في النادي الادبي
البارحة كنت في النادي الادبي بالرياض لحضور حفل تكريم الرئيس السابق للنادي الدكتور عبدالله صالح الوشمي تحت رعاية و بحضور وزير الثقافة و الاعلام دكتور عبدالعزيز خوجة ..
بالرغم من أن الصديق هاني الحاجي (ابوهيثم) وجه لي الدعوة منذ سنوات لحضور فعاليات النادي إلا أنني كنت اثقل الخطى اليه ، حتى تكررت الدعوة من جديد فذهبت برفقة الصديق ابي نضال .
سأسجل ملاحظاتي هنا حول ما شاهدت ..
- في البدء يطالعك النادي بمبناه القديم المهترئ و الذي لا يعكس أي أهمية تعنى بما يفترض أن يكون حامل شعاع الثقافة و الابداع في العاصمة الرياض ، فالمبنى قديم لا يوجد به اي سمة جمالية أو ابداعية ، و حتى عمليات الترميم الواضحة فيه زادته قبحا و كأن لسان حاله يقول (لا يصلح العطار ما أفسد الدهر)
- قاعة الحفل لها من العمر نحو نصف قرن ، و هذا يكفي لكي تتصور حالها ، وهي صغيرة الحجم غير مجهزة لاستقبال حدث ثقافي مهم .
- بل حتى موقع النادي هو في شارع صغير و كأنه يتوارى خجلا في أحد الازقة ، و كأنما هو عار لا يراد له الانكشاف ..
- بالرغم من أن الحضور كان كثيفا نوعا ما إذ غصت القاعة و بقي كثيرون وقوفا ، رجالا و نساءا ، إلا أن الكهول و الشيوخ هم الاكثر عددا ، بل هم الاغلبية بين الحضور ، فوجدت نفسي تسأل ، اين الشباب ؟؟ أين المبدعون ؟؟
- ليس تقليلا من شأن الشيوخ و الكهول فهم كما يقال الخير و البركة ، و لكن المستقبل إنما يقوم على سواعد و همم الشباب ، فإن لم نجد شبابا في النادي الان فمتى سنجدهم ؟
- في النادي تعرفت على عدد من ادباء نجد و مثقفيها و سمعت قصصا عن هؤلاء قصصا لا تجد رواجا و اهتماما ، "نجد" ثرية ثقافيا و ليست مكانا لا يسكنه إلا البدو و الجهال .
- لا يخفى عليكم أن الدعم السخي الذي لقيته الاندية الادبية في السنوات القليلة الماضية من الحكومة و اعادة التنظيم الذي قامت به وزارة الثقافة و الاعلام و إقرار لوائح تنظيم جديدة و اعتماد آلية الانتخاب فيها شجع الشباب لدخول الاندية الادبية و لكن سوء الاوضاع و عددا من الاشكاليات فيها أنعكس سلبا و تمثل في حالة عزوف جماعي من الشباب عنها ، و الارقام تثبت ذلك فعدد الذي جددوا اشتراكهم في نادي الرياض حسب ما علمت لم يتجاوز نسبة 20% ، و الحال في نادي الاحساء لا يختلف إذ أن 60% من الاعضاء لم يجددوا أشتراكهم ، و هذا يدعو للتساؤل و البحث .
- من الواضح أن الدكتور عبدالعزيز خوجة وزير الثقافة الحالي يحاول معالجة سنوات من الاهمال للثقافة في هذا البلد ، فكما يعلم الجميع أن الاندية الادبية كانت ملحقة بالرئاسة العامة لرعاية الشباب ، و هي كانت تولي جل اهتمامها للرياضة بل لكرة القدم فقط ، مما تسبب في اهمال كبير لحال الثقافة في البلاد ، و لكن عقود من الاهمال لا يمكن معالجته في بضع سنوات .
- تساؤل آخر لماذا لا يتحول النادي الادبي الى نادي ثقافي ، فالثقافة أشمل و اعم بل و أهم ، فالمثقف في المملكة لا يجد حاضنة له ، أو ان يتم تأسيس أندية ثقافية الى جانب الاندية الادبية كي تحتضن الحراك الثقافي في كل مدينة سعودية ، فجمعية الثقافة و الفنون لا تفي بالغرض .
- في الحفل جلسنا بجوار أثنين من الدكاترة العواجيز المشاغبين ، كانا كثيري التعليق و التندر على ما يطرح على المنصة ، بينما أنا و صاحبي نكتم ضحكاتنا في صدورنا عليهما .
- أخيرا : شعرت بالفخر و الاعتزاز عندما وجدت مقدم الحفل النجدي يلجأ الى أبيات للشاعر الهجري جاسم الصحيح ، فيبدو أنه لم يجد أفضل منها ليرحب بالوزير خوجة الذي بدى متواضعا و في ملامحه حميمية طاغية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق