الخميس، 4 ديسمبر 2014

الصلة بين التصوف و التشيع



عرض كتاب 



الصلة بين التصوف و التشيع




للدكتور كامل مصطفى الشيبي 





التعريف بالكتاب :
كتاب الصلة بين التصوف و التشيع للدكتور كامل مصطفى الشيبي الحاصل على الدكتواه في الفلسلفة من جامعة كامبريدج ، و استاذ الفلسفة الاسلامية في كلية الاداب بجامعة بغداد ، صدر في سنة 1963-1964 -1966 حيث صدر على ثلاثة اجزاء ، و الطبعة الثالثة (التي بين أيدينا)  في سنة 1982  في جزئين :
الجزء الاول بعنوان : العناصر الشيعية في التصوف ، و عدد صفحاته مع الفهارس و المراجع 663 صفحة .
الجزء الثاني بعنوان : النزعات الصوفية في التشيع ، و عدد صفحاته مع الفهارس و المراجع 535 صفحة .

يتميز هذا الكتاب بأنه أولا جهد بحثي رصيد بذل فيه الكاتب جهدا كبيرا في تقصي مسألة شائكة هي العلاقة بين فكرين أو تيارين اسلاميين كبيرين هما التصوف و التشيع ، و اساس هذا الكتاب كما يشير المؤلف أنه بحث لنيل درجة الماجستير استغرق إعداد اصله خمس سنوات ثم أنه تابع البحث فيه و الاضافة عليه على مدى ست سنوات اضافية ليعود من جديد فيضيف عليها ثلاث سنوات اخرى بغرض الخروج به في أبهى حلة فتمت اربعة عشر سنة فأثمرت كتابا قيما يتضح جهد المؤلف فيه .
لذا فإنك تجد أن الكتاب يحمل لغة بحثية رصينة و غنى كبير بالمراجع و المصادر المتنوعة و الكثيرة و كما كبيرا من النصوص التي تخدم البحث مع ارجاع القارئ لمصدرها الاصلي .

وضع الكاتب الجزء الاول من الكتاب في اربعة ابواب غنية بالفصول الهامة
فالباب الاول كان بعنوان التشيع : درس فيه المؤلف التشيع تعريفه و تأسيسه و مراحل تطوره و تشعبه و تفرعه حتى استقراره في صورته الحالية غير مغفل لدور الغلاة في تاريخه و دور الائمة في محاربة هذه التيارات و الحفاظ على اصوله ، مستعرضا أبرز اوائل الشيعة كسلمان و ابوذر و عمار  مركزا على جوانب الزهد و التصوف في حياة كل واحد منهم  ، كما أفرد جزءا للحديث عن الامام علي  و ما له من خصائص و مزايا وما لحقه من اسطرة و خرافات .
ثم يعرض لما لحق الشيعة من استضعاف بعد مقتل الامام علي وصولا الى محطة كربلاء التي كانت محورية في تاريخ التشيع ، و ما حدث بعدها من توالد فرق الشيعة و دخول الغلاة على خط التشيع مستعرضا ابرز اسمائهم و موقف الائمة منهم .
قبل أن يعود لتطور التشيع و أبرز الحوادث التي واجهها الائمة في حياتهم متحدثا بإسهاب عن ابرز الانشقاقات على التشيع كالزيدية و الاسماعيلية و غيرها .

و في الباب الثاني : جاء التعريف بالزهد الذي عرفه الاسلام في تاريخه المتقدم  فالزهد هو اصل التصوف، و حرص الباحث على استقصاء حالة الزهد في حواضنه المعروفة .. الكوفة و البصرة و الشام و خراسان و مصر ، محللا للدوافع النفسية و الاجتماعية التي شكلته ، معرفا برموزه و دعاته و أثرهم في التاريخ الاسلامي .
يدخل الكاتب في تفاصيل الزهد الذي ظهر على شكل لبس الصوف في الكوفة في اشارة لمعارضة حياة البذخ و الترف التي كانت سمة الامويين  فهي معارضة دينية و سياسية في ذات الوقت.
و يبحث الكاتب في أول من سمي بالصوفي و هو جابر ابن حيان الكيميائي المعروف مناقشا هذه الفكرة و حقيقتها ، الى جانب اسمين آخرين هما ابوهاشم الكوفي و عبدك الصوفي .
و من الكوفة ينتقل الى البصرة دارسا أحوال الزهد فيها متعرضا الى الحسن البصري ثم رابعة العدوية رائدة الحب الصوفي وصولا الى عبدالواحد بن زيد فمالك ابن دينار.
و منها الى الشام مستفتحا في البداية بزهد الرهبان المسيحيين الذين اضطهدهم الرومان قبل التحول الى المسيحية و أثره فيها ، ثم بالانتقال الى البيئة الشامية و أثر الامويين فيها ، مرورا بسيرة عمر ابن عبدالعزيز الحاكم الاموي الزاهد ، ثم ابو سليمان الداراني و خاتما بكعب الاحبار .
و بعدها انتقل الى البحث في الزهد الفارسي مستعرضا الحياة في خراسان و طبيعتها الثقافية و الدينية ، ثم عرض حياة زهادها منهم ابراهيم ابن ادهم ، و شقيق البلخي .
و ختاما الزهد في مصر ، مبتدءا بالارث الثقافي و الديني الفرعوني و المسيحي قبل الاسلام ، ومن ثم تطرق للاثر الاسلامي و معددا ابرز زهادها الليث ابن سعد و الحسن ابن خليل .

في الباب الثالث : بدأ البحث عن التصوف مجترحا أول تماس بينه و بين التشيع في مسألة الولاية و الامامة ، ثم محللا صلة التقاليد الصوفية بالتشيع و أئمته .
يعتبر الكاتب ان التصوف و التشيع يلتقيان في جعل الامام علي رأسا و زعيما له ، و قتبسين من حياة الائمة الاثني عشر كل دلالة على طريقهما ، و أن فكرة الولاية في التشيع هي فكرة القطب في التصوف.
لكن التصوف فتح الباب لغير ال البيت بتقلد الولاية و الخروج الى غيرهم ، مستعرضا الاولياء من التصوف كمعروف الكرخي و ذو النون المصري والحسين الحلاج و ابن عربي .
ثم يعدد الكاتب مقومات الولاية عند الصوفية و هي العلم و العصمة  و الكرامة و الشفاعة .
ثم يعقد فصلا لدراسة النظم و التقاليد الصوفية و صلتها بالتشيع ، و يختم بفصل في دراسة العالم الصوفي الروحي في التصوف المتأخر .


و أخير في الباب الرابع يتطر الكاتب الى ظاهرة الفتوة و الملاتية التي برزت في العالم الاسلامي شارحا خلفيتها المبثقة من فتوة الامام علي و تطورها و سلوكياتها التي عرفت بها  .
و يبدأ ببحث (الفتوة) في القرآن الكريم و الفتوة عند العرب ، قبل ان يتطرق الى بدء الفتوة كظاهرة جديدة في الكوفة حيث تقوم على خلق الرجولة و الارتقاء عن الانتهازية و الحرص على مطابقة الظاهر للباطن .
و مستعرضا بعدها الفتوة في الحواضن الاسلامية .
و من الى الملاتية و تطورها و تعدد اشكالها .


أما في الجزء الثاني من الكتاب فقد فرقه المؤلف في سبعة فصول :
الفصل الاول خصصه لدراسة التشيع من بدئه حتى غيبة المهدي و هو تلخيص لما ورد في الجزء الاول
أما الفصل الثاني فقد سبر غمار دراسة أوضاع الشيعة من غيبة المهدي حتى سقوط بغداد على يد التتار .
فيبدأ في الفصول الثالث و الرابع و الخامس بتقصي أحوال التشيع بعد سقوط بغداد و في العهد الايلخاني حتى العهد التيموري مستعرضا حال التشيع خارج الحواضن التاريخية و ذلك في الشام و مصر .
و يركز على تطور الفكر الشيعي في العهد التيموري مستعرضا ابرز الاسماء التي أثرت في العلاقة بين التشيع و التصوف كـ فضل الله الاسترابادي و نعمة الله الولي  و الحافظ البرسي و أحمد بن فهد الحلي و محمد بن فلاح زعيم المشعشعين  و نور بخش  و الواعظ الكشفي  و أخيرا ابن ابي جمهور الاحسائي .
ثم يخصص الكاتب الفصل السادس لدراسة التشيع في عهدي السلاجقة و العثمانيين .
و يختم بالفصل السابعة بالتشيع في ايران أيام الصفويين .











ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق