الجمعة، 13 أكتوبر 2017

إطلالة على رواية مـــــــدام بوفــــــاري



إطــــــــــــــــــــلالة على روايـــــــــة

مـــــــدام بوفــــــاري









رواية : مدام بوفاري

المؤلف: الروائي الفرنسي غوستاف فلوبير

صدرت سنة 1857م

ترجمة : محمد مندور

عدد الصفحات : 476 صفحة

الطبعة : طبعة 2009

الناشر : دار الآداب للنشر والتوزيع


بين يدي الرواية:

تعتبر رواية مدام بوفاري واحدة من روائع الأدب العالمي فهي تنتمي للمدرسة الواقعية حيث تشخص الأحداث والعلاقات الإنسانية بعيدا عن شطحات الأدب الرومانسي، وقد أثارت الرواية الكثير من الجدل حينها في فرنسا، حتى دخلت أروقة المحاكم، فقد اتهمت الرواية بأنها تشوه صورة أهالي الريف الفرنسي وتدعو للإنحال والرذيلة وتسيء للأخلاق والدين.

وبالرغم من الطابع الواقعي للرواية إلا أنها مليئة بالأحداث المشوقة التي تشد القارئ وتتركه يطارد فصول الرواية وصفحاتها، مما حملها إلى دور السينما بفلم أخرج سنة 1949م.



أحداث الرواية:
تدور أحداث الرواية في الريف الفرنسي في زمن احتدم فيه الصراع في فرنسا بين أنصار الملكية وأنصار الجمهورية، وبين أنصار الدين المسيحي التقليدي وبين أنصار الحداثة والحرية، ولب الرواية هو صراع عميق يتجسد في شخصية مدام بوفاري القادمة من الوسط الريفي التقليدي والتي يأخذها الشغف إلى حداثة المدينة والحريات المنفلتة فيها، وتقع شخصية الرواية في صراع نفسي حاد تعجز عن الفكاك منه حتى تقع صريعة.

مدام بوفاري تريد أن تجمع بين تدينها و تذهب للكنيسة لتعترف للرب بخطاياها وهي ذاتها تريد حياة المجون والملاهي الباريسية، هي التي تريد أن تكون مخلصة لزوجها وعائلتها وهي التي تريد العلاقات المنفلتة والعشاق.

تبدأ الرواية بسرد للخلفية الاجتماعية التي يأتي منها (شارل بوفاري) الطبيب التقليدي والسطحي الذي يدفعه القدر للزواج من (إيما/مدام بوفاري) وهي فتاة جميلة ومثقفة قرأت الكثير من الشعر والأدب وتحلم بأن تتزوج لتنتقل مع زوجها إلى باريس لتعيش حياة الصخب والحفلات والمسرح، ولكنها تصاب بالإحباط من بعد زواجها من (شارل) لأنه لا يهتم سوى بمرضاه في تلك القرية الصغيرة وبالرغم من حبه الكبير لها إلا أنه يعجز عن إرضاءها.

تندفع (مدام بوفاري) نحو أحلامها فتقع في حب شاب (ليون) يشابهها الطموح والثقافة إلا أن استحالة العلاقة تدفع الشاب إلى مغادرة قرية ( ايونفيل) إلى مدينة (روان)، وتمر الأيام فتقع مدام بوفاري في حبائل شاب ثري (رودولف) فتتخذه عشيقا مما يدفعها للتخطيط للهرب معه تاركتا خلفها زوجها، لكن رودولف يتخلى عنها في اللحظة الأخيرة.

تعود مدام بوفاري لحالة الاكتئاب والمرض حتى تتردد على مدينة (روان) بداعي تعلم الموسيقى فتقع في عشق (ليون) من جديد، فتعيش حياة مليئة بالخداع والكذب بعيدا عن زوجها الغافل، قبل أن تنهار نتيجة تراكم الديون بسبب حرصها على الحياة المترفة والباذخة ويتخلى عنها الجميع فتنتهي حياتها بمأساة.



نص من الرواية:
تحفل الحوارات الكثير من الجدل حول الدين والحداثة متمثلة بقس القرية المحافظ والصيدلي (هوميه).
من تلك الحوارات التالي:

القس: كف عن هذا يا ميسو هوميه، فأنت كافر لا دين لك.

هوميه: بلى لي دين، ديني الخاص، وأن لدي من التقوى ما يفوق ما لدى هؤلاء جميعا، رغم نفاقهم ودجلهم.



أنني على العكس اعبد الله، أؤمن بالكائن الأعلى، أؤمن بوجود خالق كيفما كان كنهه، ومهما يكن هذا الخالق الذي أوجدنا هنا لنؤدي واجباتنا كمواطنين وأرباب اسرات، ولكنني في غير حاجة لأن أذهب إلى الكنيسة لأقبل أطباقا فضية، ولأسمن من مالي رجالا لا يصلحون لشيء ولا نفع منهم، ويحظون بمعيشة أنعم مما نحظى...






عرض كتاب الهجريون ودورهم في رواية الحديث

عرض كتاب

الهجريون ودورهم في رواية الحديث







الكتاب :
الهجريون ودورهم في رواية الحديث

المؤلف: محمد علي الحرز

عدد الصفحات : 269 صفحة

الطبعة : الأولى 2017

الناشر : غير محدد




بين يدي الكتاب:
من يقرأ في صفحات التاريخ الإسلامي لابد وأن تتكرر أمامه ألقاب أشخاص كالهجري أو العبدي أو بني عبدقيس ولمن يمتلك المعرفة فإنه سيعرف بأنها تشير إلى شخصيات تحدرت من منطقة هجر شرق الجزيرة العربية، وهي منطقة حضارية قديمة لم تغب يوما عن المسار الحضاري للبشرية، ولما جاء الإسلام كان لأهل هذه البقعة أثرهم الملموس فيه تاريخه ووقائعه وأحداثه.

من هنا يأتي هذا الكتاب المهم ليسلط الضوء على جزء محدد من الجانب الحضري لهذه المنطقة، حيث يرصد المؤلف أسماء شخصيات هجرية ساهمت في رواية الحديث عن النبي الأكرم ص وعن أهل بيته وأصحابه، متتبعا روايتهم في أكثر من مئة مصدر حديثي.


عرض الكتاب:


ينقسم الكتاب إلى فصلين اثنين:

الأول : عبارة عن مقدمة تاريخية تعريفية بهجر موردا الخلاف حولها بين هجر البحرين وهجر اليمن، ثم يقدم نبذة موجزة عن قبيلة بنو عبدالقيس وتاريخهم راصدا أهم مشاركاتهم التاريخية في الفتوحات والحروب التي قامت في الفترة الأولى من التاريخ الإسلامي، مقررا ببعض الشواهد عمق ولائهم وانحيازهم لأهل البيت عليهم السلام وعلاقتهم التاريخية بهم.


أما في الفصل الثاني : فإن الكاتب يبدأ بسرد لأسماء الرواة الهجريين بشكل ممنهج حيث يورد تعريفا مختصرا له ثم نموذجا من الأحاديث التي رواها محددا طرقه في الرواية ومن روى عنهم ومن روو عنه ثم يورد بعض ما قيل فيه من رواد علم الجرح والتعديل.

ومن الملاحظ على الرغم من كثرة الأسماء التي جمعها الكاتب إلا أن الغالبية العظمى منها أسماء مجهولة وغير مشهورة وقليلة الرواية ولعل هناك عوامل تاريخية سبب ذلك.



ولا يفوتنا أن ننوه بهذا العمل الهام في كشف شيء من تاريخ منطقتنا الذي تعرض لكثير من الإهمال والتجاهل بأمل أن يكون هذا الكتاب بذرة لأعمال أكثر شمولية وتوسعا.
---------------------

ملاحظة :
قراءة مميزة للكتاب بقلم الصديق عبدالله الرستم
http://abuhakeem97.blogspot.com/2017/02/blog-post.html

إطلالة على رواية الحــــاج مــــراد







إطلالـــــــــــــــــــــــــــــــــــة على رواية
الحــــاج مــــراد














رواية : الحاج مراد

المؤلف: الروائي الروسي ليف تولتسوي

ترجمة : هفال يوسف

عدد الصفحات : 208 صفحات

الطبعة : الطبعة الأولى 2016

الناشر : دار التنوير للطباعة والنشر




بين يدي الرواية:

تعد الرواية التي نحن بصددها من أواخر ما كتب الروائي الروسي الرائع تولتسوي الذي يتميز بروايته الوصفية الواقعية وهو من أعمدة الأدب الروسي في القرن التاسع عشر وقد اشتهرت له روايات عدة أهمها الحرب والسلام وكذلك أنا كارنينا.

وبالرغم من أن رواية الحاج مراد لم تشتهر كثيرا ولم تنشر إلا بعد وفاته، إلا أنها من الروايات الجميلة التي تعكس شيئا من صورة روسيا القيصرية وخصوصا الصراع الدامي في خاصتها القوقازية مع السكان المسلمين.


سبب كتابة الرواية:

يقول تولتسوي في بداية الرواية أنها بينما كان عائدا إلى منزله وقد قطف بعض الزهور ليصنع منها باقة رأى وردة ذات لون قرمزي ساحر يسمى (التتري) فخطر له أن يقطفها ليضمها إلى باقته، فنزل الأخدود وأخذ يعالجها بصعوبة بالغة فقد كانت متشبثة بالأرض بقوة حتى تمكن من قطفها وبعد ذلك لاحظ أن ساقها تمزق تماما ولم تعد تلك النظارة والجمال، فأسف أنه أهلك زهرة عبثا، فقال:(يا لقدرتها على الحياة وقوتها كم حياتها غالية عليها وكم استماتت في الدفاع عنها)

وبينما كان عائدا للبيت شاهد حقلا محروثا بشكل جيد فقال في نفسه: ( أي كان قاس مدمر هو الإنسان) وبينما كان يدير نظره في الحقل الأسود فإذا هو يرى نفس (نبتة التتري) ومن الواضح عجلة العربة مرت عليها مرارا لكنها بقت صامدة، فقال في نفسه (يا لها من قدرة، لقد انتصر الإنسان على كل شيء وأباد ملايين النباتات فيما هذه النبتة لا تزال صامدة ولم تستسلم)


وهناك تذكر تولتسوي قصة الحاج مراد وشرع فيقصها. 


أحداث الرواية:
تدور أحداث الرواية في أواخر العام 1851م حيث تتحدث عن القائد العسكري (حاج مراد) الذي كان نائب الزعيم الشيشاني (شامل) حيث وقع الصراع بينهما مما أضطر الحاج مراد إلى التخلي عن حلفه مع شامل لينتقل إلى صف الروس بعدما كان من أساطير التمرد ضدهم، الصراع الشخصي بين القائدين المسلمين يدفع شامل ليأسر عائلة الحاج مراد فيسجنهم في عاصمة دولته ويهددهم بالقتل والاسترقاق، وفي سبيل إنقاذهم يلجأ الحاج مراد للتحالف مع عدو الأمس ويبذل لهم صنوف الولاء والطاعة، ولكن الروس لا يثقون به بسهولة.

بعدما يمل الحاج مراد من طول مماطلة الروس وإبقاؤه في حصن شديد الحراسة يلجأ للهرب، ولكن القدر يكتب له مصيرا أسود بعدما يلقى مصرعه ويقطع رأسه على يد قائد شيشاني آخر انتقل إلى صف الروس بعدما كان يقاتل إلى جانب الحاج مراد.

تعطي الرواية باسلوب فني وجمالي رائع صورة عن تاريخ الخاصرة المسلمة لروسيا القيصرية، وعن الصراعات الاجتماعية السائدة بين مدن البلاد ونواحيها المهمشة، بين حياة الترف والصخب في المدن وبين حياة الريف البائسة والرتيبة.



نص من الرواية:

سيجفّ الثرى على قبري / وستنسيني يا أمّاه!

سينمو العشب على قبري / ويُخمد حزنك يا أبي العجوز

ستنشف الدموع في عينَي أختي / ويطير الحزن من قلبها

لكنك لن تنساني يا أخي الأكبر، إلى أن تثأر لموتي.

ولن تنساني يا أخي الثاني، إلى أن ترقد إلي جواري.

حارقةٌ أنتِ، أيتها الرصاصة، وتحملين الموت، ولكن ألم تكوني أنتِ أَمَتي الوفيّة؟

وأنتِ أيتها الأرض السوداء، ستُغطّينني، ولكن أليس أنا من كان يدوسكِ بحصانه.

باردٌ أنتَ أيها الموت، لكنني سيّدك.

ستأخذ الأرض جسدي، وروحي ستتقبّلها السماء.




عرض وتلخيص كتاب الشهيد الخالد


عرض وتلخيص كتاب


الشهيـــــــد الخــــــــالد






الكتاب : الشهيد الخالد.. الحسين بن علي عليه السلام

المؤلف: الشيخ نعمت الله صالحي نجف آبادي
انتهى من تأليفه باللغة الفارسية سنة 1951م وطبع ثمانية عشر مرة.

ترجمة : د.سعد رستم سنة 2012

عدد الصفحات : 408 صفحات

الناشر : الإنتشار العربي



بين يدي الكتاب:


ينتمي كتاب الشهيد الخالد المثير للجدل إلى تيار (محاربة الغلو) كما يصف د.محسن كديور إذ يعتبر هذا التيار أن الغلو وإسباغ صفات فوق بشرية تسرب إلى متأخري الشيعة في نظرتهم إلى الأئمة عليهم السلام حيث لم يكن الأمر كذلك لدى متقدمي الشيعة حتى القرن الرابع الهجري الذين آمنوا بصورة بشرية لهم عليهم السلام، ورغم أن هذا الكتاب يعنى بثورة الإمام الحسين عليه السلام إلا أنه يركز على قضية كلامية وهي علم الغيب لدى الأئمة بطرح سؤال : هل كان الإمام يعلم أنه سيقتل في كربلاء وفي عاشوراء سنة 61م بالتحديد أم أن علمه كان علما إجمالا لا يصل حد السير إلى مصرعه تحقيقا للإرادة الإلهية.

يجدر الالتفات إلى الأجواء التي كتب فيها هذا الكتاب ففي خمسينيات إلى سبعينيات القرن الماضي كان النشاط الثوري لدى رجال الدين الشيعة في إيران على أشده، لذا فالكتاب يدفع باتجاه ضرورة أن يقتدي رجل الدين الشيعي بالإمام الحسين إذ أن الإمام كان يهدف للثورة على الحاكم الظالم بغرض استعادة الحكم الإسلامي وإقامة الشريعة، هذه النظرية التي بلغت أوجها مع ثورة الإمام الخميني سنة 1979م وتكللت بإسقاط الشاه، قبل أن تحارب هذه النظرية فيما بعد بحسب د.كديور من قبل السلطات الحاكمة الجديدة ومحاولتها إعادة النظرة التاريخية والدفع بظلامة الإمام الحسين الأمر الذي مهد لتحويل القضية الحسينية من ثورة ضد الظالمين إلى حالة حزن طقوسية مغرقة في الغلو والخرافة. 



مقدمة:
بالرغم من تعاقب القرون على استشهاد الإمام الحسين عليه السلام في واقعة كربلاء سنة 61هجرية إلا أن تلك القضية مازالت ملتهبة ساخنة خصوصا في الأوساط الشيعية، ومع الكم الهائل من الكتب التي طبعت حول هذه القضية إلا أنها مازالت تختزن الكثير ليقال ويكتب، وتتغير النظرة إلى الواقعة تأثرا بالواقع الحاضر وكأنه يحاول استنطاق ما جرى يومها.

طغى لوقت طويل على التراث الشيعي نظرة تراجيدية أسطورية لوقائع حركة الإمام الحسين بسبب الكم الكبير من الروايات والقصص التي ألصقت بها، مما استدعى أن يتصدى البعض لهذه النظرة ليعيد لكربلاء الوهج الإنساني والحس الطبيعي بعيدا عن الأسطرة وهو ما يحاوله المؤلف، وبالرغم من مرور أكثر من ستين عاما على وضعه لهذا الكتاب إلا أنه للتو بدأ يأخذ صداه في الوسط الشيعي العربي والخليجي خصوصا، ربما تأثرا بالأفكار الرائج حاليا.

لا تنبع أهمية الكتاب من موضوعه المثير فحسب بل من شخصية مؤلفه كونه شخصية علمية من الوسط الحوزوي الإيراني ولكنه عرض كتابه على علماء كبار في عصره فاختلفت ردة الفعل تجاه فمنهم من أيد ما ذهب إليه كالشيخ منتظري، ومنهم من رفضه وطلب منه عدم نشره، ورد عليه آخرون بنحو ثمانية عشر كتابا من أسماء بارزة في زمانه منهم العلامة الطباطبائي صاحب الميزان والشهيد مطهري.



وموطن النقد يتلخص في ثلاث نقاط أساسية:

- كون الكتاب نفى علم الإمام الحسين التفصيلي بشهادته وأن علمه كان إجماليا

- كون الكتاب نفى أن يكون الإمام الحسين ذهب لمصرعه بأمر خاص من الله ورفض نصرة الملائكة له

- كون الكتاب يعتبر أن حركة الإمام كانت سياسية هدفها إقامة الحكومة الإسلامية وليس الشهادة



عرض الكتاب:

يتفرق الكتاب على خمسة فصول مع مقدمة وخاتمة مهمتين:


في المقدمة:
يعرض الكتاب إلى آراء علماء المسلمين حول حركة الإمام الحسين وهي :

- أن الإمام ذهب لكربلاء ليقتل فيفضح بنو أمية ويسقط حكمهم

- أن الإمام كان هدفه نيل الشهادة فيحصل على أعظم الأجر

- أن لحركة الإمام وجهان ظاهري يريد أن يقيم الحكم الإسلامي في الكوفة وباطني يهدف لنيل الشهادة

- أن حركة الإمام كانت حركة إصلاحية بهدف تغيير الواقع

يتبنى المؤلف رأياً يعتقد أنه رأي علماء الشيعة منذ عشرة قرون وهو رأي المفيد والمرتضى والطوسي وملخصها أن حركة الإمام الحسين كانت حركة عقلانية ضرورية قام بها سياسي محنك بهدف إقامة الحكم الإسلامي في الكوفة إلى بقية العالم الإسلامي وإن كانت التحولات التالية أفضت إلى شهادته وأصابت الأمة نكسة كبيرة بذلك.

في فصول الكتب الخمسة يحاول المؤلف إعادة قراءة الثورة الحسينية وفق هذه الرؤية، وهي كالتالي:



الفصل الأول:علل وعوامل نهوض الإمام
في هذا الفصل يبحث الكاتب تفصيلا أسباب نهوض الإمام ويخلص إلى أنه نهض بسبب مبادرة حكومة يزيد لإجباره على مبايعته فيما يرى أنه لا يجوز له ذلك لما فيه من ضرر بالغ بالإسلام والمسلمين، وكان تحرك الإمام ابتداءً من أجل دفع التهديد عن نفسه بالقتل ومن ثم البحث عن عوامل استعادة الحكم من بني أمية وإرجاع الحق لأهله خصوصا مع الجو العام الذي كان رافضا لحكمهم.


الفصل الثاني: ماهية ثورة الإمام
وفيه يبحث الكاتب حول ماهية الثورة هل هي ابتدائية أم دفاعية، ويخلص إلى أن الإمام أمتنع أولا عن البيعة ريثما يقيّم الوضع العام، ثم لمّا وجد أنه يمتلك الأنصار والقوة لإقامة الحكم في العراق بدأ بالتخطيط والإعداد له، وفي المرحلة الثالثة عندما فقد عوامل إقامة الحكم في العراق سعى لعدم الاصطدام ببني أمية وبحث عن حل وسط، أما في المرحلة الرابعة عندما أصر الأمويون على القتال قاوم وقاتل بشجاعة وعزة. 



الفصل الثالث: مراحل الثورة

في هذا الفصل يبين الكاتب بالتفصيل كل الأحداث التاريخية وفق رؤيته الواقعية لحركة الإمام الحسين منذ أواخر شهر رجب وحتى يوم العاشر من المحرم، مقسما لها لعدة مراحل:

- المرحلة الأولى: ( من 28 رجب إلى 8 ذوالحجة) وهي الفترة التي طُلبت منه البيعة فخرج من المدينة إلى مكة، كي لا يجبر عليها ولكي يقيم وضع المسلمين ويبحث عن أنصار يعينوه على الثورة وإرساله لمسلم وتلقيه كتب أهل الكوفة وتمهله في اتخاذ قرار السير إليهم.

- المرحلة الثانية: ( من 8 ذو الحجة إلى لقاء جيش الحر الرياحي): وحينها كان الإمام قد عزم على السفر إلى الكوفة قبل إتمام حجه لوجود التهديد بقتله، وعندما كان سائرا تلقى نبأ مصرع مسلم إبن عقيل، وحينها تشاور مع أصحابه، فكان العزم على إتمام المسير إلى الكوفة ذلك لأنهم رجحوا إمكانية النصر وأن الأنصار مازالوا ينتظرونه، واستمر في المسير حتى لقي جيش الحر على حدود إقليم العراق.

- المرحلة الثالثة: (من لقاء جيش الحر حتى العاشر من المحرم) وخلالها اصطدم الإمام بجيش الحر وعلم أن الأحوال في الكوفة تغيرت وأن عوامل النصر باتت مفقودة وعليه فقد قرر العودة إلى الحجاز، ولكن الحر رفض وطلب منه القدوم للكوفة، وعليه اتخذ خطا وسطا لا يرجعه الحجاز ولا يدخله الكوفة حتى وصل كربلاء، وفاوض عمر إبن سعد على حلول أخرى منها أن يذهب إلى الشام أو يلحق بالثغور ولكن المفاوضات أجهضت.

- المرحلة الرابعة:( يوم عاشوراء) ويومها قرر أبن زياد الحرب وقتل الإمام الحسين وحينها وجد الإمام أنه مضطر للقتال، فصمد وقاتل حتى أستشهد وأهل بيته وأصحابه.

ويجري الكاتب فرضيته في نفي إصرار الإمام على الشهادة بل على العكس دفع الإمام نحو السلام وتجنب القتال ووضع الحلول الوسط التي لو أخذ بها الأعداء لتجنبت الأمة مأساة كربلاء وبقي الإمام يمارس دوره الطبيعي.



الفصل الرابع: أهداف الثورة

هذا الفصل يخصصه الكاتب لبحث الأهداف التي دعت الإمام للثورة وهي أربعة:

1- النضال ضد الظلم واجب شرعي

2- ضرورة إقامة الحكم الإسلامي

3- توافرت الشروط والأسباب للقيام

4- الدفاع عن الإسلام

وفي نهاية هذا الفصل يخصص الكاتب جزءً للرد على المستشرق ماربين أو مارتين الألماني الذي ذهب إلى أن الإمام سعى لأن يُقتل فتنهض الأمة بسبب مصرعه.

ويطرح سؤالا هاما: هل كان في مقتل الحسين مصلحة للإسلام؟

ويجيب أنه بالعكس فقد خسر الإسلام والأمة بمقتله خسارة لا تعوض وبسبب ذلك ضاعت الأمة، وتسبب في آثار سلبية إلى اليوم.

ويجب على سؤال لماذا أخذ الإمام أهله معه؟

فيقول البعض يظن أن الإمام قصد بأن يفضح أسر أهل بيت الحسين بنو أميه، والحقيقة أن الإمام أخذ أهله خوفا من انتقام الأمويين منهم في حال أقام الحكم الإسلامي في العراق، وإلا فإن في سبي أهل بيته ألم كبير له ولم يكن ليرضاه أبدا.




الفصل الخامس: نتائج الثورة وآثارها

في هذا الفصل يوضح الكتاب بالتفصيل الآثار السلبية لمصرع الإمام، هي:

1- خسارة لا تعوض

2- ذل للناس

3- ثلمة في الإسلام

4- خسارة علمية

5- وصمة عار

ولكن هناك أيضا نتائج (وليست أهداف) إيجابية تلت مصرعه:

1- مدرسة متنقلة

2- تربة الإمام شفاء للمرضى

3- ازدياد شعبية الإمام

4- دروس عملية في الثورة

5- درس في العزة والكرامة

في ختام الكتاب يخصص الكاتب مساحة للرد على النصوص التي يفهم منها مخالفة رأيه في حركة الإمام، منها :

1- قصة الرؤيا عند قبر النبي بأن النبي يأمر بالخروج للشهادة

يناقش الرواية فيرد رواية إبن الأعثم، وما صح هو الإخبار الإجمالي بالشهادة دون أمر بالخروج

2- حديث (وأخرج بأقوام للشهادة..) وبعد المناقشة يردها سندا ومتنا

3- خطبة ( خط الموت على ولد آدم..) فيوجهها أنها خطبة للحث على النصرة وبذل النفس من أجل الثورة معه والخروج إلى الكوفة.

4- حديث ( شاء الله أن يراك قتيلا..) يقول الكاتب أنها لم ترد في المصادر القديمة ولم تظهر إلا في النصف الثاني من القرن السابع الهجري، ورغم ضعفها فهي تقبل التوجيه لمعنى المشيئة التكوينية والإخبار عن الشهادة.



في الختام يشير المؤلف أن ما ناقشه يدخل عقائديا في مسألة علم المعصوم وهي مسألة عقدية فرعية لا تعد من أصول المذهب ولا يترتب عليها إيمان وكفر، وعليه فإن مخالفة ما ذهب إليه لا يجب أن يكون محل فرقة وتصادم بل أنه ينصح بعدم الاعتراض على الخطباء الذي يوردون ما يخالف رأيه احتراما لهم.


-------------------------
نشرت هذه التدوينة في موقع المطيرفي :
http://www.almoterfy.com/site/index.php?act=showNews&module=news&id=8981#.WeDkOolTLIU