الأربعاء، 16 نوفمبر 2011

مثقفونا الطائفيون




مثقفونــا الطائفيون



قبل نحو خمسة عشر عاما , حينها كان الانترنت غير معروف في منطقتنا العربية ، و لم يكن أحد وسائل التواصل و تناقل الاخبار و الاشاعات و كل ما يمكن تحميله ، حينها كانت الاخبار تتناقل مشافهة أو عبر المطبوعات التي كانت رائجة حينها ، فلم يكن الامر يكلف أكثر من  جهاز كمبيوتر و شخص يجيد استخدامه و طابعة عادية ليتم طباعة عشرات الاوراق التي غالبا ما تكون مجهولة المصدر و توزع في المساجد و الملقتيات ..
حينها وصلتني ورقة وصمت بأنها تقرير أمريكي حول مستقبل العالم الاسلامي ، تقول الورقة ان الولايات المتحدة غير قلقة من الاكثرية السنة في العالم الاسلامي ، و جل قلقها من الشيعة لانهم يمتلكون ثقافة الثورة الاستشهادية و القائد العالمي المنتظر  ، و هم في تمدد و نمو سكاني و توزيع جغرافي ،و تفصل الورقة في اعداد الشيعة في كل قطر اسلامي .
و تختتم الورقة بالخطة الامريكية لمواجهة الخطر الشيعي العالمي و ترى ان افضل حل له اشعال حروب طائفية مع الاكثرية السنية و تأليب الطوائف الاخرى عليهم ليتم محاربتهم من ابناء جلدتهم ليكون تحت مرى النار مباشرة ..
حينها كان الامر ضربا من الخيال و المبالغة و لم يكن يعني لي الكثير ، كنت اقول لابد ان المستقبل القريب سيحمل لنا استرخاء دينيا مع الانفتاح و استقبال مفاهيم حقوق الانسان و احترام الآخرى ، و ان العجلة لن تعود بنا الى ايام الصراع العثماني الصفوي ، و لكن للاسف ها هي الايام تثبت لنا ان التعصب الطائفي منطقة سوداء جدا لا يمكن حتى مفاهيم اللبرالية و العلمانية بالمقاييس العربية ان تمحوها ، حملت لنا الايام الخوالي عجبا من لبيراليي العرب الذين لطلما سمعناهم يتغنون بقيم الحرية و احترام حقوق الاخرين كيف يسقطون بكل بشاعة في مستنقع الطائفية الموحل ، الذي يتمدد يوما بعد آخر دون ان نجد ضوء في آخر النفق..
فكرت كثيرا في سؤال : لماذا يضطر المثقف او الليبرالي أو العلماني –سمه ما شئت- العربي الى الولوغ في قذارة الطائفي ؟؟ هل هو مؤمن حقا بالادبيات التي كان يرفعها ؟؟ هل هو مجرد اداة تستخدمها الانظمة العربية متى شاءت في وجه السلفيين تارة و في وجة الشيعة تارة ؟؟ هل هو مراهق في تلك القيم لم يصل حد الايمان الحقيقي و المعرفة الحقة ؟؟ هل قراءته للفكر الانساني و التاريخ البشري سطية لدرجة انه لا يقرأ ابعد من طرف انفه ، و لا يقرأ ألا ما السطر الذي يشير اليه سيده ؟؟
اسئلة تبحث عن اجابة و ليست ترتجي التبرير ...  

هناك 4 تعليقات:

  1. السلام عليكم
    جميل ما كتبت ولكن فمت من كلامك انك تؤبن بنضرية المأمرة التي تتردد على السان بعض منا؟؟؟؟؟

    كلمات اعجبتني ....
    لماذا يضطر المثقف او الليبرالي أو العلماني –سمه ما شئت- العربي(((( الى الولوغ في قذارة )))الطائفي
    تشبه رائع دفعني لاكمال الموضوع

    هل هو ((مراهق)) في تلك القيم

    جميل
    شكرا عــــــــــــقيل

    ردحذف
  2. شكرا لك عزيزي على وجودك و تعليقك
    لا اعرف لماذا فهمت من الموضوع ان مؤمن بفكرة المؤآمرة ، ربما لذكري التقرير الامريكي
    في الحقيقة ان لا أقول ان المؤمرات الامريكية هي كل شيء و لكن لا يمكن ان ننفي وجودها
    و لبس المهم وجود اصابع خفية المهم كيف نتصرف نحن تجاهها

    شكرا شرفت بوجودك

    ردحذف
  3. ذكرتني بالحقبة الماضية من الزمن الخالي من الأنترنت
    ذكرتني بالمطويات والنشرات التي توزع هنا وهناك
    ومقالك جداً رائع
    garalgeran

    ردحذف
  4. شكرا يا جار الجيران
    و سلم لي على جاري

    و أنتمى اقرأ تجربتك في هذا المجال

    ردحذف