طقوس
أم شعائر
2/2
الاساس الذي يتم الانطلاق منه لإحياء الذكرى هو
حرص النبي عليه الصلاة و السلام و أهل بيته على إبقاء الثورة الحسينية حاضرة
بحرارة و لكن شكل الاحياء ظل مفتوحا وفق ما يسمح به ظروف الزمان و المكان ، كما ان
الاحياء عندهم كان دائما مرتبط بالأهداف التي انطلق منها الحسين ، فلم يكن هناك في
اي وقت دعوة لإحياء الذكرى بشكل منفصل عن
الاهداف الحسينية .
في ضوء الحماس لإحياء ذكرى شهادة الامام الحسين
عليه السلام ظهرت الكثير من الممارسات و ظهر لها عنوان عام هو (الشعائر الحسينية) إن
من اطلق مصطلح "الشعائر" على تلك الممارسات يحمل في قلبه نية طيبة في
تشجيع الناس على احياء الذكرى و لكنه بلا قصد جعل الاحياء قوالب جامدة إذا أضفى
عليها هالة القداسة التي تتصل بها بصلة .
إن مصطلح "الطقوس" هو اقرب الى الواقع
من مفردة "الشعائر" فالطقوس هي مجموعة من الاعمال و الافعال التي يؤديها
الشخص منفردا أو جمعيا وفق أداء محدد و متكرر زمانا بشكل رمزي للإشارة الى مفهوم
ما ، و تحفل البشرية باختلاف طوائفها و أديانها بطقوس تتسم بالقداسة و التراث .
إن توصيف واقع احياء ذكرى عاشوراء اليوم بالطقوس
هو توصيف حال و لا نعني به الاساءة الى تلك الممارسات بل هي محاولة للوصول الى
التوصيف الحقيقي بعيدا عن عواطفنا و إنفعالاتنا ، كما اننا لسنا في وارد الحديث عن
الحكم الشرعي فهو في مجاله الخاص .
و ختاما فإن (تطقيس الاحياء) أوتقدس الطقوس التي تقام في عاشوراء يضر القضية أكثر مما
ينفعها ، فإن الحاجة اليوم هي لإحياء الذكرى وفق لغة العصر و مفاهيم هذا الزمن
المتحضر وصولا الى النتيجة الاهم و هي تحقيق اهداف الثورة الحسينية ، و مع هذا كله
فإن الحرية يجب أن تكون مكفولة للجميع ليمارس إحياء الذكرى بالصورة التي يراها
مناسبة له و تحقق البعد الروحي و العاطفي الذي يعيشه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق