الأحد، 1 يوليو 2012

فاتنة الحارة

قصــــــــــــــــــــــــــــــــــــة قصيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرة
فاتنة الحارة


على وقع دقات الساعة التي تشير الى السابعة مساءا يدلف (أبو جمال) الى المنزل منهك الجسد بعد يوم طويل من العمل الشاق ليعيل اسرته المتواضعة ، تستقبله زوجته (ام جمال) بذات الوجه الذي ودعته به في السادسة صباحا ، تصارع وحدها في تربية خمسة أولاد صغار أنجبتهم متتالين بعدما صامت طويلا عن الانجاب بسبب خطأ طبي أصابها بُعيد انجابها أولى أطفالها (سمر) البنت الوحيد بين أشقائها الذكور...
كبرت سمر في اسرتها المغتربة عن ديارها طلبا للقمة العيش و بين أب غائب جل نهاره و أم مشغولة بأطفالها الصغار معظم وقتها ، فشعرت بالغربة و الفراغ ..
كانت (سمر) عائدة من "المدرسة الثانوية التاسعة و التسعون" عندما تصادف دخولها الحارة بهبوب ريح قوية ازاحت جزء من عبائتها  فأبان عن بعض مفاتنها و لسوء الحظ كان مجموعة من شبان الحارة المراهقين في جلستهم المعتادة و قد استعروا بذلك المنظر ، و كان اشدهم ولعا (ماجد) ابن الجيران ..
بدأ (ماجد) يتحين الفرص ليسقط (سمر) في شراكه ، حتى تمكن من سرقه عنوان بريدها الالكتروني من شقيقته زميلة (سمر) في المدرسة ، و بدأ يراسلها يبرق لها كلمات الحب و الغرام ..
 الفتاة اليافعة التي تمنعت في بداية الامر ، انساقت شيئا قليلا لمعسول اللسان ، فباتت تبادله بين فينة  و أخرى رسائل من هنا و خواطر من هناك ..
لكن صدمة (سمر) كانت حقيقية عندما أكتشفت ان (ماجد) كان يشارك اصحابه من مراهقي الحارة تلك الرسائل ، فما ظنته حبا حقيقيا أمسى عبثا ، و بات شبان الحارة يحلمون بسمر و يطاردونها و يتحرشون بها كلما مرت من هنا أو من هناك ..
كتبت الى (ماجد) : ايها الخائن سأقطع علاقتي معك .. فأعد الصورة التي ارسلتها اليك ، و بدلا من ان يسترضيها أجاب (ماجد): الليلة في العاشرة مساءا تعالي الى مواقف السيارات بالحارة و سوف أعيد الصورة لك ...
تخففت (سمر) المغفلة من مراقبة أسرتها و خرجت الى (ماجد) و هي تمني النفس بمعاقبته ، و هي لا تعلم أن ابن الجيران يعد لها شركا مع اصحابه ، و ما أن وصلت مواقف السيارات حتى خرج (ماجد) في عصابة من أصحابه ، و بدأوا في الهجوم عليها و تعريتها من عبائتها ، ثم اركابها السيارة .. و هنا تشاء الصدف أن يصل احد الجيران وهو (أبو سعيد) و تبصر عيناه هذا الموقف المخزي فيبادر لأنقاذ الفتاة من ورطتها ، فزع الشبان و تطايروا  من المكان فألتفت (ابوسعيد) الى الفتاة المذعورة فجللها بعبائتها الملقاة على الارض و أخذها من يدها التي كانت ترتجف و أوصلها الى باب منزلها ، و غادر في هدوء ..
(سمر) أصابتها الحمى تلك الليلة و قد قضتها في نوبات البكاء ، وسط حيرة الام و الاب الغافلين عما عراها ، و ما أن حل الصباح حتى حضر الجار (أبو سعيد) الى المنزل ، عندما علمت (سمر) بقدومه زادت حالتها سوءا خشية أن يفضحها ، و لكن الام دخلت عليها تغالب ابتسامتها : (سمر) هذا ابو سعيد جاءنا يعرض خطبتك لنفسه زوجةا ثانية له ،، ما تقولين ؟؟؟
(أبو سعيد) الذي أنقذها من شهوة شبان الحارة ، وقع في فتنة الجسد العاري عندما شاهدها أمامه تضطرب ، و أغرم بالفتاة الفارعة في جمالها ..
صمتت (سمر) طويلا ، لتزيد حيرة والديها ...  
عندما هم (أبوسعيد) بالخروج من بيت جاره (أبوجمال) محملا بالوعود بالرد الحسن نظرا لسمعته و لمحبته في الحارة ،، تلاقى الرجل بالجار اللصيق (أبو نسيم) .. فسأله عن اساريره  المتفتحة سرورا ، فأخبره بأمر خطبته لـ فاتنة الحارة ، فأعتلت (ابونسيم) كآبة لم يفصح عنها و واراها بأبتسامة متصنعة .. دخل (ابو نسيم) منزله يتحلطم و يرعد و يزبد ، صعد الى سطح الدار يتلصص على جاره (ابوجمال) ، فقد اعتاد الرجل على اختلاس النظرات ليشاهد معشوقة الحارة (سمر) و يطرب لصوتها تشدو و تغني عندما تهم بنشر الغسيل فوق السطوح ...
أخذ يردد أغنتها في الوجد و الشوق ..
يا حبيب القلب .. وينك
يا غرام الروح .. وينك
مشتاقة أنا و روحي تحبك

لكن الفتاة الحالمة كانت في نواح يقطع القلب دون أن تهتدي لسبيل ، حاولت الام تبين الامر دون جدوى ، و كانت كلمتها قاطعة في رفض (ابي سعيد) .. بل أنها هددت بالانتحار إن اجبرت عليه ..
باتت (سمر) حبيسة خوفها ، فلا تذهب للمدرسة و تخشى الخروج للشارع و لا تقترب من الكمبيوتر و لا  ترد على الهاتف ... لقد غامرت في لحظة غفلة فكانت النتيجة مؤلمة ..
حتى جاء يوم ضاقت الدنيا على (سمر) فما استطاعت ان تجد حلا أمامها سوى الموت ... دخلت أمها لتجدها منتحرة و قد سال دمها القاني من معصميها حتى فارقت الحياة ..
(سمر) ضحية من ؟؟؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق