المعتزلة الجدد
(2)
يختلف المؤرخون في تحديد بداية دخول المسلمين نفق قرون الظلام و التخلف ، فمنهم من يحددها ببدء الحروب الصليبية و منهم من يحددها بسقوط الخلافة العباسية و منهم من يجعلها قبل ذلك فيذهب الى تحديد القرن الرابع الهجري حيث تحولت الخلافة العباسي الى خلافة شكلية ، و أيا يكن تاريخ دخول عصر الانحطاط و التخلف فإنه لم يبدأ فجأةًا بل نتيجة تراكمات تاريخية متلاحقة .
إن الصبغة التي صبغت بها تلك القرون تتسم بالضعف السياسي للسلطة و تحول الدولة الاسلامية من حال القوة و الغزو الى حال الضعف و الاحتلال ، كما أن النتاج الفكري و الادبي أتسم بالتراجع و التكرار و اختفى الابداع و التجديد ، و ظهرت العصبيات و الصراعات داخل المجتمعات الاسلامية كما تراجع المستوى الاخلاقي و السلوكي لدى المسلمين .
و طبعا هذا لا يعني إنعدام هذه القرون من بعض المبدعين و العمالقة الذين كان لهم بصمات بارزة في التاريخ الانساني مثل ابن خلدون والأبشيهي وابن مالك وبهاء الدين (صاحب تاج العروس) والفيروزي آبادي (صاحب القاموس المحيط) فضلاً عن ابن خلكان والقزويني وابن العبري وأبو الفداء ولسان الدين بن الخطيب وابن بطوطة والمقريزي، و لكن الحال العام للمسلمين كان سيئا جدا .
و بعد تلك القرون بدأ العرب و المسلمون يتلمسون طريق النهضة و الارتقاء من جديد و تحديد بدء هذه الحالة ايضا ليس محل اتفاق فمنهم من يحدده بسقوط الدولة العثمانية و انطلاقة المشروع القومي العربي ، و منهم يعتبر ان الانطلاقة كانت مع دخول العرب عصر طباعة الكتب و نشر المعرفة بدخول آلات الطباعة لمصر على يد نابليون بعد احتلاله لها في القرن الثامن عشر الميلادي، و هناك من يحدد منتصف القرن التاسع عشر حتى الثلث الاول من القرن العشرين زمنا للنهضة العربية حيث توهجت شعلة تحرير البلدان العربية من الوصاية الاجنبية و الاستعمار .
و في هذا العصر الحديث برزت اسماء لامعة اعتبرت طلائع الفكر النهضوي العربي و العقلانية الاسلامية الحديثة حيث دعوا الى اعادة الاعتبار للعقل و الابداع و التجديد و التخلص من هيمنة الموروث و الوصاية و من ابرز تلك الاسماء جمال الدين الافغاني و محمد عبده ومحمد اقبال و رشيد رضا و رفاعة الطهطاوي و بطرس البستاني و عبدالرحمن الكواكبي و غيرهم .
و لمعت اسماء كثيرة أهتمت بالمنهج المعتزلي في اعادة الاعتبار للعقل ، و بحسب الكاتب توماس هيلدبراندت في كتابه "المعتزلة الجدد" ان بعض المفكرين العرب في تلك المرحلة لم يكن يصرح بتأيديه لافكار المعتزلة "لأسباب تكتيكة" و يخص بالذكر محمد عبده و جمال الدين الافغاني بسبب الصورة السلبية للمعتزلة في التراث العام ، بخلاف بعض الفكرين الذي صروحوا بذلك من قبيل أحمد خان و حسن حنفي .
و لمعت اسماء كثيرة أهتمت بالمنهج المعتزلي في اعادة الاعتبار للعقل ، و بحسب الكاتب توماس هيلدبراندت في كتابه "المعتزلة الجدد" ان بعض المفكرين العرب في تلك المرحلة لم يكن يصرح بتأيديه لافكار المعتزلة "لأسباب تكتيكة" و يخص بالذكر محمد عبده و جمال الدين الافغاني بسبب الصورة السلبية للمعتزلة في التراث العام ، بخلاف بعض الفكرين الذي صروحوا بذلك من قبيل أحمد خان و حسن حنفي .
يتبع ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق