الأربعاء، 18 فبراير 2015

عرض كتاب القراءة المنسية

عرض 
كتاب القراءة المنسية
اعادة قراءة نظرية اﻻئمة اﻻثنا عشر علماء ابرار
نتيجة بحث الصور عن كتاب القراءة المنسية


 (1)

كتاب القراءة المنسية، إعادة قراءة نظرية اﻻئمة اﻻثنا عشر علماء ابرار، للدكتور محسن كديور، وهو رجل دين شيعي ايراني من محافظة فارس جمع بين الدراسة اﻻكاديمية في الهندسة الكهربائية الى جانب الحوزوية التي التحق بها بعد الثورة اﻻيرانية فدرس في قم على  يد اكابر علمائها انتهاءا بالشيخ منتظري الذي منحه اجازة اﻻجتهاد عام 1997.
و اكمل دراسته اﻻكاديمية في جامعة تربيت مدرس حتى نيله شهادة الدكتوراه في الفلسفة اﻻسلامية عام 1999م، و الى جانب نشاطه العلمي كان له نشاط اجتماعي سياسي انتهى به الى السجن.

له ثلاثة عشر مؤلفا كلها باللغة الفارسية ..
منها : ..
-
الفكر السياسي في اﻻسلام
-
ثمن الحرية ..عن مدافعاته ابان محاكمته
-
مناظرات التعددية الدينية  .. مشتركا مع سروش
-
التقليد و المنهج العلمي .


(2)

في الكتاب الذي بين ايدينا (القراءة المنسية)يتكون من فصل رئيس و مقالات اخرى.

الفصل اﻻساسي و الذي يقع في خمسة و ستون صفحة تقريبا يحاول الكاتب مقاربة ما يعتقد انها النظرية الشيعية الصحيحة في التعامل مع الامامة، و يزعم انها نسيت بفعل عوامل عدة، بل و يشير الى امر خطير و هو ان كتب القائلين بهذه القراءة لم تصلنا ﻷسباب مجهولة و لم نكن لنعرف آرائهم لوﻻ كتب مخالفيهم الذي ردوا عليهم و ناقشوا افكارهم..

يقول كديور ان النظر الى اﻻمامة تغير تدريجيا خلال القرنين الثالث و الخامس الهجريين حيث بدأ الغلو و التفويض يتسلل الى المرويات الشيعية وصوﻻ الى تأليه اﻻئمة، فبعدما كان تيار المفوضة في بداية القرن الثالث تيارا معزوﻻ اصبح يمثل العقيدة الرسمية للتشيع، و اصبح من السائد سبغ صفات فوق بشرية على اﻻئمة و ادعاء العصمة و علم الغيب لهم.
و اختفت النظرية التي كانت رائجة في عصور اﻻئمة انفسهم و كما نظر اليهم اقرب خواصهم وهي انهم علماء ابرار.

ثم يضع كديور ثلاثة اسئلة رئيسية هي محاور بحثه ﻻزالة الغبار عن قراءة مضى على نسيانها الف عام.

اﻻسئلة هي:

-
ما هي الشواهد و القرائن الموثوقة في كتب الشيعة المعتبرة على وجود هذه القراءة البشرية للامامة؟

-
اي من علماء الشيعة و اصحاب اﻻئمة كان لديه مثل هذه القراءة البشرية للامامة؟

-
ماهي خصائص اﻻمامة و مميزاتها في القراءة البشرية؟


(3)

في بحثه عن وجود شواهد و قرائن تدل على وجود القراءة البشرية للامامة في المصادر الشيعية المعتبرة ... يذكر كديور ثلاثة شواهد..

اﻻول:
في مقدمة كتاب تنقيح المقال في احوال الرجال للمحقق المامقاني ت1351هـ..
الذي يقول في معالجته لاتهام بعض الرواة بالغلو ما نصه.. (و ان اكثر ما يعد اليوم من ضروريات المذهب في اوصاف اﻻئمة عليهم السلام كان القول به معدودا في العهد السابق من الغلو)
الثاني:
ينقل عن الوحيد البهبهاني ت1205هـ في كتابيه الفوائد الرجالية.. و التعليقة على منهج المقال..
(اعلم ان الظاهر ان كثير من القدماء ...كانوا يعتقدون ان للائمة منزلة خاصة من الرفعة و الجلالة...وما كانوا يجوزن التعدي عنها .وكانوا يعدون التعدي ..ارتفاعا و غلوا)

الثالث:
ينقل عن الشهيد الثاني قوله في بيان اﻻصل اﻻعتقادي الثالث وهو النبوة( وهل يعتبر في تحقيق اﻻيمان التصديق بعصمته و طهارته و ختمه اﻻنبياء...و يحتمل اﻻكتفاء بما ذكرناه من التصديق اجماﻻ).
ثم يثبت اﻻيمان اﻻجمالي للامامة بنفس المنهج.
ثم يعلق كديور بقوله ان معنى هذا الكلام ان اﻻيمان بتفاصيل النبوة و اﻻمامة كالعصمة و غيرها ليس ﻻزما، و لم يكن القدماء يرونها من ضروريات المذهب..


يخلص كديور الى وجود نظريتين في الفكر الشيعي ..
1-
نظرية العلماء اﻻبرار
2-
نظرية اﻻئمة المعصومين

عن اﻻولى يقول انها النظرية التي كانت سائدة حتى اواخر القرن الرابع الهجري.
و تفرق هذه النظرية بين النبي و اﻻمام في ان اﻻول ينصب من الله بينما اﻻمام  نصب بشري.  و ان النبي معصوم و اﻻمام غير معصوم.. و ان النبي يتلقى الوحي بينما علم اﻻمام كسبي.
و يخلص الى :
-
ان اﻻمام ينصب و يعين اﻻمام الذي بعده
-
ليس لدى اﻻئمة علم غير اكتسابي او علم غيب.
-
 بالرغم من ان اﻻئمة كانوا اكثر الناس تهذيبا اﻻ ان العصمة من مختصات النبي.

و عن نظرية اﻻئمة المعصومون
يقول كديور انها كانت موجودة منذ زمن اﻻئمة اﻻ انهم تصدوا لها و نفوها..
و ابرز افكارها.
ان اﻻئمة مثل النبي منصوبون من الله و لهم العصمة مثله و لهم العلم اللدني غير اﻻكتسابي و علم الغيب.
وهذا يعني ان الدين ﻻ يكتمل اﻻ باﻻمامة و هم استمرار لها مع تغير الشخوص.

(4)

يورد كديور نماذج من العلماء الشيعة الذين قالوا بنظرية العلماء اﻻبرار.. و منهم..

1-
ابن الغضائري و هو من علماء القرن الخامس..
و تميز ابن الغضائري بتضعيفه لجماعة كبيرة من رواة اﻻحاديث بسبب الغلو واﻻرتفاع في المذهب و اهل البيت، و كان منهجه ليس معتمدا على الشهادة و السماع انما يدرس المتون فما يرى فيها ارتفاعا في العقائد وصف رواتها بالكذب و الوضع.

2-
ابن الجنيد اﻻسكافي من علماء القرن الرابع..

نقل كديور كلاما طويلا عن رأي ابن الجنيد الذي كان يذهب الى ان علم اﻻئمة كسبي و قولهم رأي و قياس و ليس وحيا او علما لدنيا كما الحال مع النبي.. فيقول (كلام اﻻئمة رأي لهم)
و قد اورد ما قرره بعض العلماء كالسيد المرتضى و السيد بحر العلوم في مناقشة رأيه و الرد عليه .
او اﻻعتذار له كقول الشيخ السروي(والظاهر انه قد زلت لهذا الشيخ المعظم قدم في هذا الموضع.."اي في موضع صفات اﻻئمة"..)


3-
متكلمو الشيعة في القرن الثالث الهجري و منهم : ابن قبة الرازي و ال نوبخت ..

و نقل كديور من دراسة مفصلة بعنوان مذهب في طور التكامل (ثلاثة مجلدات) لمدرسي طباطبائي يشرح رأي ابن قبة و نقل ما رواه الصدوق على لسانه اﻻتي(...و اﻻمام لم يقف على كل هذه التخاليط التي رويت ﻻنه ﻻ يعلم الغيب، انما هو عبد صالح يعلم الكتاب و السنة،ويعلم من اخبار شيعته ما ينهى اليه )
و عليه بإنه ينفي علم اﻻئمة بالغيب و ان كان يقر لهم بعض الصفات الفوق بشرية.. و مثله ال نوبخت.


4-
مشايخ قم (القميون) في القرنين الثالث و الرابع الهجريين.. و من ابرزهم الشيخ الصدوق..
و بعد مقدمة عن قم و ابرز القميين اﻻوائل و منهجهم الصارم في الرواية..
ينقل لنا ما قاله الصدوق عن شيخه ابن الوليد حيث يقول (...اول درجات الغلو نفي السهو عن النبي...)
و يقول الصدوق (ان الغلاة و المفوضة لعنهم الله ينكرون سهو النبي ...)
و يقول(هذا هو اﻻذان الصحيح ﻻ يزاد فيه و ﻻ ينقص و المفوضة لعنهم الله وضعوا اخبارا و زادوا في اﻻذان محمد وال محمد خير البرية مرتين ...و في بعض رواياتهم اشهد ان عليا ولي الله مرتين...)




هناك تعليق واحد: