إطلالـــــــــــــــــــــــــــــــــــة على رواية
الحــــاج مــــراد
رواية : الحاج مراد
المؤلف: الروائي الروسي ليف تولتسوي
ترجمة : هفال يوسف
عدد الصفحات : 208 صفحات
الطبعة : الطبعة الأولى 2016
الناشر : دار التنوير للطباعة والنشر
بين يدي الرواية:
نص من الرواية:
سيجفّ الثرى على قبري / وستنسيني يا أمّاه!
سينمو العشب على قبري / ويُخمد حزنك يا أبي العجوز
ستنشف الدموع في عينَي أختي / ويطير الحزن من قلبها
لكنك لن تنساني يا أخي الأكبر، إلى أن تثأر لموتي.
ولن تنساني يا أخي الثاني، إلى أن ترقد إلي جواري.
حارقةٌ أنتِ، أيتها الرصاصة، وتحملين الموت، ولكن ألم تكوني أنتِ أَمَتي الوفيّة؟
وأنتِ أيتها الأرض السوداء، ستُغطّينني، ولكن أليس أنا من كان يدوسكِ بحصانه.
باردٌ أنتَ أيها الموت، لكنني سيّدك.
ستأخذ الأرض جسدي، وروحي ستتقبّلها السماء.
المؤلف: الروائي الروسي ليف تولتسوي
ترجمة : هفال يوسف
عدد الصفحات : 208 صفحات
الطبعة : الطبعة الأولى 2016
الناشر : دار التنوير للطباعة والنشر
بين يدي الرواية:
تعد الرواية التي نحن بصددها من أواخر ما كتب الروائي الروسي الرائع تولتسوي الذي يتميز بروايته الوصفية الواقعية وهو من أعمدة الأدب الروسي في القرن التاسع عشر وقد اشتهرت له روايات عدة أهمها الحرب والسلام وكذلك أنا كارنينا.
وبالرغم من أن رواية الحاج مراد لم تشتهر كثيرا ولم تنشر إلا بعد وفاته، إلا أنها من الروايات الجميلة التي تعكس شيئا من صورة روسيا القيصرية وخصوصا الصراع الدامي في خاصتها القوقازية مع السكان المسلمين.
سبب كتابة الرواية:
يقول تولتسوي في بداية الرواية أنها بينما كان عائدا إلى منزله وقد قطف بعض الزهور ليصنع منها باقة رأى وردة ذات لون قرمزي ساحر يسمى (التتري) فخطر له أن يقطفها ليضمها إلى باقته، فنزل الأخدود وأخذ يعالجها بصعوبة بالغة فقد كانت متشبثة بالأرض بقوة حتى تمكن من قطفها وبعد ذلك لاحظ أن ساقها تمزق تماما ولم تعد تلك النظارة والجمال، فأسف أنه أهلك زهرة عبثا، فقال:(يا لقدرتها على الحياة وقوتها كم حياتها غالية عليها وكم استماتت في الدفاع عنها)
وبينما كان عائدا للبيت شاهد حقلا محروثا بشكل جيد فقال في نفسه: ( أي كان قاس مدمر هو الإنسان) وبينما كان يدير نظره في الحقل الأسود فإذا هو يرى نفس (نبتة التتري) ومن الواضح عجلة العربة مرت عليها مرارا لكنها بقت صامدة، فقال في نفسه (يا لها من قدرة، لقد انتصر الإنسان على كل شيء وأباد ملايين النباتات فيما هذه النبتة لا تزال صامدة ولم تستسلم)
وهناك تذكر تولتسوي قصة الحاج مراد وشرع فيقصها.
أحداث الرواية:
تدور أحداث الرواية في أواخر العام 1851م حيث تتحدث عن القائد العسكري (حاج مراد) الذي كان نائب الزعيم الشيشاني (شامل) حيث وقع الصراع بينهما مما أضطر الحاج مراد إلى التخلي عن حلفه مع شامل لينتقل إلى صف الروس بعدما كان من أساطير التمرد ضدهم، الصراع الشخصي بين القائدين المسلمين يدفع شامل ليأسر عائلة الحاج مراد فيسجنهم في عاصمة دولته ويهددهم بالقتل والاسترقاق، وفي سبيل إنقاذهم يلجأ الحاج مراد للتحالف مع عدو الأمس ويبذل لهم صنوف الولاء والطاعة، ولكن الروس لا يثقون به بسهولة.
بعدما يمل الحاج مراد من طول مماطلة الروس وإبقاؤه في حصن شديد الحراسة يلجأ للهرب، ولكن القدر يكتب له مصيرا أسود بعدما يلقى مصرعه ويقطع رأسه على يد قائد شيشاني آخر انتقل إلى صف الروس بعدما كان يقاتل إلى جانب الحاج مراد.
تعطي الرواية باسلوب فني وجمالي رائع صورة عن تاريخ الخاصرة المسلمة لروسيا القيصرية، وعن الصراعات الاجتماعية السائدة بين مدن البلاد ونواحيها المهمشة، بين حياة الترف والصخب في المدن وبين حياة الريف البائسة والرتيبة.
نص من الرواية:
سيجفّ الثرى على قبري / وستنسيني يا أمّاه!
سينمو العشب على قبري / ويُخمد حزنك يا أبي العجوز
ستنشف الدموع في عينَي أختي / ويطير الحزن من قلبها
لكنك لن تنساني يا أخي الأكبر، إلى أن تثأر لموتي.
ولن تنساني يا أخي الثاني، إلى أن ترقد إلي جواري.
حارقةٌ أنتِ، أيتها الرصاصة، وتحملين الموت، ولكن ألم تكوني أنتِ أَمَتي الوفيّة؟
وأنتِ أيتها الأرض السوداء، ستُغطّينني، ولكن أليس أنا من كان يدوسكِ بحصانه.
باردٌ أنتَ أيها الموت، لكنني سيّدك.
ستأخذ الأرض جسدي، وروحي ستتقبّلها السماء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق