إطــــــــــــــــــــلالة على روايـــــــــة
مـــــــدام بوفــــــاري
رواية : مدام بوفاري
المؤلف: الروائي الفرنسي غوستاف فلوبير
صدرت سنة 1857م
ترجمة : محمد مندور
عدد الصفحات : 476 صفحة
الطبعة : طبعة 2009
الناشر : دار الآداب للنشر والتوزيع
بين يدي الرواية:
تعتبر رواية مدام بوفاري واحدة من روائع الأدب العالمي فهي تنتمي للمدرسة الواقعية حيث تشخص الأحداث والعلاقات الإنسانية بعيدا عن شطحات الأدب الرومانسي، وقد أثارت الرواية الكثير من الجدل حينها في فرنسا، حتى دخلت أروقة المحاكم، فقد اتهمت الرواية بأنها تشوه صورة أهالي الريف الفرنسي وتدعو للإنحال والرذيلة وتسيء للأخلاق والدين.
وبالرغم من الطابع الواقعي للرواية إلا أنها مليئة بالأحداث المشوقة التي تشد القارئ وتتركه يطارد فصول الرواية وصفحاتها، مما حملها إلى دور السينما بفلم أخرج سنة 1949م.
أحداث الرواية:
تدور أحداث الرواية في الريف الفرنسي في زمن احتدم فيه الصراع في فرنسا بين أنصار الملكية وأنصار الجمهورية، وبين أنصار الدين المسيحي التقليدي وبين أنصار الحداثة والحرية، ولب الرواية هو صراع عميق يتجسد في شخصية مدام بوفاري القادمة من الوسط الريفي التقليدي والتي يأخذها الشغف إلى حداثة المدينة والحريات المنفلتة فيها، وتقع شخصية الرواية في صراع نفسي حاد تعجز عن الفكاك منه حتى تقع صريعة.
مدام بوفاري تريد أن تجمع بين تدينها و تذهب للكنيسة لتعترف للرب بخطاياها وهي ذاتها تريد حياة المجون والملاهي الباريسية، هي التي تريد أن تكون مخلصة لزوجها وعائلتها وهي التي تريد العلاقات المنفلتة والعشاق.
تبدأ الرواية بسرد للخلفية الاجتماعية التي يأتي منها (شارل بوفاري) الطبيب التقليدي والسطحي الذي يدفعه القدر للزواج من (إيما/مدام بوفاري) وهي فتاة جميلة ومثقفة قرأت الكثير من الشعر والأدب وتحلم بأن تتزوج لتنتقل مع زوجها إلى باريس لتعيش حياة الصخب والحفلات والمسرح، ولكنها تصاب بالإحباط من بعد زواجها من (شارل) لأنه لا يهتم سوى بمرضاه في تلك القرية الصغيرة وبالرغم من حبه الكبير لها إلا أنه يعجز عن إرضاءها.
تندفع (مدام بوفاري) نحو أحلامها فتقع في حب شاب (ليون) يشابهها الطموح والثقافة إلا أن استحالة العلاقة تدفع الشاب إلى مغادرة قرية ( ايونفيل) إلى مدينة (روان)، وتمر الأيام فتقع مدام بوفاري في حبائل شاب ثري (رودولف) فتتخذه عشيقا مما يدفعها للتخطيط للهرب معه تاركتا خلفها زوجها، لكن رودولف يتخلى عنها في اللحظة الأخيرة.
تعود مدام بوفاري لحالة الاكتئاب والمرض حتى تتردد على مدينة (روان) بداعي تعلم الموسيقى فتقع في عشق (ليون) من جديد، فتعيش حياة مليئة بالخداع والكذب بعيدا عن زوجها الغافل، قبل أن تنهار نتيجة تراكم الديون بسبب حرصها على الحياة المترفة والباذخة ويتخلى عنها الجميع فتنتهي حياتها بمأساة.
نص من الرواية:
تحفل الحوارات الكثير من الجدل حول الدين والحداثة متمثلة بقس القرية المحافظ والصيدلي (هوميه).
من تلك الحوارات التالي:
القس: كف عن هذا يا ميسو هوميه، فأنت كافر لا دين لك.
هوميه: بلى لي دين، ديني الخاص، وأن لدي من التقوى ما يفوق ما لدى هؤلاء جميعا، رغم نفاقهم ودجلهم.
أنني على العكس اعبد الله، أؤمن بالكائن الأعلى، أؤمن بوجود خالق كيفما كان كنهه، ومهما يكن هذا الخالق الذي أوجدنا هنا لنؤدي واجباتنا كمواطنين وأرباب اسرات، ولكنني في غير حاجة لأن أذهب إلى الكنيسة لأقبل أطباقا فضية، ولأسمن من مالي رجالا لا يصلحون لشيء ولا نفع منهم، ويحظون بمعيشة أنعم مما نحظى...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق