوعه المثير فحسب بل من شخصية مؤلفه كونه شخصية علمية من الوسط الحوزوي الإيراني ولكنه عرض كتابه على علماء كبار في عصره فاختلفت ردة الفعل تجاه فمنهم من أيد ما ذهب إليه كالشيخ منتظري، ومنهم من رفضه وطلب منه عدم نشره، ورد عليه آخرون بنحو ثمانية عشر كتابا من أسماء بارزة في زمانه منهم العلامة الطباطبائي صاحب الميزان والشهيد مطهري.



وموطن النقد يتلخص في ثلاث نقاط أساسية:

- كون الكتاب نفى علم الإمام الحسين التفصيلي بشهادته وأن علمه كان إجماليا

- كون الكتاب نفى أن يكون الإمام الحسين ذهب لمصرعه بأمر خاص من الله ورفض نصرة الملائكة له

- كون الكتاب يعتبر أن حركة الإمام كانت سياسية هدفها إقامة الحكومة الإسلامية وليس الشهادة



عرض الكتاب:

يتفرق الكتاب على خمسة فصول مع مقدمة وخاتمة مهمتين:


في المقدمة:
يعرض الكتاب إلى آراء علماء المسلمين حول حركة الإمام الحسين وهي :

- أن الإمام ذهب لكربلاء ليقتل فيفضح بنو أمية ويسقط حكمهم

- أن الإمام كان هدفه نيل الشهادة فيحصل على أعظم الأجر

- أن لحركة الإمام وجهان ظاهري يريد أن يقيم الحكم الإسلامي في الكوفة وباطني يهدف لنيل الشهادة

- أن حركة الإمام كانت حركة إصلاحية بهدف تغيير الواقع

يتبنى المؤلف رأياً يعتقد أنه رأي علماء الشيعة منذ عشرة قرون وهو رأي المفيد والمرتضى والطوسي وملخصها أن حركة الإمام الحسين كانت حركة عقلانية ضرورية قام بها سياسي محنك بهدف إقامة الحكم الإسلامي في الكوفة إلى بقية العالم الإسلامي وإن كانت التحولات التالية أفضت إلى شهادته وأصابت الأمة نكسة كبيرة بذلك.

في فصول الكتب الخمسة يحاول المؤلف إعادة قراءة الثورة الحسينية وفق هذه الرؤية، وهي كالتالي:



الفصل الأول:علل وعوامل نهوض الإمام
في هذا الفصل يبحث الكاتب تفصيلا أسباب نهوض الإمام ويخلص إلى أنه نهض بسبب مبادرة حكومة يزيد لإجباره على مبايعته فيما يرى أنه لا يجوز له ذلك لما فيه من ضرر بالغ بالإسلام والمسلمين، وكان تحرك الإمام ابتداءً من أجل دفع التهديد عن نفسه بالقتل ومن ثم البحث عن عوامل استعادة الحكم من بني أمية وإرجاع الحق لأهله خصوصا مع الجو العام الذي كان رافضا لحكمهم.


الفصل الثاني: ماهية ثورة الإمام
وفيه يبحث الكاتب حول ماهية الثورة هل هي ابتدائية أم دفاعية، ويخلص إلى أن الإمام أمتنع أولا عن البيعة ريثما يقيّم الوضع العام، ثم لمّا وجد أنه يمتلك الأنصار والقوة لإقامة الحكم في العراق بدأ بالتخطيط والإعداد له، وفي المرحلة الثالثة عندما فقد عوامل إقامة الحكم في العراق سعى لعدم الاصطدام ببني أمية وبحث عن حل وسط، أما في المرحلة الرابعة عندما أصر الأمويون على القتال قاوم وقاتل بشجاعة وعزة. 



الفصل الثالث: مراحل الثورة

في هذا الفصل يبين الكاتب بالتفصيل كل الأحداث التاريخية وفق رؤيته الواقعية لحركة الإمام الحسين منذ أواخر شهر رجب وحتى يوم العاشر من المحرم، مقسما لها لعدة مراحل:

- المرحلة الأولى: ( من 28 رجب إلى 8 ذوالحجة) وهي الفترة التي طُلبت منه البيعة فخرج من المدينة إلى مكة، كي لا يجبر عليها ولكي يقيم وضع المسلمين ويبحث عن أنصار يعينوه على الثورة وإرساله لمسلم وتلقيه كتب أهل الكوفة وتمهله في اتخاذ قرار السير إليهم.

- المرحلة الثانية: ( من 8 ذو الحجة إلى لقاء جيش الحر الرياحي): وحينها كان الإمام قد عزم على السفر إلى الكوفة قبل إتمام حجه لوجود التهديد بقتله، وعندما كان سائرا تلقى نبأ مصرع مسلم إبن عقيل، وحينها تشاور مع أصحابه، فكان العزم على إتمام المسير إلى الكوفة ذلك لأنهم رجحوا إمكانية النصر وأن الأنصار مازالوا ينتظرونه، واستمر في المسير حتى لقي جيش الحر على حدود إقليم العراق.

- المرحلة الثالثة: (من لقاء جيش الحر حتى العاشر من المحرم) وخلالها اصطدم الإمام بجيش الحر وعلم أن الأحوال في الكوفة تغيرت وأن عوامل النصر باتت مفقودة وعليه فقد قرر العودة إلى الحجاز، ولكن الحر رفض وطلب منه القدوم للكوفة، وعليه اتخذ خطا وسطا لا يرجعه الحجاز ولا يدخله الكوفة حتى وصل كربلاء، وفاوض عمر إبن سعد على حلول أخرى منها أن يذهب إلى الشام أو يلحق بالثغور ولكن المفاوضات أجهضت.

- المرحلة الرابعة:( يوم عاشوراء) ويومها قرر أبن زياد الحرب وقتل الإمام الحسين وحينها وجد الإمام أنه مضطر للقتال، فصمد وقاتل حتى أستشهد وأهل بيته وأصحابه.

ويجري الكاتب فرضيته في نفي إصرار الإمام على الشهادة بل على العكس دفع الإمام نحو السلام وتجنب القتال ووضع الحلول الوسط التي لو أخذ بها الأعداء لتجنبت الأمة مأساة كربلاء وبقي الإمام يمارس دوره الطبيعي.



الفصل الرابع: أهداف الثورة

هذا الفصل يخصصه الكاتب لبحث الأهداف التي دعت الإمام للثورة وهي أربعة:

1- النضال ضد الظلم واجب شرعي

2- ضرورة إقامة الحكم الإسلامي

3- توافرت الشروط والأسباب للقيام

4- الدفاع عن الإسلام

وفي نهاية هذا الفصل يخصص الكاتب جزءً للرد على المستشرق ماربين أو مارتين الألماني الذي ذهب إلى أن الإمام سعى لأن يُقتل فتنهض الأمة بسبب مصرعه.

ويطرح سؤالا هاما: هل كان في مقتل الحسين مصلحة للإسلام؟

ويجيب أنه بالعكس فقد خسر الإسلام والأمة بمقتله خسارة لا تعوض وبسبب ذلك ضاعت الأمة، وتسبب في آثار سلبية إلى اليوم.

ويجب على سؤال لماذا أخذ الإمام أهله معه؟

فيقول البعض يظن أن الإمام قصد بأن يفضح أسر أهل بيت الحسين بنو أميه، والحقيقة أن الإمام أخذ أهله خوفا من انتقام الأمويين منهم في حال أقام الحكم الإسلامي في العراق، وإلا فإن في سبي أهل بيته ألم كبير له ولم يكن ليرضاه أبدا.




الفصل الخامس: نتائج الثورة وآثارها

في هذا الفصل يوضح الكتاب بالتفصيل الآثار السلبية لمصرع الإمام، هي:

1- خسارة لا تعوض

2- ذل للناس

3- ثلمة في الإسلام

4- خسارة علمية

5- وصمة عار

ولكن هناك أيضا نتائج (وليست أهداف) إيجابية تلت مصرعه:

1- مدرسة متنقلة

2- تربة الإمام شفاء للمرضى

3- ازدياد شعبية الإمام

4- دروس عملية في الثورة

5- درس في العزة والكرامة

في ختام الكتاب يخصص الكاتب مساحة للرد على النصوص التي يفهم منها مخالفة رأيه في حركة الإمام، منها :

1- قصة الرؤيا عند قبر النبي بأن النبي يأمر بالخروج للشهادة

يناقش الرواية فيرد رواية إبن الأعثم، وما صح هو الإخبار الإجمالي بالشهادة دون أمر بالخروج

2- حديث (وأخرج بأقوام للشهادة..) وبعد المناقشة يردها سندا ومتنا

3- خطبة ( خط الموت على ولد آدم..) فيوجهها أنها خطبة للحث على النصرة وبذل النفس من أجل الثورة معه والخروج إلى الكوفة.

4- حديث ( شاء الله أن يراك قتيلا..) يقول الكاتب أنها لم ترد في المصادر القديمة ولم تظهر إلا في النصف الثاني من القرن السابع الهجري، ورغم ضعفها فهي تقبل التوجيه لمعنى المشيئة التكوينية والإخبار عن الشهادة.



في الختام يشير المؤلف أن ما ناقشه يدخل عقائديا في مسألة علم المعصوم وهي مسألة عقدية فرعية لا تعد من أصول المذهب ولا يترتب عليها إيمان وكفر، وعليه فإن مخالفة ما ذهب إليه لا يجب أن يكون محل فرقة وتصادم بل أنه ينصح بعدم الاعتراض على الخطباء الذي يوردون ما يخالف رأيه احتراما لهم.


-------------------------
نشرت هذه التدوينة في موقع المطيرفي :
http://www.almoterfy.com/site/index.php?act=showNews&module=news&id=8981#.WeDkOolTLIU



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق