الأحد، 9 نوفمبر 2014

الدالوة ... كي لا تضيع دمائهم

الدالوة ... كي لا تضيع دمائهم



اليوم و قد وّريت جثامين شهداء الدالوة الثرى بعد أيام على المذبحة المفجعة ليلة عاشوراء و قد هزت اركان المجتمع .. و لم يبق اليوم سوى أنين الاحبة الفاقدين و نواح الامهات الثكلى .. هل سننسى هذه الفاجعة ؟؟
نحن مجتمعات سريعة النسيان رغم كثرة الحوادث المفجعة و ردات الفعل الكبيرة  إلا أننا سرعان ما نطويها بالنسيان و نعود الى روتين الحياة اليومي و تحل محل تلك الحادثة حوادث أخرى .

ما يهمنا اليوم لا ما حدث .. و لكن ما بعد الحدث .. و هنا اشير الى عدة أمور

التأهب و التحرز
بالرغم من الجهود المشكورة التي بذلتها وزارة الداخلية في سرعة القبض على الجناة وتتبعهم عبر عمليات أمنية خاطفة إلا ان هذا لا يعني أن نركن و نضع الحمل كله على الاجهزة الرسمية فنحن كمواطنين علينا دور ضروري في منع تكرار حادثة الدالوة في اي مكان آخر .. لذا يجب المبادرة الى تأمين أماكن العبادة من مساجد و حسينيات من خلال وضع كاميرات امنية و توفير حمايات من أفراد يمتلكون الحس الامني و تأمين المداخل و المخارج بشكل يمنع المتسللين من الدخول و التعاون من اجهزة الامن خلال المواسم الدينية .

مكافحة التحريض
أصبح من الضرورة الان ان نحصن الجبهة الداخلية خصوصا في نقاط التماس بين السنة و الشيعة كالاحساء .. و من أهم الخطوات الضرورية هو مكافحة التحريض ..
إذا كان البعض يرى أن اصدار قانون في هذا الشأن هو السبيل لذلك فإني ارى ان القانون مفيد على المدى البعيد أما الان فإن التواصل مع الجهات التنفيذية من وزارات و هيئات هي الخطوة السليمة .. فبيان أو خطاب واحد صادر من جهة حكومية ما يمكنه أن يقوم بالكثير .. كما حدث الجمعة الماضية عندما وجه وزير الشؤون الاسلامية لخطباء الجمع فرأينا معظم الخطباء يحث على السلم و المحبة بين المواطنين .
كما أن نخب و أفراد الطائفيتن مطالبين بتعزيز التواصل و التلاقي و التلاحم على ارض الواقع ليكون محاصرة التحريض واقعيا على الارض .

دفع الفتنة
ان المؤشرات الاولية تقول ان منفذي عملية الدالوة ينتمون لفكر القاعدة و الدواعش إلا أن الاتكال على هذا الظن لا يكفي .. فإذا كان الهدف من العملية أشعال فتنة طائفية في البلاد فإن المستفيد من هذه الفتنة أطراف كثيرة و ليس الدواعش وحدهم بل أن دولا معادية و حاقدة قد يكون لها ضلع في دعم و تحريك هؤلاء .. و هذه الجهات لا يبدو أنها ستتوقف عن مساعيها الخبيثة.
إن مخطط الفتنة خطر كبير .. لو وقع لكان وقعه على الشيعة أشد من السنة كونهم الاقلية .. لذا فالعمل على دفع هذا الضرر ضرورة ملحة أكثر من التفكير بمكاسب في هذه اللحظة العصيبة.
إن بعض الاصوات التي عابت على المشايخ و الوجهاء عدم تقديم طلبات و مكاسب من المسؤولين أثناء زيارتهم للمنطقة غفلوا أننا أمام خطر محدق يجب دفعه بالتأكيد على قوة النسيج الوطني .. و لسنا أمام مغنم لنقايض دم الشهداء بمكاسب ما .

تخليد الذكرى
يجب ان نتذكر هذه الحادثة كل يوم .. و نوصلها الى اقاصي الارض .. فالعمل يبدأ اليوم على المستوى الاعلامي و الثقافي لمشوار طويل كي لا ينسى أحد هذه الفاجعة .. و هذه الحادثة تتحمل عشرات و ربما مئات الافلام القصيرة التي تحمل قصص الشهداء و توثق الحدث الى جانب الادب في الشعر و القصة و المقالات الخ.. و الاحساء لا ينقصها المبدعون في شتى المجالات .

الاحساء ما بعد شهداء الدالوة ليست كما قبلها ... قضى الشهداء ما عندهم و افضوا الى ربهم فلا تضيعوا دمائهم ..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق