يوم مات أسامة
لا يشغل العرب و العالم اليوم شاغل رغم الاهوال الكثيرة المحيطة بالعالم و الثورات العربية المتفجرة في الاجواء و المتقيحة بالدماء ، أكثر من الخبر المتحدث عن تمكن الولايات المتحدة من الاجهاز على رأس الارهاب العالمي المتمثل بأسامة بن لادن ..
خرج علينا و على العالم صبيحة يوم الاثنين الماضي الثاني من شهر مايو من عام 2011 الرجل الامريكي الاول الاسمر بارك اوباما ليعلن على الملأ من ردهات البيت الابيض أن قواته الخاصة و بعملية نوعية منفردة تمكنت من النيل من ابن لادن بعد اكتشاف مخبأه المحصن في فيلا ضخمة بالقرب من مراكز عسكرية حساسة في العمق الباكستاني ..
و كالعادة لم يكد الرئيس الامريكي ينهي خطابه إلا و قد ثارت موجة من الاستفهامات و التساؤلات و لعب فكر المؤآمرة دوره النشط في العقل العربي و الاسلامي الذي يحسب كل كلمة امريكية كاذبة ، في ظل مشهد شديد الغموض رأى محللون أن امريكا تعمدت ابقاؤه هكذا ..
و بين مصدق فرح الى مشكك منصدم جاء كم هائل من التحليل الغير مردوف بالدليل في ظل شح المعلومات من المصدر الامريكي و تضاربها في كثير من الاحيان لسبب غير مفهوم سوى أنه غطاء سياسي لحقائق لا تريد الولايات المتحدة على الاقل في هذه المرحلة الكشف عنها لأسبابها الخاصة ..
فعلى سبيل المثال مازال سيناريو العملية مبهم ، فكيف تمت العملية بالضبط و لماذا لم يؤسر ابن لادن و يؤتى به حيا إذا كانت بعض المعلومات تتحدث إنه لم يكن مسلحا ، و كيف يكون الرجل اعزلا و هو يعرف انه المطلوب رقم واحد في العالم ؟؟؟
و لماذا لم تنشر صور جثته حتى الان ليتأكد العالم انه قضى فعلا ، إلا أن كان التبرير الابرز ان صورة جثته قبيحة و مفجعة قد تؤجج مشاعر المتعاطفين ضد امريكا مما يتسبب في موجة عنف رهيبة ..
و الخبر الذي يبدو صحيحا حيث غامر اوباما الذي يتحضر للانتخابات قريبا بإعلان الخبر بنفسه ، و لم يرد نفي حتى الساعة من مصادر القاعدة و انصارها ، كما صادقت على صحته معظم الدول المعنية و القريبة من الاطراف ، مما يعطي أنطباع بصحة الخبر .
و أكثر شيء محير كيف يختبئ الرجل في العمق الباكستاني و بالقرب من مواقع الجيش الحساسة دون علمه ، و كيف تتم هذه العملية الخطرة دون تنسيق مع تلك الدولة ، حيث تشير الاخبار ان اربعة مروحيات اخترقت اجواء باكستان لتنفذ العملية و تعود الى قواعدها دون ان يعترضها احد ؟؟
و كيف ستداري الحكومة الباكستانية الاحراج الكبير من أكتشاف مأوى بن لادن بالقرب من عاصمة البلاد ؟..
إن الامل اليوم يعتري العالم المسالم بأن يكون لنهاية الرجل خاتمة عقود الالم و الصراع الذي لم يجن المسلمون منه خيرا ، و توقف دوامه الكره و القتل بين البشر و تلمس طريق نحو تعايش يفيد البشرية و يمنحها الامل بحياة كريمة ..
و نتمنى من المتعاطفين مع ابن لادن على كثرتهم بيننا أن يتجاوزوا كرههم العميق لأمريكا الى ان يكونوا منصفين مع ابناء جلدتهم من المسلمين الذي قضوا بسبب فتنة هذه الرجل .
نؤمن بأن ابن لادن امريكي النشأة و امريكي الخاتمة ، و ما بينهما استغلته دوائر امريكية لتحقق الكثير من المصالح و لتضر بالمسلمين الغافلين حتى اليوم عن الصورة الكاملة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق