الأحد، 25 يناير 2015

هل أنت مثقف؟؟

هل أنت مثقف؟؟


انتشر مصطلح (المثقف) في الآونة الأخيرة وكثر استخدامه بين أفراد المجتمع، وكثيرا ما يدور الجدل حول هل فلان يعد مثقفا أم لا؟ وما هو دوره و مهمته في المجتمع؟ وهل المثقف إنسان جيد أم لا؟ 

الملاحظ أن هناك ارتباك في التعامل مع مصطلح المثقف على مستوى أفراد المجتمع العاديين، وهذا مبرر فالمصطلح يعد جديدا –نسبيا- في الثقافة المحلية، إلى جانب أنه وافد لنا من خارج الثقافة العربية أساسا، وبالعودة إلى مصادر المعرفة العربية لن تجد هذا المصطلح متداول بشكل واف.

الإرباك في التعامل مع المصطلح لا يخص أفراد المجتمع العاديين بل حتى النخب العربية ليست على موقف واحد منه، فهناك من ذهب لضرورة إيجاد مفردات الثقافة الأم (الأوربية) كي يعمل المصطلح بشكل صحيح في البيئة المحلية، بمعنى أن مصطلح المثقف لا يمكن فصله عن الثقافة الأوربية التي ولد في رحمها، بينما ذهب آخرون إلى أصالة المفهوم رغم حداثة المصطلح، أي أن المثقف كان قائما في الثقافة العربية دون هذا العنوان، وبدأت محاولات جادة لتأصيل المصطلح في الحالة العربية، فاعتبروا الجاحظ والمتنبي وابن المقفع وابن خلدون مثقفي عصورهم.

وأمر آخر يختص بمصطلح المثقف وهو أنه يعد من المصطلحات المرنة السيالة والتفاعلية مع البيئة والواقع الاجتماعي بخلاف المفاهيم الجامدة التي تأخذ معنا محددا وتجمد عليه، فالمثقف في عصر ما قد لا يكون كذلك في عصر آخر، والمثقف في مجتمع ما قد لا يكون كذلك في مجتمع آخر.

إذن من المفهوم جدا أن يحتار رجل الشارع البسيط عندما يفكر في سؤال من هو المثقف؟ في حين لا يجد صعوبة تذكر عندما يريد أن يعرف مصطلح (الشيخ أو رجل الدين) لأنه اعتاد التعايش معه بشكل يومي وفهم دوره في المجتمع، بخلاف المثقف الذي مازال شيئا هلاميا وغامضا.

يوجد في المصادر العربية أكثر من مئة تعريف مقترح لمصطلح المثقف دون أن يكون بينها واحد محل إجماع أو أن يكون جامعا مانعا لتوضيح هذا المفهوم.

وعلى هذا فإن إجابة السؤال هل أنت مثقف؟ لن يكون أيضا محل اتفاق، فمن أعتبره أنا مثقفا يمكن ألا تعتبره أنت كذلك، فهذا راجع لفهم كل واحد منا لهذا المصطلح الجدلي والعصي على الترويض والانصياع، بقي أن نفهم ماهو دور المثقف وعمله داخل 
المنظومة الاجتماعية، وهذا ما سنتحدث عنه لاحقا.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق