المنهج العلمي كأسلوب حياة
تغيرت حياة الانسان منذ اعتماده المنهج العلمي
كأساس معرفي في مختلف العلوم و المعارف الانسانية حيث اصبح تعلم المنهجية العلمية
ركن اساسي في التعليم العام في الدول الغربية و لكنه مازال محصورا في طي الكتب و
عدد من المختبرات العلمية في دول العالم الثالث و هنا يأتي الفرق ، فالتعليم العام
عندنا قائم على المعلومة الجاهزة و التلقين ، أما الجامعات فهي لا تختلف كثيرا عن
حال التعليم العام ، فبدل ان يتحول الطالب الجامعي الى باحث يتحول الى متلقي
للمعلومة الجاهزة ، و بدل الرجوع الى
المصادر العلمية يتحول للاعتماد على ملخصات المحاضر ، لذا من الطبيعي ان تجد
الجامعي عندنا لا يختلف في تفكيره عن الامي في تقبّل الخرافة و الايمان بالخزعبلات
.
في وضع كهذا حيث التعليم كما الحياة الاجتماعية
تكرس التجهيل و تقبل الخرافة و الايمان بالمنقولات دون مناقشة منهجية يأتي دور
الانسان الجاد في تعلم المنهج العلمي .
فأهمية المنهج العلمي ليس فقط في استخدمه الفني
في المعامل و المختبرات بل بتحويله الى اسلوب حياة للفرد العادي ليتخلص من
الاساليب المتخلفة التي تعتمد على الدجل و الخرافة .
فالمنهج العلمي يتعمد على المنطقية و اتباع القواعد
للوصول الى الحقيقة و ليس الاعتماد على القوالب الجاهزة و المعلومات المنقولة دون
تحقق ، و من أهم القواعد المنهجية كما وردت في كتب المنطق ككتاب (خلاصة علم المنطق
للفضلي) التي يجب ان تتحول الى سلوك يومي هي :
-
الشك في كل قضية حتى يثبت صدقها
-
تحليل الموضوع و تجزأته الى اقسام و اجزاء
-
البدء بالبحث بين الاجزاء الاصغر فالاكبر
-
استيعاب كافة اجزاء البحث
-
الا تتناقض اجزاء البحث
و كما أن هناك مناهج عامة فإن هناك مناهج فنية
متخصصة في شتى المعارف و العلوم .
عندما تعترض الانسان اي قضية أو يقرأ اي فكرة أو
يسمع أي خبر ، فإن المنهج العلمي يحتم عليه ألا يضع ما يتلقاه موضع الثقة و
التصديق التلقائي قبل المرور بعدة خطوات ، أولها يضعها موضع الشك و التساؤل و
يصيغها في سؤال واضح ، ثم بعد ذلك يضع فرضية تخمينية أولية تفسر أو تعلل الحادثة ،
ثم ينتقل الى اختبار هذه الفرضية و التأكد من سلامتها أو خطئها ، ثم رصد نتائج
البحث و الاختبار قبل ان يعيد التأكد و الفحص .
و عموما فالمناهج العلمية عديدة كالمنهج
الاستدلالي و المنهج الاستقرائي و المنهج الاستردادي و غيرها من مناهج يجدر ان
يتعلمها الانسان لتكون جزء من روتين حياته اليومية .
إن اعتماد المنهج العلمي كأسلوب حياة يفتح
للانسان آفاق كبيرة للمعرفة و يخلصه من الاوهام و المعتقدات الشعبية الرائجة ، و
لكنها في ذات الوقت تجعله يعيش حالة دائمة من القلق و الشك و مطادرة ازلية غير
منتهية بحثا عن الحقائق و المعارف .
إن الحياة في قلق البحث عن المعرفة خير من
الاستقرار و السكون في جهل الخرافة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق