الخميس، 5 ديسمبر 2013

طقوس أم شعائر ...2/2

طقوس أم شعائر
2/2



الاساس الذي يتم الانطلاق منه لإحياء الذكرى هو حرص النبي عليه الصلاة و السلام و أهل بيته على إبقاء الثورة الحسينية حاضرة بحرارة و لكن شكل الاحياء ظل مفتوحا وفق ما يسمح به ظروف الزمان و المكان ، كما ان الاحياء عندهم كان دائما مرتبط بالأهداف التي انطلق منها الحسين ، فلم يكن هناك في اي وقت دعوة لإحياء الذكرى بشكل  منفصل عن الاهداف الحسينية .
في ضوء الحماس لإحياء ذكرى شهادة الامام الحسين عليه السلام ظهرت الكثير من الممارسات و ظهر لها عنوان عام هو (الشعائر الحسينية) إن من اطلق مصطلح "الشعائر" على تلك الممارسات يحمل في قلبه نية طيبة في تشجيع الناس على احياء الذكرى و لكنه بلا قصد جعل الاحياء قوالب جامدة إذا أضفى عليها هالة القداسة التي تتصل بها بصلة  .

إن مصطلح "الطقوس" هو اقرب الى الواقع من مفردة "الشعائر" فالطقوس هي مجموعة من الاعمال و الافعال التي يؤديها الشخص منفردا أو جمعيا وفق أداء محدد و متكرر زمانا بشكل رمزي للإشارة الى مفهوم ما ، و تحفل البشرية باختلاف طوائفها و أديانها بطقوس تتسم بالقداسة و التراث .

إن توصيف واقع احياء ذكرى عاشوراء اليوم بالطقوس هو توصيف حال و لا نعني به الاساءة الى تلك الممارسات بل هي محاولة للوصول الى التوصيف الحقيقي بعيدا عن عواطفنا و إنفعالاتنا ، كما اننا لسنا في وارد الحديث عن الحكم الشرعي فهو في مجاله الخاص  .

و ختاما فإن (تطقيس الاحياء) أوتقدس الطقوس  التي تقام في عاشوراء يضر القضية أكثر مما ينفعها ، فإن الحاجة اليوم هي لإحياء الذكرى وفق لغة العصر و مفاهيم هذا الزمن المتحضر وصولا الى النتيجة الاهم و هي تحقيق اهداف الثورة الحسينية ، و مع هذا كله فإن الحرية يجب أن تكون مكفولة للجميع ليمارس إحياء الذكرى بالصورة التي يراها مناسبة له و تحقق البعد الروحي و العاطفي الذي يعيشه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق