الأربعاء، 8 يناير 2014

المنهج العلمي كأسلوب حياة

المنهج العلمي كأسلوب حياة



تغيرت حياة الانسان منذ اعتماده المنهج العلمي كأساس معرفي في مختلف العلوم و المعارف الانسانية حيث اصبح تعلم المنهجية العلمية ركن اساسي في التعليم العام في الدول الغربية و لكنه مازال محصورا في طي الكتب و عدد من المختبرات العلمية في دول العالم الثالث و هنا يأتي الفرق ، فالتعليم العام عندنا قائم على المعلومة الجاهزة و التلقين ، أما الجامعات فهي لا تختلف كثيرا عن حال التعليم العام ، فبدل ان يتحول الطالب الجامعي الى باحث يتحول الى متلقي للمعلومة الجاهزة  ، و بدل الرجوع الى المصادر العلمية يتحول للاعتماد على ملخصات المحاضر ، لذا من الطبيعي ان تجد الجامعي عندنا لا يختلف في تفكيره عن الامي في تقبّل الخرافة و الايمان بالخزعبلات .
في وضع كهذا حيث التعليم كما الحياة الاجتماعية تكرس التجهيل و تقبل الخرافة و الايمان بالمنقولات دون مناقشة منهجية يأتي دور الانسان الجاد في تعلم المنهج العلمي .
فأهمية المنهج العلمي ليس فقط في استخدمه الفني في المعامل و المختبرات بل بتحويله الى اسلوب حياة للفرد العادي ليتخلص من الاساليب المتخلفة التي تعتمد على الدجل و الخرافة .
فالمنهج العلمي يتعمد على المنطقية و اتباع القواعد للوصول الى الحقيقة و ليس الاعتماد على القوالب الجاهزة و المعلومات المنقولة دون تحقق ، و من أهم القواعد المنهجية كما وردت في كتب المنطق ككتاب (خلاصة علم المنطق للفضلي) التي يجب ان تتحول الى سلوك يومي هي :
-         الشك في كل قضية حتى يثبت صدقها
-         تحليل الموضوع و تجزأته الى اقسام و اجزاء
-         البدء بالبحث بين الاجزاء الاصغر فالاكبر
-         استيعاب كافة اجزاء البحث
-         الا تتناقض اجزاء البحث
و كما أن هناك مناهج عامة فإن هناك مناهج فنية متخصصة في شتى المعارف و العلوم .

عندما تعترض الانسان اي قضية أو يقرأ اي فكرة أو يسمع أي خبر ، فإن المنهج العلمي يحتم عليه ألا يضع ما يتلقاه موضع الثقة و التصديق التلقائي قبل المرور بعدة خطوات ، أولها يضعها موضع الشك و التساؤل و يصيغها في سؤال واضح ، ثم بعد ذلك يضع فرضية تخمينية أولية تفسر أو تعلل الحادثة ، ثم ينتقل الى اختبار هذه الفرضية و التأكد من سلامتها أو خطئها ، ثم رصد نتائج البحث و الاختبار قبل ان يعيد التأكد و الفحص .
و عموما فالمناهج العلمية عديدة كالمنهج الاستدلالي و المنهج الاستقرائي و المنهج الاستردادي و غيرها من مناهج يجدر ان يتعلمها الانسان لتكون جزء من روتين حياته اليومية .
إن اعتماد المنهج العلمي كأسلوب حياة يفتح للانسان آفاق كبيرة للمعرفة و يخلصه من الاوهام و المعتقدات الشعبية الرائجة ، و لكنها في ذات الوقت تجعله يعيش حالة دائمة من القلق و الشك و مطادرة ازلية غير منتهية بحثا عن الحقائق و المعارف .

إن الحياة في قلق البحث عن المعرفة خير من الاستقرار و السكون في جهل الخرافة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق