الأحد، 3 أغسطس 2014

طارق العزيز ..حاوروه ... لا تقتلوه

طارق العزيز
حاوروه ... لا تقتلوه

 




قبل أشهر قليلة كتبت مقالا بعنوان ( كوثر الاربش .. صوت مختلف)  http://albassl.blogspot.com/2014/02/blog-post.html  و قلت في خاتمته (...  فمن يعتقد ان مشكلته الآن تتمثل في (كوثر الاربش) فهو واهم فما اسمها سوى بداية لسلسلة من الاسماء الشابة التي ستكون أكثر شجاعة في البحث الجاد عن الذات..)
طبعا لا اريد أن اضع الشاب القادم (طارق) مع السيدة (كوثر) في سلة واحدة فلكل واحد منهما أفكاره و اسلوبه المميز ، لكنهما يشتركان في امرين اثنين :
الاول: أنهما عنصران فاعلان اليوم في ساحة الحوار الثقافي الشيعي داخل المملكة سواءا رضينا بهما أم لا ، فهما أشعلا جذوة حوار داخلي لابد و أن تكون له أصداء .
 أما الامر الثاني : فهو فشل النخب في مجتمعهما في التعاطي الايجابي معهما ، فالتشنج و ردة الفعل الغاضبة جدا تجاههما واحدة . و هي تؤكد أن مجتمعنا مازال عاجزا عن سماع صوت مختلف عما ألفه و تعود عليه .
ردة الفعل العنيفة تجاه طارق اضطرته لإخفاء اسم عائلته ، و هذا لا يعيبه هو بل يعيب من ضغط بهذا الاتجاه . و فضيحة لمجتمع لا يتحمل وجود صوت مختلف في نسيجه . مجتمع يعتقد أن العلاج الوحيد المتاح لكل علله يتمثل بالاستئصال و الالغاء دون أن يتحمل و لو قليلا مرارة الدواء . المتمثل في الحوار .
في ظل نمطية اجتماعية تكون فيه سلطة المجتمع أشد قسوة و عنفا من اي سلطة أخرى . تحكم على افرادها بالقتل المعنوي و النفي خارج اسوارها المتوهمة ظنا منها أنه نجاح لها . و الواقع أنه دليل على فشل و ضعف و ارتباك . مما ينبأ بالمزيد من حالات التمرد على تلك السلطة الاجتماعية .
نريد من المجتمع أن يكون أكثر هدوءا و اتزانا و أن يجرب أن يحاور و يحتضن ابناءه . فالتنوع عنصر قوة و دليل صحة في المجتمعات .
و نريد من الشباب أن يبحروا بثقة بتجاه بر الامان . و يتسلحوا بالمعرفة و القراءة و الاطلاع . و ان يكونوا أسيادا لأنفسهم متحررين من اي سلطة على عقولهم . و لكن ايضا بكثير من التواضع و الصبر و الجهد و الاخلاص و الحب .

في مرحلة التحولات التي تعطينا الكثير من الامل بمستقبل مشرق .  فالامر لا يتعلق بشخص ما أيا كان . بل بمجتمع كامل يمثل الشباب فيه العمود الفقري . و واجبنا جميعا أن نرسي دعائم الحوار و التعايش و قبول الاخر كي نصل الى بر الامان ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق