سجن اسمه التاريخ
عندما تتأمل قليلا في العناوين التي يضج بها العالم الافتراضي اليوم بين مختلف التيارات الفكرية في الساحة الاسلامية و تحاول تصنيفها ستدهش كم نحن غارقون في الماضوية إذ ان جل تلك العناوين غارقة في مجاهيل التاريخ ..
ليس العيب في التاريخ فهو سجل الامم و ماضيها بحلوه و مره ، لكن العيب فينا نحن الذين لم ننعتق من ربقة الماضي و دخلنا طائعين في سجن التاريخ ،و اسأنا استخدم التاريخ و جعلناه مدعاة للاقتتال و الخصومة .
تتمحور الفائدة من التاريخ في أخذ العبرة من أحوال من سبقنا فالاعتبار سيرة العقلاء ، و لكن لماذا يحب عليّ أنا ابن العصر الحديث أن أوقف الزمن و أسجن نفسي في دهاليز أحداث أنتهت منذ قرون؟ ، لماذا يجب أن أجعل حياتي رزنامة تاريخية نصبح على مولد فلان و وفاة فلان و يحرم علي أن احتفل بمناسبات القرن الحادي و العشرين و التفاعل الايجابي مع واقع العصر ؟.
أفهم أن تحتفي الامم بحضارتها و عظمائها و لكن أن تتحول السنة كلها الى ذكريات و أطلال الماضي فهذا يعني أنها اسيرة للتاريخ و لا تعرف الحاضر و لا تتطلع للمستقبل .
يروي علي الوردي فيما يروي قصته مع صاحبه الاميركي الذي أستلقى على قفاه من شدة الضحك عندما علم أن الصراع السني الشيعي هو على خلفية صراع على أحقية الخلافة بين رجلين ماتا منذ ألف سنة ، أما نحن فيحق لنا أن نبكي على حالنا المرة التي تصطرع في أتون حروب التاريخ فمعركة الجمل لم تنتهي بعد و واقعة صفين مازلت مستمرة .
هل لهذه الامة التي تعيش في سجن التاريخ ان تنهض ؟؟ لا و ألف لا ، فمستقبلنا ماضي ، لا همّ لنا إلا الصراع من اجل اثبات حق متوهم و لم نتطلع لحل مشاكل عصرنا ، و لولا تكنولوجيا الغرب لما زلنا نشن حروبنا بالسيف و الرمح ، بل حتى تكنولوجيا العصر الحديث نستخدمها لنصرة الماضي .
ايها الاحبة ضعوا التاريخ على رفوف المكتبة و انطلقوا نحو المستقبل ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق