مشاهداتي
معرض
الرياض للكتاب 2014
قنطرة
حضارة
من جديد حط معرض الكتاب في ارض المعارض بالرياض
في موعده السنوي و لعشرة ايام أصبح محور اهتمام و حديث الناس حتى تصرمت أيامه في
الرابع عشر من مارس ، و كان لابد من تخليد هذه الايام في صورة مشاهدات و لقطات
شاهدتها أو سمعت عنها أو لمستها من خلال حضوري في هذه الفعالية المهمة .
·
في زيارتي الاولى لمعرض هذا العام بعد يومين من افتتاحه للجمهور لاحظت أن
كثير من الدور لم تكمل تجهزاتها بعد وسط شكوى من بطئ في روتين دخول الكتب الى صالة
المعرض حسب ترتيبات ادارة المعرض .
·
لاحظت نوعا من الفوضى هذا العام في طريقة توزيع الدور المشاركة ، إذ جرت
العادة أن تكون الدور مرتبة حسب جنسيتها ، فتكون الاجنحة اللبنانية متجاورة و
الاجنحة المصرية متجاورة و هكذا ، و لكن ما لاحظته هذا العام ان الدور تم توزيعها
بطريقة غير مفهومة أو واضحة مما سبب صعوبة للوصول الى الدور المطلوبة بدون خارطة
المعرض .
·
كان المعتاد أن تكون القاعة الاضافية خاصة بالدور المتخصصة في كتب الاطفال و
لكن و بسبب شكوى تلك الدور أن عزلهم في تلك القاعة يقلل من مبيعاتهم إذ أن القاعة
شبة منفصلة عن المعرض فتكون شبه فارغة ، فقامت ادارة المعرض هذه السنة بإلغاء
خصوصية هذه القاعة ، و باتت الدور فيها منوعة كما القاعة الرئيسية ، و لضمان
فعالية القاعة قامت الادارة بنقل أثنين من أكثر الاجنحة نشاطا اليها وهما دار
مدارك/المسبار و دار الشبكة العربية .
·
استجد هذا العام تقليص واسع لمشاركة الجهات الحكومية و تم حصرها في زوايا
ضيقة ، و برأيي هذه الخطوة موفقة من قبل ادارة المعرض و ذلك لإعطاء المساحة الاوسع
للكتاب الزائر ، و هي الخطوة التي افصحت عنها الادارة إذ تردد أن العام المقبل
سيشهد تقليص عدد الدور السعودية لصالح غير السعودية .
·
ضيف المعرض لهذا العام المملكة الاسبانية و قد شاركت في النشاط الثقافي و
بجناح خاص عرض الاثار العربية في اسبانيا ، و الى جانب اسبانيا شاركت السفارة
اليابانية بمشاركة مميزة تمثلت في كتابة الاسماء العربية للجمهور باليابانية و قد
لاقت استحسان الجمهور، و اختمت بعرض سخي إذ قررت دعم أي كتاب مترجم من اليابانية
الى العربية بنسبة 80% من التكلفة .
·
شهد ثالث أيام المعرض فمفاجأة من العيار الثقيل إذ قامت إدارة المعرض بإلغاء
مشاركة الشبكة العربية و هي التي تعتبر من الدور الرائدة التي شهدت في السنوات
الماضية إقبالا كبيرا نتيجة اصداراتها النوعية، إدارة المعرض بررت الالغاء بمخالفة
الدار لشروط المعرض ، الامر الذي لم يقبله صاحب الدار نواف القديمي ، و قد لقي
القرار استياءا كبيرا من الجمهور .
·
دور هيئة الامر بالمعروف في المعرض كان هادئا جدا و أكتفى بالتنبيه للصلاة و
بعض الملاحظات البسيطة و لم يسجل اي احتكاك بينهم و بين الجمهور ، بل إن البيع كان
يستمر حتى في وقت الصلاة ، كما أن السيدات اللاتي اخترن كشف الوجه لم يلقين معارضة
كبيرة من الهيئة و تم الاكتفاء بتوجيه النصح الشفوي .
·
أما من يسمون بـ (المحتسبون) و هم متدينون ليس لهم صفة رسمية فقد كان لهم
حضور في بعض ايام المعرض حيث يقومون بالاعتراض العلني على اي كتاب يرون فيه مخالفة
للدين ، و قد توج هذا الدور –شبه المنظم- أحد المشايخ الذي حضر للمعرض من اجل
هذا الامر ، و قام بالاعتراض على تواجد مؤلفات محمود درويش في دار رياض الريس مما
تسبب في سحبها بالكامل من المعرض .
·
هنا يجب ان نسجل ان العديد من الكتب تم سحب تداول من المعرض رغم تواجدها في
البداية فيما يبدو أنها مجاملة من إدارة المعرض لأي احتجاج أو اعتراض يأتي من طرف
المحتسبين مما قد يهدد سمعة المعرض مستقبلا .
·
و قد حضرت واقعة حيث قام أحد –المحتسبين- بالاعتراض على وجود كتاب (كفري) من
وجهة نظره ، و هنا تدخل أحد اعضاء الهيئة و طلب منه التصرف بحكمة و التوجه لإدارة
المعرض لسحبه ، و كان –المحتسب- يجادل بقوله : انهم يعرضون الكفر علنا و تطلبون
منا الاحتساب سرا ، أين عزة الدين ؟؟؟!!
·
بعد شكوى عدد من الكتاب في عدم اتاحة الفرصة الكافية لهم لتوقيع كتبهم خلال
معرض العام الماضي ، نجد ان ادارة المعرض هذا العام نشطت لإرضاء الكل ، إذ استحدثت
الكثير من منصات التوقيع و سمحت لعدد كبير من الكتاب بتوقيع كتبهم وصل احيانا
لأكثر من عشرين كتابا في اليوم الواحد .
·
أما بالنسبة لسلوك الشراء لدى الجهمور فهو على حاله تقريبا ، فمازال السلوك
استهلاكي و تحضى الكتب العامة –غير التخصصية- و الادبية و خصوصا الروايات بالاقبال
الاكبر حسب الاحصاءات المنشورة.
·
النشاط الثقافي المصاحب للمعرض كان كثيفا و منوعا ، و قد سنحت لي الفرصة
لحضور أمسية شعرية لعدد من الشعراء و
مسرحية (يا ورد من يشتريك) ، و قد حضر ابني علاء مسابقة (ملك القراءة)
للاطفال ، و استطاع بفضل الله ان يحرز اللقب ، كما استفادت زوجتي من الاستشارات
المجانية المتوفرة في المعرض في عدد من المجالات القانونية و الاجتماعية و الطبية
.
·
لاحظت هذا العام ان التغطية الاعلامية و خصوصا من القناة الثقافية كانت مميزة
و تليق بالحدث .
·
و ختاما فإن لغة الارقام تقول ان معرض هذا العام زاره أكثر من مليوني شخص ،
طافوا بأكثر من تسعمائة دار ، حوت أكثر من ستمائة الف عنوان خدم بها نحو ألف و
ستمائة عارض ..