الخميس، 11 أكتوبر 2012

كتابي الضائع في قوقل

كتابي الضائع في قوقل


 



يستطيل الانترنت و أدواته الحديثة و يستعرض ليخطف منا حياتنا و يجعلنا مشدودين الى شاشات الكمبيوتر و الهواتف الذكية و بقية الاجهزة الحديثة ، و نغفل عن سؤال الفائدة و الهدر في سلوكنا المعرفي ..
عندما كنت طالبا في الجامعة كنت أحمل معي مذكرة صغيرة في جيبي أسجل فيها كل فكرة و سؤال و حيرة تقفز في ذهني ، حتى يحين موعد زيارة المكتبة في الجامعة فأغوص بين كتبها أبحث عن اجابة لتلك التساؤلات ، و كم مرة قادني ذلك البحث الى كتب جديدة و كتاب جدد و تفرعات معرفية جديدة لأخرج بأجابات كثيرة و أسئلة أكثر ، فيستحثني ذلك على المواصلة و القراءة و البحث ..
كانت لتلك طريقة متعة و روعة و احساس جميل لا يماثله سوى مشاعر فلاح يبتهج بأول حصاد زرعه ، غير أن أدوات الانترنت الجديدة و خصوصا ادوات قوقل في البحث و الموسوعات المعرفية على الشبكة العنكبوتية جعلت الوصول الى المعلومة أسرع و اسهل ، فماذا كسبنا أو خسرنا بوجود الانترنت و سهولة الوصول للمعلومة .
أولا كسبنا اختصار الوقت و سرعة المعرفة ، و لكن فقدنا متعة البحث و روعة الاستغراق بين الكتب ، فقدنا فسحة من الوقت نمنحها لعقولنا في التأمل و البحث عن اجابات منطقية أحيانا و غير منطقية في آحيايين أخرى .
لقد خلق الانترنت بيننا و بين الكتاب حاجزا نفسيا ، فلم يعد المصدر الاسرع و الاسهل للمعلومة و المعرفة ، لقد اصبحنا نقول في داخل انفسنا لماذا نقرأ الكتب الدسمة فيما الوجبات السريعة على الانترنت متوفرة و سهلة .
صحيح ان استخدام الانترنت و وسائله الحديثة اسرع للوصول للمعلومة و لكن مشكلته أنه مليئ بالمغريات الصارفة عن متابعة القراءة كمواقع التواصل الاجتماعي ، و المشكلة الاخرى أنه يجعلنا نعيش الغربة عن مصدر المعرفة الاصلي و هو الكتاب .
راقب سلوكك هل قلت قراءتك للكتب أم زادت منذ أقتنيت جوال حديث أو أحد اجهزة التقنية الحديثة  ، و الاجابة المخلصة ستجيبك عن آخر كتاب قرأته ثم ضاع في قوقل ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق