طقوس أم شعائر.. 1/2

طقوس أم شعائر

1/2

يبدو أن الشيعة قرروا تضييع القضية الحسينية كل عام بالجدل حول الممارسات و الاساليب التي يتم بها إحياء الذكرى ، فأصبح التراشق و التنابز بين مختلف التيارات سمة عاشورائية فارقة .

في معرض البحث عن مخرج كنت ابحث خلال الايام الماضية عن اصل مصطلح اصبح متداولا بشكل كبير وهو مصطلح (الشعائر الحسينية) هذا المصطلح هو اسم شامل لكل تلك السلوكيات التي دخلت حيز الممارسة في احياء عاشوراء و تضفي كلمة (شعائر) صفة القداسة و التعظيم ، لقد بات هذا المصطلح متداول بشكل واسع على مستوى العامة كما النخب الدينية بما فيهم المرجعيات الكبرى ، و خرجت مفاهيم جديدة مثل (أعداء الشعائر) و (رواد الشعائر) و (قطار الشعائر) هكذا ..

بحثت طويلا و تواصلت مع مشايخ و أكاديميين و مثقفين في سبيل الخروج بصورة واضحة ، و كنتيجة مؤكدة ان هذا المصطلح هو متأخر عن عصر التشريع فلم يرد في كتاب ولا سنة و لا رواية معتبرة ، و لم أقع على أول استخدام له و لكن البعض ينسبه الى العهد الصفوي حيث ذاع هذا المصطلح و أسس أحد الحكام الصفويين وزارة بمسمى (وزارة الشعائر الحسينية)(1) و أمر وزيرها بالسفر الى أوربا الشرقية لإقتباس اشكال الطقوس و الممارسات من هناك و هذا ما حصل فعلا .   

أما اصل كلمة الشعائر فهي واردة في القرآن الكريم في اربع آيات كريمة كلها أتت في سياق الحديث عن فريضة الحج و بمصطلح (شعائر الله) (2) ، و  الشعائر من الشعار و هو الدال على الشيء و المَعلَم له و عليه فإن كل ما يدل على الله سبحانه و يرمز إليه يمكن (بهذا المفهوم) أن يكون من شعائر الله ، و على هذا تم التوسع و اصطلاح (الشعائر الحسينية) فهي تشمل كل ما يدل على القضية الحسينية و يرمز اليها .

في هذا المجال فإن مصطلح (شعائر الله) ظل محصورا في ما ورد في القرآن الكريم من أمور و لم يشهد توسعا في استخدمات أخرى و إن كان التوسع غير ممنوع بحسب الفقهاء على اعتبر ان الموارد التي خصت بالذكر لا تدل على اختصاصها بالشعائرية ، في مقابل أن مصطلح (الشعائر الحسينية) ظل في حالة تمدد و قبول للعديد من أشكال الممارسات الكثيرة التي تنوعت مصادرها و طريقة دخولها .

(يتبع)

1-    (التشيع العلوي والتشيع الصفوي ) ... علي شريعتي

2-     سورة الحج آيتي :32/36 ، سورة البقرة آية 158، سورة المائدة آية 2