القرامطة
بين السياسي و الديني
المطالع لتاريخ حركة القرامطة و ظروف نشأتها و
تمرحلها حتى آخر فصولها يلحظ حجم التباين في الرصد التاريخي ، بل ان الخلاف وقع في
شكل و مضمون الحركة .
السؤال الذي يجب البحث عن إجابته هل القرامطة مذهب ديني أم حركة اجتماعية سياسية ؟؟
هنا نرجع الى ظروف ولادة الحركة والى مؤسسها (حمدان) الملقب بـ قرمط ، فهو كان فلاحا بسيطا اقعده المرض عن السعي في قوت عياله فألهم عقله فكرة الثورة على اقطاعيي الاراضي و ملاكها الذين كانوا يأكلون جهد و تعب امثاله من الكادحين دون ان ينالوا من يباب الخير شيئا يذكر .
و في خلفية حركة القرامطة هناك ثورة الزنج الذين ثاروا على أسيادهم و أسسو دولة العبيد في اهوار العراق .
إذن فالخلفية الاولى لحركة القرامطة لم تكن بدعة دينية بل اجتماعية سياسية في وجهها الاول ، قبل ان يوظف قرمط بعض مبتدعاته الدينية لتكون سلاحه في وجه اعداءه ، فهو سن لأنصاره اداء خمسين فرضا في اليوم بدلا من خمسة معللا أنها كانت خمسون لولا نصيحة النبي موسى للنبي محمد سؤال ربه التخفيف ، و الحق ان قرمط لم يرد من الفريضة الجديدة سوى اشغال أولئك العمال البسطاء عن اعمال الارض مما يتسبب في خسائر لملاكها في صورة بدائية- للعصيان المدني –بشكل أو بآخر ، و مما يدلل على ذلك ان مفكري القرامطة –كما تنقل لنا كتب التاريخ- اسقطوا الصلاة و الفرائض عن اتباعهم لكي لا ينشغلوا بها عن اعمالهم ، معتبرين أن العبادة الظاهرية مرحلة تنتهي بانتهاء الحاجة لها كما هو في المفهوم الصوفي .
تحالف القرامطة مع الفاطميين الاسماعيليين في مصر فتولد انطباع لدى البعض بأن القرامطة معتنقين للذهب الاسماعيلي ، و لكن هذا التصور قد لا يصمد امام حقيقة ان التحالف كان مصلحيا لا مذهبيا في مواجهة العدو المشترك و هو دولة الخلافة العباسية ، بل إننا نجد ان التحالف القرمطي – الفاطمي غير متين ، و يبرز ذلك في محطات عديدة لعل ابرزها حادثة الشام فقد كان والي دمشق يرسل اتاوة سنوية للقرامطة اتقاء غزوهم و لكن في عام 362 هـ سيطر الفاطميون على الشام و جعلوا جعفر ابن فلاح عاملا عليها فقطع الاتاوة عنهم ، فغضب القرامطة وما كان منهم إلا ان سيروا جيشا بقيادة الحسن بن أحمد بن أبي سعيد الجنابي، الملقب بالأعصم فسار الى دمشق و سيطر عليها و قتل عامل الفاطميين فيها .
السؤال الذي يجب البحث عن إجابته هل القرامطة مذهب ديني أم حركة اجتماعية سياسية ؟؟
هنا نرجع الى ظروف ولادة الحركة والى مؤسسها (حمدان) الملقب بـ قرمط ، فهو كان فلاحا بسيطا اقعده المرض عن السعي في قوت عياله فألهم عقله فكرة الثورة على اقطاعيي الاراضي و ملاكها الذين كانوا يأكلون جهد و تعب امثاله من الكادحين دون ان ينالوا من يباب الخير شيئا يذكر .
و في خلفية حركة القرامطة هناك ثورة الزنج الذين ثاروا على أسيادهم و أسسو دولة العبيد في اهوار العراق .
إذن فالخلفية الاولى لحركة القرامطة لم تكن بدعة دينية بل اجتماعية سياسية في وجهها الاول ، قبل ان يوظف قرمط بعض مبتدعاته الدينية لتكون سلاحه في وجه اعداءه ، فهو سن لأنصاره اداء خمسين فرضا في اليوم بدلا من خمسة معللا أنها كانت خمسون لولا نصيحة النبي موسى للنبي محمد سؤال ربه التخفيف ، و الحق ان قرمط لم يرد من الفريضة الجديدة سوى اشغال أولئك العمال البسطاء عن اعمال الارض مما يتسبب في خسائر لملاكها في صورة بدائية- للعصيان المدني –بشكل أو بآخر ، و مما يدلل على ذلك ان مفكري القرامطة –كما تنقل لنا كتب التاريخ- اسقطوا الصلاة و الفرائض عن اتباعهم لكي لا ينشغلوا بها عن اعمالهم ، معتبرين أن العبادة الظاهرية مرحلة تنتهي بانتهاء الحاجة لها كما هو في المفهوم الصوفي .
تحالف القرامطة مع الفاطميين الاسماعيليين في مصر فتولد انطباع لدى البعض بأن القرامطة معتنقين للذهب الاسماعيلي ، و لكن هذا التصور قد لا يصمد امام حقيقة ان التحالف كان مصلحيا لا مذهبيا في مواجهة العدو المشترك و هو دولة الخلافة العباسية ، بل إننا نجد ان التحالف القرمطي – الفاطمي غير متين ، و يبرز ذلك في محطات عديدة لعل ابرزها حادثة الشام فقد كان والي دمشق يرسل اتاوة سنوية للقرامطة اتقاء غزوهم و لكن في عام 362 هـ سيطر الفاطميون على الشام و جعلوا جعفر ابن فلاح عاملا عليها فقطع الاتاوة عنهم ، فغضب القرامطة وما كان منهم إلا ان سيروا جيشا بقيادة الحسن بن أحمد بن أبي سعيد الجنابي، الملقب بالأعصم فسار الى دمشق و سيطر عليها و قتل عامل الفاطميين فيها .
كل هذا يضعنا أمام تصور يقول أن القرامطة كانوا
حركة سياسية اجتماعية لم تتقولب في صورة مذهب على غرار بقية المذاهب الاسلامية و
لم يذوبوا في المذاهب القائمة ، كانت حركة سياسية واقعية تريد تمكين أفكارها
الاجتماعية في كيان دولة ، وما استخدامهم للدين إلا وسيلة لتحقيق افكارهم و لعل
هذا أحد اسباب انهيار دولتهم و انتهائها سنة 467هـ على يد عبد الله بن علي العيوني
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق