الأربعاء، 18 ديسمبر 2013

التقنية و الطفل


التقنية و الطفل




في الوقت الذي تربى فيه معظم آباء هذه الايام على الألعاب الشعبية و الفلكلورية التي هي من صميم ثقافة و سلوك و تراث الآباء و الأجداد يقضي الابناء ساعات من اللعب بعيدا عن خلفيتهم التراثية و الثقافية.
الإشكالية هي أننا اليوم نستقبل تقنية ألعاب الفيديو التي لم نصنعها و لا تشبه ثقافتنا و تراثنا لنربي عليها ابنائنا مما يخلق حالة من الإنفصال المبكر بينهم و بين تراثهم و يعطي أستعداد مبكر لتقبل كل ما هو وافد من خارج هذه الثقافة .
 المشكلة الكبيرة أننا نلمس أثر هذه التقنية على أطفالنا في سلوكهم و تصرفاتهم بل وعلى تحصليهم الدراسي ، و المشكلة الأكبر أن هذه التقنية أقوى بمراحل منا كمجتمع سلبي غير منتج لذا نعجز عن مواجهتها ، بل أن محاولة رفضها ضرب من العبث ، فما الحل ؟.
الحل في ظل غياب البديل هو الموازنة فقط ، و وضع بعض القوانين لضمان الحد الأدنى من التأثير السلبي .
و هنا سأقترح بعض الأفكار العملية :
-         تحديد أوقات لممارسة الاطفال لألعاب الفيديو
-         تحديد مدة اللعب بالألعاب الحديثة وفقا لسن الطفل
-         المزاوجة بين الألعاب الحديثة و الألعاب الحركية و العملية
-         مشاركة الاباء و الامهات أطفالهم اللعب
-         مكان اللعب يجب أن يكون في غرفة الجلوس و البعد عن غرف النوم
-         توفير المفيد من الألعاب الحديثة كي لا يبحث الطفل عما قد يضره
-         من الضروري أكتشاف الآباء لمواهب و هوايات أبنائهم و تشجيعهم لتطويرها كبديل عن التفاعل السلبي مع التقنية .

     أطفالنا و مستقبل التقنية 

     قامت إحدى المجالات المتخصصة في المجال التقني بعمل استطلاع بعنوان (كيف ستؤثر التقنية على حياتنا في المستقبل) ، و قد استطلعت المجلة أفكار كبار المهندسين في كبريات الشركات العاملة في المجال التكنولوجي ، أفكار هؤلاء المهندسين -وهي مازالت مجرد أفكار- إلا أن اقل ما يمكن التعبير عنها أنها مذهلة .
     العالم اليوم يتقدم بسرعة نحو المزيد من الاعتماد على التقنيات الحديثة و التي ستؤثر بشكل مباشر في نمط حياة الانسان العادي، و من البديهي أن يكون الطفل أكثر فئات المجتمع تأثرا بها .


     في الغرب هناك قلق كبير من الهوس بالتكنولوجيا لذا خرجت العديد من افلام الخيال العلمي التي تتنبأ بسيطرة التقنية على الانسان و أنها ستحكمه و تحدد له جميع قراراته بأعتباها عقلانية بحتة بخلاف الانسان الذي تتأثر قراراته بعواطفه و مشاعره ، و بطبيعة الحال فإن تلك الافلام غالبا ما تنتهي بتحرر الانسان من التقنية و يتنصر على الالة لضرورة رسم النهاية الرومانسية .







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق