السبت، 19 أبريل 2014

التحرش بالاطفال >>>تجارب شخصية




التحرش بالاطفال
تجارب شخصية








من واقع الاحتكاك و المتابعة خلال فترة عملي ضمن الانشطة الاجتماعية و قد أختتمتها في العام 2006 قضيت الشطر الاخير منها في متابعة التوجيه السلوكي للمراهقين اقول ان ملامستنا لواقع ملف التحرش و الانحرافات الجنسية مازال سطحيا و خجولا بسبب الخوف الاجتماعي من فتح تابوهات الجنس المحرمة..


كنت قبل سنوات قد وثقت تلك المرحلة في سلسلة مقالات بعنوان ..بين يدي الاستاذ.. و ذكرت نماذج من الحالات التي وقفت عليها ..
كانت الحالات متعددة و متنوعة فيها المضحك و جلها مبكي و مؤلم..
القاسم المشترك بين حالات التحرش و السلوكيات الجنسية الشاذة كان الجهل و نقص الوعي و غياب التوجيه و احيانا الفقر و غياب الاستقرار الاسري..


معظم حالات التحرش التي وقفت عليها كان احد اطرافها مراهق لم يتم توجيهه بصورة سليمة و تم توفير بيئة مناسبة بسبب غياب أو جهل احد الوالدين و الثقة التي وضعت في غير محلها..


من أغرب الحالات ان يتحرش الطالب المراهق بأستاذه الشاب ليتسبب في تركه المجموعة و التعليم ..
و من اكثر الحالات ألما الطفل الذي تحرش به خاله لسنوات انتهى به الحال الى الاعتداء الجنسي - حسب رواية الطفل - و كان مزعجا لي التعامل مع هذا - الخال - إذ انني اعرفه ولكن لم يكن بمقدوري مواجهته إذ لا دليل على الدعوى ، و هذه واحدة من المعضلات التي واجهتها حيث ان مجرد شكوى طفل او مراهق من التحرش او الاعتداء في ظل غياب دليل مكبل للناشط ، كما أن الطفل غالبا لا يحسن التصرف بسبب غياب الوعي و لا يوثق الحادثة بدليل مادي مبين ، لذا كنا نكتفي بالتوجيه دون القدرة على اتخاذ اجراء عقابي، و هذا يعطي الجاني فسحة للمزيد.


تعلمت مما وقع بين يدي ان المظاهر التي توحي بالتدين قد لا تعكس الحقيقة ، فقد أشتكى بعض الاطفال من أشخاص يتحرشون بهم في الخفاء رغم ان مظاهرهم تدل على الاستقامة..


اما اكثر الامور غرابة و قد تكرر بشكل يكاد يكون ظاهرة هو تحول الضحية الى جاني، بمعنى ان الطفل - المتحرش به- يتحول الى -متحرش-بالاطفال عندما يصل الى مرحلة المراهقة ، ففي حالات عديدة برر المتحرش فعله انه تم التحرش به دون معاقبة الجاني مما يجعله يسلك نفس المسار كإجراء انتقامي دون ان يقصد ،وهناك تفسير آخر وهو ان الطفل الضحية تتفتح غرائزه الجنسية باكرا جدا و بطريقة خاطئة يجعله يتجه لهذا النمط الوحيد الذي تعرف عليه دون وعي و معرفة منه او توجيه أسري سليم..


في حالات عديدة رأيت ان الطفل -المتحرش به- بحاجة ماسة للتأهيل النفسي لإعادة الثقة في نفسه كي يكمل حياته بنجاح..
و في حال غياب هذا التأهيل بسبب غياب المختص و المراكز النفسية و الاجتماعية فإن المشكلة تكبر مع الطفل..


ايضا غياب الاستقرار العاطفي للطفل يعمق المشكلة إذ يخشى الطفل البوح بما حصل له لوالديه خوفا من العقاب ، و إذا لم يجد من يأخذ بيده و يوجهه بشكل صحيح فإن الطفل يضل في حالة تأنيب ضمير و كأنه ارتكب جرما رغم انه ضحية.


من المهم جدا جدا ان يجد الطفل في والديه ملجأ في مثل هذه المواقف و هذا ما لاحظت غيابه للاسف الشديد..


ختاما ارى ان فتح ملف التحرش و الاعتداءات الجنسية على الاطفال و الاحداث مازال دون حجم المشكلة مما يؤجل علاجها بصورة سليمة و هذا له انعكاساته السليية على المجتمع..





هناك تعليقان (2):

  1. موضوع رائع يلمس الحقيقة المؤلمة
    بومنتظر الهميلي

    ردحذف
  2. ايها الاستاذ المربي أبا منتظر
    منك نتعلم ، و أنت في الخط الامامي لمحاربة مثل هذه الظواهر ، و أتمنى منكم التركيز عليها عبر مختصين في قادم الايام ، دمت لكل خير ...

    ردحذف