مانديلا الفلسطيني
عندما نريد ان نفهم ما يحصل اليوم في فلسطين
فإننا يجب أن نستحضر نحو قرن من الزمن هو عمر الصراع العربي –الفلسطيني الاسرائيلي
الذي عرف مراحل و منعطفات متعددة ..
أما شكله اليوم فالطاغي عليه الصراع الدموي بين فصائل فلسطينية مسلحة بشكل بسيط و جيش دولة اسرائيلي مدرب و مسلح جيدا.
أما شكله اليوم فالطاغي عليه الصراع الدموي بين فصائل فلسطينية مسلحة بشكل بسيط و جيش دولة اسرائيلي مدرب و مسلح جيدا.
عندما يشتعل الصراع كما هو اليوم في غزة و تطالعنا مشاهد الاطفال القتلى بأبشع صورة الى جانب الدمار و الخراب الذي لا يوفر شيء من حجر و شجر فإننا نحزن و نتعاطف و هذه حالة انسانية طبيعية و لكن الاهم من هذا كله البحث عن مخرج حقيقي للمشكلة المستعصية و التي لا يريد أحد حلها
المشكلة في فلسطين أن لا أحد يريد السلام ، لا
الاسرائليين و لا الفلسطينيين يرغبون به ، فكلا الطرفين يريد إلغاء الاخر و القضاء
عليه كحل وحيد و نهائي للصراع لذا لا يبدو
أننا سنرى نهاية لهذا النفق المظلم قريبا .
عنق الزجاجة في مأساة فلسطين هي انعدام الافق لدى الطرفين لإيجاد حل سياسي واقعي فلو جاء ضامن للسلام اليوم بورقة بيضاء لكلا الطرفين و طلب منهما وضع التصور السلمي لمستقبل هذه الارض يعيش فيهما شعبين معا لما استطاعا ان يضعا حرفا واحدا.
أهم ما يحتاجه الفلسطينيين اليوم هو مانديلا
فلسطيني يستطيع ان يزرع السلام في هذه الارض ، يقوم بما قام به مانديلا في جنوب
افريقيا فالشعب الابيض أتى من اوربا و
احتلها و اسس نظاما عنصريا فيها و حرم السكان الاصليين من كل شيء و مع هذا عندما انهار هذا النظام لم يقل مانديلا
سوف نرمي بالبيض في البحر لأنهم محتلون بل قام بالمصالحة و اسس للتعايش و بنى دولة
تسع الكل و هنا تكمن عظمة مانديلا .
حسنا .. سيقول البعض الامر في فلسطين مختلف و أقول ربما هو مختلف و لكن لاحظوا ايها السادة أن من يدفع الثمن هم أطفال فلسطين التي هدرت اعمارهم بأنتظار انتصار لم يتحقق و بأنتظار شعب عربي و اسلامي لا يحرك ساكنا لإيقاف النزيف الدامي في ارض فلسطين هذه الشعوب التي تتغنى بالارض المقدسة و لا تحفل بالانسان الفلسطيني الذي يجب ان يكون أكثر قدسية من تلك الارض هي ذاتها التي تنام قريرة العين في فرشها الوثيرة ليلا
لا ألوم الفلسطيني أن يكون أسمى أمانيه اليوم ان
يهاجر الى بلد بعيد فيعيش بكرامة ..
إن الحديث عن الحق و العدالة و الانصاف و رد
المظالم حديث جميل و رومانسي و لكنه اليوم غيره واقعي و لا يحقق لا لفلسطين و لا
لشعبها شيئا يذكر .
رغم أنني اؤمن بأن السلام يجب ان يحل في فلسطين إلا أنني لا اصنع من نفسي معلما يرشد الفلسطيني نحو الحل بل يجب ان يقرر هذا الشعب المسكين وحده كيف يجب ان يعيش و كيف يصنع مستقبله إن قرر الفلسطينون السلام فسأكون معهم و إن قرر الاستمرار في صراعه في الاسرائليين فسأتمنى له التوفيق دون أن أكون موافقا على ذلك و كل ما يبدي ان اصنع هو ان اشجع من حولي على تقبل فكرة السلام.
أجّل العرب و الفلسطينيين فرص السلام مرة بعد مرة
بأمل تحقيق نصر ما لكن الفشل كان حليفهم و
المشكلة تتعقد أما اسرائيل فهي كفرت
بالسلام بعدما وجدت أن العالم يتفرج دون أدى شعور بالمسؤولية تجاه معاناة الناس في
هذه الارض و فإلى أين سنتجه و كيف سننهي
هذه المأساة أملي بالسلام كبير ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق