أعبر ليل النص وأصابعي شعلة
الكاتب: كاظم الخليفة
الطبعة: الأولى 2018
عدد الصفحات: 214 صفحة
من إصدارات النادي الادبي بالرياض
الناشر: المركز الثقافي العربي
الناشر: المركز الثقافي العربي
يمكن لأي انسان أن يقرأ النصوص الأدبية شعرا كانت ام نثرا ويستمتع بجمالياتها، يطرب باللغة والمفاهيم والأفكار التي تقدمها تلك النصوص، وبقدر ما تعطي من روحك لها يمكنك أن تأخذ وبقدر ما تنفتح عليها يمكنها ان تكشف لك من مكنونها وروائعها، غير أن لكل شيء حدود فتلك جزء من طبيعتنا البشرية، ولذا ربما نحتاج إلى دليل يضيء لنا الدرب ويرشدنا الطريق لنعبر ليل النص بسلاسة ونخرج من كهفه بسلامة، وهنا يأتي الأستاذ كاظم الخليفة يتبرع بأصابعه شعلة لنا.
تميز الأستاذ الخليفة بذائقته الفريدة واطلاعه الواسع وقدرته الفائقة على فتح حواسك وعقلك ومشاعرك تجاه تلك النصوص الأدبية، جرّب أن تقرأ نصا ثم اطلع على ما كتبه الأستاذ الخليفة ثم ارجع لقراءة النص تارة أخرى حينها ستجد نفسك أمام نص جديد لم تقرأه من قبل.
قسّم الأستاذ الخليفة كتابه إلى ثلاثة فصول، الأول: اختص بالنصوص الشعرية، والثاني: افرده للرواية أما الثالث: فكان للقصة والقصة القصيرة.
وفي كلا القسمين اختار عيونا من النصوص الأدبية الرائعة لشعراء وأدباء محليون وقدم قراءاته المميزة لها، من الأسماء التي تناول نصوصا لها: شعرا: محمد الحرز-جاسم عساكر-علي النحوي، ومن الادباء في مجال الرواية: جبير المليحان وحسين الأمير، وفي مجال القصة قدم قراءة لمجموعة أحمد العليو - عبدالله الوصالي- امينة الحسن –طاهر الزراعي- جعفر عمران- عبدالجليل الحافظ، وغيرهم من الأسماء المحلية المعاصرة.
في بداية الكتاب طرح الأستاذ الخليفة عدد من الهواجس والتساؤلات التي وجدها ضرورية أمام قصيدة النثر: منها الفرق بين الشعر والنثر؟ هل تحول الشعر إلى صيغ جديدة تتجاوز قوالب الفراهيدي يعد تطورا طبيعيا مقبولا أم تجاوز محظور؟ هل لشعر النثر قواعد محددة أم أن الغموض جزء من الطبيعة؟
ناقش الأستاذ الخليفة برشاقة سؤالا لطالما كان محل جدل، السؤال هو: ما الفرق بين الشعر والنثر؟؟ فينقل عن (وو كياو) قوله: "بأن رسالة الكاتب مثل الأرز: عندنا تكتب نثرا فإنك تطبخ الأرز، عندما تكتب الشعر فإنك تحول الأرز إلى نبيذ.. طهو الأرز لا يغير شيئا من شكله، لكن تحويله إلى نبيذ يغير شكله وخصائصه. الأرز المطبخ يجعل المرء يشبع، ويحيا حياة كاملة، النبيذ يجعل المرء ثملا.."، وبعدما يطرح الكاتب عدد من النظريات حول هذا الفرق، ليصل إلى نتيجة أن الفرق بين الشعر والنثر خيط رفيع لا يمكن للنظريات الجامدة القبض عليه، ويبقى للقارئ الفطن اكتشاف هذا الخيط بنفسه.
ختاما: إن كنت مهتما بقراءة قصيدة النثر أو بالنصوص النثرية من رواية وقصة وإن كنت مهتما بالنتاج الأدبي المحلي فإن هذا الكتاب سيعطيك روحا ثانية كي تحيا بها وعينا ثالثة لترى بها ومشعلا منيرا لتسترشد به الطريق..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق