التقنية و الطفل
في الوقت الذي تربى
فيه معظم آباء هذه الايام على الألعاب الشعبية و الفلكلورية التي هي من صميم ثقافة
و سلوك و تراث الآباء و الأجداد يقضي الابناء ساعات من اللعب بعيدا عن خلفيتهم
التراثية و الثقافية.
الإشكالية هي
أننا اليوم نستقبل تقنية ألعاب الفيديو التي لم نصنعها و لا تشبه ثقافتنا و تراثنا
لنربي عليها ابنائنا مما يخلق حالة من الإنفصال المبكر بينهم و بين تراثهم و يعطي
أستعداد مبكر لتقبل كل ما هو وافد من خارج هذه الثقافة .
المشكلة
الكبيرة أننا نلمس أثر هذه التقنية على أطفالنا في سلوكهم و تصرفاتهم بل وعلى
تحصليهم الدراسي ، و المشكلة الأكبر أن هذه التقنية أقوى بمراحل منا كمجتمع سلبي
غير منتج لذا نعجز عن مواجهتها ، بل أن محاولة رفضها ضرب من العبث ، فما الحل ؟.
الحل في ظل غياب
البديل هو الموازنة فقط ، و وضع بعض القوانين لضمان الحد الأدنى من التأثير السلبي
.
و هنا سأقترح بعض
الأفكار العملية :
- تحديد أوقات لممارسة
الاطفال لألعاب الفيديو
- تحديد مدة اللعب
بالألعاب الحديثة وفقا لسن الطفل
- المزاوجة بين
الألعاب الحديثة و الألعاب الحركية و العملية
- مشاركة الاباء و
الامهات أطفالهم اللعب
- مكان اللعب يجب أن
يكون في غرفة الجلوس و البعد عن غرف النوم
- توفير المفيد من
الألعاب الحديثة كي لا يبحث الطفل عما قد يضره
- من الضروري أكتشاف
الآباء لمواهب و هوايات أبنائهم و تشجيعهم لتطويرها كبديل عن التفاعل السلبي مع
التقنية .
أطفالنا و مستقبل
التقنية
قامت إحدى المجالات المتخصصة في المجال التقني بعمل استطلاع
بعنوان (كيف ستؤثر التقنية على حياتنا في المستقبل) ، و قد استطلعت المجلة أفكار
كبار المهندسين في كبريات الشركات العاملة في المجال التكنولوجي ، أفكار هؤلاء
المهندسين -وهي مازالت مجرد أفكار- إلا أن اقل ما يمكن التعبير عنها أنها مذهلة .
العالم اليوم يتقدم بسرعة نحو
المزيد من الاعتماد على التقنيات الحديثة و التي ستؤثر بشكل مباشر في نمط حياة
الانسان العادي، و من البديهي أن يكون الطفل أكثر فئات المجتمع تأثرا بها .
في الغرب هناك قلق كبير من الهوس
بالتكنولوجيا لذا خرجت العديد من افلام الخيال العلمي التي تتنبأ بسيطرة التقنية
على الانسان و أنها ستحكمه و تحدد له جميع قراراته بأعتباها عقلانية بحتة بخلاف
الانسان الذي تتأثر قراراته بعواطفه و مشاعره ، و بطبيعة الحال فإن تلك الافلام غالبا
ما تنتهي بتحرر الانسان من التقنية و يتنصر على الالة لضرورة رسم النهاية
الرومانسية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق