الإنسان الفايروسي
مع تزايد الإهتمام بالقضايا البيئية في العالم ظهرت نظريات كثيرة تفسر أسباب ظواهر التغير المناخي وتقترح وسائل لحلها، ولعل ظاهرة الإحترار أو ارتفاع درجة حرارة الأرض واحد من أهم هذه الظواهر البيئية التي لاقت جدلا كبيرا.
من ضمن النظريات التي طفت على السطح مؤخرا تفسير الظاهرة بيولوجياً، فكما أن الإنسان المصاب بمرض أو فايروس معين ترتفع درجة حرارته ويصاب بالحمى كوسيلة دفاعية من الجسم لمحاولة القضاء على هذا الفايروس، فإن الأرض مصاب بفايروس يهدد حياتها وهي تلجأ إلى رفع درجة حرارتها في محاولة منها للقضاء عليه، غير أن الفايروس هذه المرة هو الإنسان!
المشكلة التي تواجه الأرض أن فايروسها المقترح (الإنسان) هو خصم عنيد وتعلم كيف يتكيف مع الإحترار ويوجد وسائل تحميه منه (على المدى المنظور على الأقل) كما أن إزدياد عدد البشر يسهم في المزيد من الإحترار دون وصول إلى نتيجة.
في دراسة نشرت مؤخرا قام بها علماء بريطانيون حول العصر الجليدي القصير الذي شهدته الكرة الأرضية في القرن الخامس عشر الميلادي وجدت أن السبب المحتمل هو إنخفاض عدد سكان الأرض بنحو 56 مليون إنسان خلال قرن من الزمن جلهم من السكان الأصليين في اميركا نتيجة محاولة الأوربيين السيطرة عليها، فموت هذا العدد الهائل في فترة زمنية قصيرة نسبيا أدى إلى انخفاض النشاط البشري السلبي في البيئة الأمر الذي رفع كمية الأوكسجين في الغلاف الجوي بنسبة معتبرة أدت في النهاية إلى تراجع درجة حرارة الأرض بشكل ملحوظ.
هذه النظرية طرحت فكرة خفض سكان الأرض أو على الأقل السيطرة على التزايد المتسارع لهم في سبيل منع كارثة بيئية قادمة، وقد تنبه لها المفكر البريطاني برتراند راسل مبكرا عندما أشار في كتابهأثر العلم في المجتمع من ناحية مختلفة نوعا ما عندما أشار إلى أن تزايد عدد السكان في ظل موارد محدودة على الأرض سيؤدي إلى دول ذات كثافة سكانية عالية ولكنها فقيرة الأمر الذي سيجعل الحرب حتمية، وتنبأ بأن تلجأ الدول القوية لوسائل علمية لتعقيم جزء من البشرية، وأشار إلى أنه مهما كانت الفكرة متوحشة إلا أنها ستلقى ترحيبا في سبيل ضمان الموارد للأقلية القوية.
ومن الأمور الطريفة أن الأمير فيليب زوج الملكة البريطانية إليزبيث الثانية أشار في إحدى اللقاءات أنه يتمنى أن يعود للحياة بعد موته على شكل فايروس خطير يقضي على نصف البشرية مما يسهم في حياة أفضل للبقية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق