المعتزلة الجدد
مذهب المعتزلة ينسب كما هو معروف تاريخيا الى واصل ابن عطاء بعدما اعتزل مجلس شيخه الحسن البصري لإختلافه معه في مسألة عقدية ، و بقي المذهب يبني نفسه حتى اعتنقه الخليفة العباسي المأمون و أصبح المذهب الرسمي للدولة ، ثم وقعت فتنة (خلق القرآن) التي اضطهد فيها خلق كثير منهم الامام احمد ابن حنبل ، ثم حدثت نكبة المعتزلة التي قضت عليهم بإنقلاب الخليفة المتوكل الذي شردهم و طاردهم حتى لم يعد للمعتزلة وجود يذكر .
يعتبر المعتزلة رواد الفكر العقلاني في الاسلام إذ عرف عنهم تغليبهم العقل و الانتصار له الى جانب استخدام الفلسفة اليونانية و محاربتهم الغلو و الخرافات .
أما اليوم فإن الفكر العقلاني الجديد وجد في المعتزلة أصلا يمكن البناء عليه و حاول الكثير من المفكرين المسلمين اعادة احياء الفكر المعتزلي و الاسترشاد به حتى بات يطلق على رواد الاتجاه العقلاني اليوم بـ ( المعتزلة الجدد) .
و بالرغم من أن المعتزلة الجدد ليسوا مذهبا بالمعنى المعروف للمذاهب كبقية المذاهب الاسلامية و لكن يمكن اعتبارهم تيار يجمع بينهم بعض الافكار و المبادئ و قد يختلفون في التفاصيل .
و من ابرز تلك الافكار :
- إعادة الاعتبار لدور العقل و إعطاءه حجما كبيرا مقابل التيار الذي يتكئ على النقل .
- المناداة بالحرية الفكرية للانسان المسلم و منحه الحرية الدينية .
- الحرص على اعادة الحيوية للفكر الاسلامي و كسر الجمود الذي لحق به في زمن التخلف .
- إعادة تأويل النص بما يتوافق و المعارف الحديثة و عدم الوقوف على جمود النص أو تأويل الاقدمين.
- التجديد خصوصا في الفقه ، إذ ينادون بعدم الجمود على فتاوى الفقهاء المتقدمين و التحرر من الاجتهادات التاريخية وعدم التسليم بها .
- تنقية التراث الاسلامي مما لحق به من خرافات و اساطير شعبية أو ادخل فيه بفعل الحكام و السلاطين .
- اطلاق الاجتهاد في الاصول كما الفروع
تأثر المعتزلة الاوائل بالفلسفة اليونانية و برعوا فيها مما جعل اعدائهم يشنعون عليهم أن فكرهم دخيل على الامة ، أما المعتزلة الجدد فقد تأثروا بالحداثة الاوربية حتى اصبحوا يسمون الحداثيين و يتم التشنيع عليهم بنفس التهمة التي لازمت اسلافهم بأنهم فكر غريب على الامة الاسلامية ..
يتبع ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق