المعتزلة الجدد
(3)
حتى الان عرفنا ان الاتجاه العقلاني في الامة الاسلامية ليس بدعة محدثة في العصر الحديث ، بل هو ذات خلفية تاريخية قديمة ، و لكن العقلانية الاسلامية (إن صح التعبير) تم تغييبها قسرا على يد الحكام الجائرين الذين وجدوا ان الانسان المفكر العقلاني خطرا على مصالحهم السياسية ، كما أن اصحاب الاهواء و اهل الدجل وجدوا في العقل خطرا على مصالحهم الاجتماعية فتم تدجين الدين و تحويله الى سلوكيات و طقوسيات مقدسة لا يجوز التفكير فيها حماية لتلك المصالح .
إن الاسلام بالاساس دين عقلاني و هذا واضح جلي في النص القرآني و لكن التراث الاسلامي بمجمله ليس عقلانيا خصوصا بعد القرن الرابع الهجري إذ غلب عليه التقليد و الاتباع والتكرار .
إن الاسلام بالاساس دين عقلاني و هذا واضح جلي في النص القرآني و لكن التراث الاسلامي بمجمله ليس عقلانيا خصوصا بعد القرن الرابع الهجري إذ غلب عليه التقليد و الاتباع والتكرار .
في العصر الحديث كان هناك محاولة لإعادة الاعتبار للعقل في الفكر الاسلامي شارك فيها عدد من المفكرين أمثال الافغاني و عبده و غيرهم كما أسلفنا إلا ان تلك المحاولة لم تستمر بنفس الوهج و القوة نتيجة عوامل مختلفة ، و اليوم نحن نعيش أجواء المحاولة الثانية في العصر الحديث و يبدو أن المحاولة الجديدة تملك فرصا أعلى من سابقتها .
كانت المحاولة الاولى قد استفادت من دخول العرب عصر الطباعة و سهولة النشر بمقايس ذلك الزمان إلا أنها لم تبتعد أكثر من دوائر النخب المتعلمة في معاقل المدن الكبرى ، بينما تستفيد المحاولة الثانية من تقنية الانترنت و سهولة انتقال المعلومة و قدرة الناس على المشاركة و إبداء الرأي مما خلق حراكا جيدا .
إن الاسماء الاكثر تداولا اليوم في عالم العقلانية الجديدة لا تبدأ بأركون و الجابري و حنفي و جمال البنا و أدونيس كما لا تنتهي عند سروش و شبستري و ملكيان و العروي و علي حرب و الطيب تيزيني ، ومحمد القاسم حاج حمد ، ومحمد شحرور .
ما يجمع هؤلاء ليس الوحدة الدينية أو المذهبية أو السياسية إنما يجمعهم الدعوة للعودة للعقلانية الاسلامية المفقودة أو المتوارية ، و لكل واحد منهم طريقته و منهجيته في الدعوة للهدف الاساس .
و كل هذا الحراك الفكري يتجه في نهاية المطاف لتأسيس نظرية عقلانية اسلامية حديثة نعيش اليوم مخاض ولادتها ، هذه النظرية التي ربما ستكون السائد العام في الوسط الاسلامي يوما ما ، بعدما نكون قد وصلنا الى رؤية عقلانية حديثة غير متعارضة مع جوهر الدين الاسلامي كما أنها متصالحة مع التراث و التاريخ الاسلامي بكل مميزاته و عيوبه .
ما يجمع هؤلاء ليس الوحدة الدينية أو المذهبية أو السياسية إنما يجمعهم الدعوة للعودة للعقلانية الاسلامية المفقودة أو المتوارية ، و لكل واحد منهم طريقته و منهجيته في الدعوة للهدف الاساس .
و كل هذا الحراك الفكري يتجه في نهاية المطاف لتأسيس نظرية عقلانية اسلامية حديثة نعيش اليوم مخاض ولادتها ، هذه النظرية التي ربما ستكون السائد العام في الوسط الاسلامي يوما ما ، بعدما نكون قد وصلنا الى رؤية عقلانية حديثة غير متعارضة مع جوهر الدين الاسلامي كما أنها متصالحة مع التراث و التاريخ الاسلامي بكل مميزاته و عيوبه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق