الشباب في زمن الفتن
يمتلئ تراثنا الروائي بالكثير من احاديث الفتن و حوادث آخر الزمان ، و هي ليست بعيدة عن الواقع المعاصر اليوم ، فالفتن تكاد تطل برأسها بشتى الصور و الاشكال في كل مجال فكريا و ثقافيا و اجتماعيا و سياسيا و اقتصاديا ، كما أن الصراع الفتنوي لم يعد محصورا بل تعدد دينيا و طائفيا و فئويا و توجهات و تيارات و خطوط ، و الاشتباك اصبح على اشده و الناس بلغت حد التوتر الساخن .
ولكن السؤال ما هو واجب الشباب في زمن الفتنة هذا ؟؟
و لا نحتاج لكثير تفكير فالجواب جاهز لدى امير المؤمنين و سيد الحكماء علي -عليه السلام- إذ يقول: (كن في الفتنة كابن اللبون: لا ظهر فيُركب، ولا ضرع فيُحلب)
و أبن اللبون صغير الابل فظهر ضعيف لا يمكن ركوبه و لم يبلغ سن النضج فيمكن ان يحلب .
إن الفتن التي تدور اليوم في محيطنا و من حولنا هي صراعات في أغلبها لا حق فيها و لا باطل ، لذا يجدر بشبابنا التحلي بأقصى درجات الوعي و الفطنة ، فلا يكون حطبا في حريق لا يخرج منها بشيء ، و لا يأخذنا الحماسة و الفتوة فتركب بنا مهاوي التهور .
و هنا لا ندعو الى السلبية و الركون الى الخمول و التبلد و كأن شيئا مما حولنا لا يعنينا ..
مطلوب من الشباب الترقي في درجات الوعي و التفكير العميق ، عليه ان يعرف حقائق الامور و دقائقها فكثير مما يصلنا في وسائل الاعلام المختلفة و الالكترونية بالذات غالبا ما يكون مشوها أو منقوصا أو مكذوبا أو محذوفا منه بقصد لها مآربها .
نرى بين فينة و أخرى ظواهر متشنجة في مجتمعنا تحتاج منا الى التفكر بعقلانية و العمل على تجاوز المجتمع لتلك الظاهرة بدل الدخول في الصراع و الانتصار لطرف في وجه طرف آخر .
مجتمعنا بحاجة الى كل الشباب الواعي و المثقف ، يوجد الكثير مما يمكن أن نخدم به مجتمعنا بعيدا عن تلك الفتن و الصراعات التي لا تفيدنا ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق