الأربعاء، 30 نوفمبر 2011

عودٌ على بدء ...

عودٌ على بدء ..


بعد نحو 11 شهرا من التوقف الاختياري عن نشر المقالات و التدوين الالكتروني


و بعد تشجيع من بعض الاصدقاء بضرور العودة ، و قد كنت قررت ان يكون توقفي لمدة عام كامل


لست أدري لماذا كانت سنة 2011 من أكثر السنوات غرابة و اختلافا بالنسبة لي شخصيا و النسبة للعرب ايضا


و أحداث هذه السنة تكاد تكون غير مسبوقة و لن تتكرر


اصدقائي ..


ها أنا أعود لكم من خلال هذه المدونة الجديدة (مدونة الافكار الحرة)


حيث الرأي و الفكر و الثقافة و الادب و القصة و متابعة اخبار المجتمع


و توقفت 11 شهرا


لأعود فأدشن هذه المدونة في هذا اليوم التاريخي 11/11/2011


فترقبوا جديدي هنا ...

عاشوراء الثورة

عـــاشوراء الثورة*


منذ الساعات الاولى التي يهل بها هلال شهر محرم تتشح القلوب المحبة قبل كل بناء و دار بالسواد حدادا و حزنا على ذكرى عاشوراء و ملحمة الشهادة و الاباء ، و تتجه القلوب و العقول لتنهل من نبع قيم زلال ما يفتئ كل عام يتجدد عن معين صاف ، نور من نور ، يهدي الله لنوره من يشاء ..
حينها تنصب منابر الحسين عليه السلام و يرتقى اعواده رجال منا يصبحون محط نظر المجتمع ، و يتجدد سؤال المتحلقين باسم الحسين حول هؤلاء الرجال ماذا سنسمع و ماذا سيقال و ما ابرز ما سيقدم و ما هي مشاريع هذا العام ؟؟؟ فيصبح رجل الدين في عاشوراء محورا مهما في موسم مهم يمارس اخطر دور له في مقاربة الوعي المجتمعي ..
لا يخفى على احد ان خطباء عاشوراء باتوا يواجهون مجتمعا مختلفا عما كان عليه الحال قبل سنوات تصرمت ، حينما كان هم رجل المجتمع العادي دمعة رقراقة يذرفها كمدا و صدقا على سبط المصطفى عليه السلام ، فيكون جل تركيز الخطيب على البكائيات و الابيات الشعرية التي تهز القلوب و تلهب المشاعر .
اليوم يرتقي الخطيب و هو يعلم ان المتحلقين حوله يردون منه الكثير ، يردون مشروعا و فكرا و عطاءا متجدد لا يشبه الاعوام السابقة ، و الخطيب معرض للنقد و التدقيق و المواجهة على كل فكرة أو كلمة عابرة هنا أو هناك ..
و ما يزيد هذا العام هو الاحداث الهائلة التي شهدتها المنطقة العربية من ثورات و تحركات شعبية تأثرت بها المنطقة و بات ملحا معالجة هذه القضية على المستوى المحلي ،  و الاجابة عن الكثير من الاسئلة التي تلتهب في عقول و قلوب هؤلاء الشباب ..
  كثيرا ما تغنينا بأن ثورة الحسين عليه السلام ثورة تغيير و تمرد على الواقع و الظلم و الفساد و الانحراف ، و حان الوقت ليتم تجسيد هذه الشعارات على ارض الواقع بما يناسب واقعنا المعاش ، ينتظر الشباب من رجال الدين برنامجا حسينيا للثورة على ما يشوب مجتمعاتنا من انحرافات و فساد و تفسخ و ظلم ، كل مظاهر الانحراف ا لاجتماعي الذي انتج الغلاء و الفساد و البطالة و الجهل بحاجة الى تحرك اجتماعي جدي ، يستلهم ثورة الحسين و ينتج تغييرا فعالا و حقيقيا نحو مجتمع حسيني بالفعل لا بالشعارات ..
إن التخبطات التي تعيشها مجتمعاتنا إنما هي نتاج افعالها و سوء ادارتها لنفسها ، لذا يجب ان لا تمر عاشوراء دون ان تتحول الى نقطة انعطاف حقيقية في حياة الفرد و المجتمع نحو اصلاح الذات و اطلاق ثورة نفسية و فكرية على المستوى الفردي أولا ثم على المستوى الاسري مما ينتج تغييرا اجتماعيا ايجابيا طال انتظاره .
هذا التغيير الذي يستلهم الحسين عليه السلام و ينطلق من روح ثورته الخالدة ليس لفئة أجتماعية دون اخرى ، فالحسين للجميع لذا يجب ان يتقدم رجل الدين الى جوار الاكاديمي و المثقف و رجل الاعمال و العامل و الاديب ليغيروا المجتمع تغييرا ايجابيا شاملا  .
ان الفرصة مواتية جدا لكسر صنم الخوف الذي عشش طويلا و أخذ زمام المبادرة و عدم انتظار السماء تمطر ذهبا ، و أولى خطوات الثورة هو الاتجاه نحو نشر الوعي و المعرفة و الفكر و البعد عن تزييف الوعي بالشعارات و الاوهام ، فالمجتمعات الجاهلة لا تنتج ثورة ، نريد ان نسمع من خطبائنا فكرا حقيقيا و ارتقاءا فكريا و بعدا عن الاوهام و السطيحة و التزييف ، و ندعو خطبائنا للارتقاء بمستوى الواقع قبل ان يتجاوزهم الـواقع ...


* نشرت في العدد رقم 84 موسم عاشوراء 1433  في مجلة المنبر الحسيني الصادرة عن ماتم النمر .

الاثنين، 28 نوفمبر 2011

ملتقى أهمية التخطيط المالي للأفراد

ملتقى أهمية التخطيط المالي للأفراد
 

بدعوة من الجمعية السعودية للمحاسبين القانونيين حضرنا يوم الثلاثاء ليلة الاربعاء بتاريخ 22/11/2011 في مقر الهيئة السعودية للمواصفات و المقاييس شمال الرياض بالقرب من جامعة الملك سعود ،و كان برفقتي أثنين من الاصدقاء و زملاء المهنة ..

ملخص اللقاء لمن لم يحضر :

قدم للقاء الدكتور محمد العقيل أستاذ المحاسبة في معهد الأدارة العامة

و في البدء تحدث الدكتور فهد القاسم الرئيس التنفيذي لشركة أموال للاستشارات المالية ، و ركز على التخطيط المالي للافراد ، ابرز النقاط :
-         اهمية التخطيط بشكل عام و للافراد بشكل خاص
-         يجب ان يبدأ التخطيط في سن مبكرة و قبل تحمل مسؤوليات الاسرة
-         التخطيط المالي بالدرجة الاولى اسلوب حياة ، و مساهمة الاسرة ككل مهمة
-         خطوات التخطيط المالي :
 1- معرفة الواقع الحالي 2- تحديد الاهدف 3- اعداد الموازنة  4- الرقابة
-         كلما قل الفائض زادت حساسية الموازنة
-         لتحسين الموازنة : الاتي
1-    البدء ببند الادخار
2-    حدد الاولويات
3-    فرق بين الضروريات و الكماليات
4-    استخدم الخدمات المجانية – الحكومية
5-    حدد ميزانية لمصاريف الزوجة و الاولاد
6-    اصلح الفاسد و لا تشتري الجديد
7-    لا تلاحق الموضة
-         كم تدّخر؟؟؟
                 حدد الهدف        – المبلغ          – المدة           –   مبلغ الادخار
مثال : الهدف : شراء بيت ، الملبغ المتوقع :700.000 ريال ، المدة : 25سنة ، مبلغ الادخار السنوي : 28.000 ريال
-         اساليب الادخار :
1- الجمعيات      2- الدفع مقدما     3- الاقساط الشهرية
-         افضل طريقة للادخار : تحويل زيادة الراتب الى الادخار مباشرة
-         اجعل استخدام المدخرات ليس امرا سهلا

   عند صرف لاحظ :
1-    لاتنظر فيما ايدي الناس
2-    دائما هناك خيارات ارخص
3-    استخدم المجاني
4-    لاتشتري ما لا تحتاج أو ما تستطيع الاستغناء عنه
5-    لا تستجب لكل ما يطلبه الاولاد
6-    السوق ليس مكان للتنزه
7-    اكتب احتياجاتك قبل الذهاب للمول
8-    اقتصد في الفواتير
9-    سجل مصروفاتك و راقب الميزانية بشكل دوري

عند الاقتراض : لا تقترض الا
1-    للحاجات الاستراتيجية
2-    ليكون بديلا للادخار
3-    بطريقة الجمعيات
ثم تحدث محمد القويز المحلل الاستثماري وشريك مؤسس في شركة دراية المالية ، و ركز على الاستثمار للافراد  و كان الحديث كالتالي :
اساسيات الادخار و الاستثمار :
  1-الادخار   
  2- التتخطيط المالي    
  3- توزيع الاصول    
  4- انتقاء الاستثمارات       
  5-متابعة المحفظة

اشكال الاستثمار :
1-الاسهم   2- العقارات     3-السندات و الصكوك            4-المعادن

التنويع في الاستثمار :
-         اوراق مالية متنوعة
-         عبر اسواق متنوعة
-         في فئات استثمارية متنوعة

الاستثمار و المخاطرة : الاستثمارات حسب المخاطرة تصاعديا كالتالي :
1-    صنايق المرابحة
2-    الصكوك
3-    العقارات
4-    اسهم دول متطورة
5-    اسهم دول نامية
6-    اسهم محلية

هل استثمر بنفسي ام عبر جهة استثمارية ؟
القاعدة و الافضل هو الاستثمار عبر جهة مختصة

كيف تنتقي الاستثمارات ؟
1-    تأكد من المقارنة بين نفس الفئة الاستثمارية
2-    قارن بين مدة زمنية واحدة
3-    انظر لمعياري (المخاطرة / العائد)

ثم توالت المداخلات و الاسئلة لمدة نصف ساعة قبل ان يعلن عن اختتام المتلقى



الثلاثاء، 22 نوفمبر 2011

المدنية و أهلها



المدنيــة و أهلها



اعتدت منذ طفولتي التردد على مدينة الدمام التي لي فيها ذوي قربى و اصدقاء أحرص على وصلهم ، و كنت كأقراني ابدي اعجابا بتلك المدينة الحديثة كقادم من مدينة ريفية لم تحض بالاهتمام الحكومي من حيث البنى التحتية و لم تستوطنها كبريات الشركات العالمية فتستثمر فيها ، فكانت الدمام قبل نحو عقد أو عقدين مدينة فريدة في وطننا الحبيب ، خصوصا أنها تعتبر مدينة حديثة و بنيتها جديدة قبل ان تعبث بها الايدي الفاسدة لتخرب الكثير فيها ..
أذكر أنني في أحدى زياراتي قبل نحو عقدين من الزمن التقيت بأحد اقاربي الاعزاء ، و كنا نتبادل اطراف الحديث ، قال لي الدمام مدينة حية في الظاهر لكنها ميتة القلب ، استوقفتني العبارة فطلب التوضيح ، فقال : هذه المدينة تعاني انهاكا كبيرا في بنيتها الاجتماعية ، المدنية حطمت حياة المجتمع و أحالته الى كيانات فردية لا ترتبط سوى بأربطة المصلحة ، على نقيض الارياف و القرى التي تحضى الروابط الاسرية و العائلية و الاجتماعية بأهتمام بالغ ، لو سألتك عن اي شخص في بلدتك لأعطيتني تفاصيل حياته ، و لو سألتني عن جاري لقلت لك لا اعرف حتى كنيته !
ما زلتم تجتمعون في كل مناسبة و تحتفون بكل فرح و تتضامنون في كل ترح ، مازلتم مجتمع متماسك أما نحن فلا نكاد نرى بعضنا بعضا، و إذا التقينا في الاعياد أو مناسبات الزواج تبادلنا القبل الباردة و المجاملات الجامدة دون ادنى درجات المشاعر الرحمية ..
كان حديث قريبي في حينه غريبا أما اليوم فالمدنية التي تحدث عنها لم تعد سمه الدمام وحدها بل حتى القرى الصغيرة التي لم نكن نعرفها اصيبت بأمراض المدنية الحديثة التي ساهمت في انتشارها وسائل الاتصال الحديثة ، فأصبح الانسان في قرية أو هجرة و له اصدقاء في عواصم العالم كله ، و هم اقرب الى قلبه من ابن الجيران ...
قبل ايام كنت في مجلس والدي الذي ينعقد مساء كل جمعة ، و يحضره شيبان الحارة و لحظت وجود جار لنا كان باع منزله و انتقل الى حي آخر إلا أنه يحرص على الحضور ، و في أحدى المرات اشتكى ان الحارة التي انتقل اليها لا أحد يسأل عن أحد و لا  أحد يتواصل مع أحد ، فهو لا يجد حميمية الجيرة الا في هذه الجلسة الاسبوعية ..
تكبر المدن فترتفع الاسوار بين أهلها ، و تتسارع و سائل الاتصال في تسهيل التواصل فتصنع الحواجز بيننا ، و تبقى القلوب الكبيرة هي التي يمكنها ان تحوي كل تغيرات المدنية الحديثة ..

الأربعاء، 16 نوفمبر 2011

مثقفونا الطائفيون




مثقفونــا الطائفيون



قبل نحو خمسة عشر عاما , حينها كان الانترنت غير معروف في منطقتنا العربية ، و لم يكن أحد وسائل التواصل و تناقل الاخبار و الاشاعات و كل ما يمكن تحميله ، حينها كانت الاخبار تتناقل مشافهة أو عبر المطبوعات التي كانت رائجة حينها ، فلم يكن الامر يكلف أكثر من  جهاز كمبيوتر و شخص يجيد استخدامه و طابعة عادية ليتم طباعة عشرات الاوراق التي غالبا ما تكون مجهولة المصدر و توزع في المساجد و الملقتيات ..
حينها وصلتني ورقة وصمت بأنها تقرير أمريكي حول مستقبل العالم الاسلامي ، تقول الورقة ان الولايات المتحدة غير قلقة من الاكثرية السنة في العالم الاسلامي ، و جل قلقها من الشيعة لانهم يمتلكون ثقافة الثورة الاستشهادية و القائد العالمي المنتظر  ، و هم في تمدد و نمو سكاني و توزيع جغرافي ،و تفصل الورقة في اعداد الشيعة في كل قطر اسلامي .
و تختتم الورقة بالخطة الامريكية لمواجهة الخطر الشيعي العالمي و ترى ان افضل حل له اشعال حروب طائفية مع الاكثرية السنية و تأليب الطوائف الاخرى عليهم ليتم محاربتهم من ابناء جلدتهم ليكون تحت مرى النار مباشرة ..
حينها كان الامر ضربا من الخيال و المبالغة و لم يكن يعني لي الكثير ، كنت اقول لابد ان المستقبل القريب سيحمل لنا استرخاء دينيا مع الانفتاح و استقبال مفاهيم حقوق الانسان و احترام الآخرى ، و ان العجلة لن تعود بنا الى ايام الصراع العثماني الصفوي ، و لكن للاسف ها هي الايام تثبت لنا ان التعصب الطائفي منطقة سوداء جدا لا يمكن حتى مفاهيم اللبرالية و العلمانية بالمقاييس العربية ان تمحوها ، حملت لنا الايام الخوالي عجبا من لبيراليي العرب الذين لطلما سمعناهم يتغنون بقيم الحرية و احترام حقوق الاخرين كيف يسقطون بكل بشاعة في مستنقع الطائفية الموحل ، الذي يتمدد يوما بعد آخر دون ان نجد ضوء في آخر النفق..
فكرت كثيرا في سؤال : لماذا يضطر المثقف او الليبرالي أو العلماني –سمه ما شئت- العربي الى الولوغ في قذارة الطائفي ؟؟ هل هو مؤمن حقا بالادبيات التي كان يرفعها ؟؟ هل هو مجرد اداة تستخدمها الانظمة العربية متى شاءت في وجه السلفيين تارة و في وجة الشيعة تارة ؟؟ هل هو مراهق في تلك القيم لم يصل حد الايمان الحقيقي و المعرفة الحقة ؟؟ هل قراءته للفكر الانساني و التاريخ البشري سطية لدرجة انه لا يقرأ ابعد من طرف انفه ، و لا يقرأ ألا ما السطر الذي يشير اليه سيده ؟؟
اسئلة تبحث عن اجابة و ليست ترتجي التبرير ...