عرض كتاب الفيل والابرة
عنوان الكتاب: الفيل والإبرة
الكاتب: وفاء محمد العلي (عادل محمد العلي)
الطبعة: الأولى 2018
عدد الصفحات:177 صفحة
الناشر: دار المفردات بالرياض
انطباع أولي:
عرض الكتاب:
مراجعة على مجمل الكتاب:
الكاتب: وفاء محمد العلي (عادل محمد العلي)
الطبعة: الأولى 2018
عدد الصفحات:177 صفحة
الناشر: دار المفردات بالرياض
انطباع أولي:
غلاف الكتاب هو أول ما يصافح ذهنك فيعصف فيه عدد من الأسئلة، فما مغزى اختيار الفيل والابرة؟ وما طبيعة هذا الكتاب؟ هل هو رواية أم مقالات أم بحث في مجال اجتماعي أم فكري؟ ثم لماذا جاء اسم المؤلف بهذه الصيغة الملتبسة؟ فهو أولا باسم وفاء محمد العلي ثم بين مزدوجين (عادل محمد العلي) وفي الغلاف الأخير صورة للدكتور عادل مع اقتباس من الكتاب، فمن هو المؤلف؟؟ مع التفكير قد تصل وقد لا تصل لنتيجة خصوصا أن مقدمة الكتاب لا تساعد كثيرا.
عرض الكتاب:
في المقدمة المختصرة يشير الكاتب أن القارئ بصدد قراءة كتاب لن ينتهي أبدا لأنه ببساطة يتعلق بـ (مخاضات الصراع الاجتماعي سر الحياة فهل للصراع نهاية؟) إذن فموضوع الكتاب هو الصراع الاجتماعي في العالم من وجهة نظر الكاتب الذي يعتبر أن الكتابة في هذا المجال لا يتعلق بالنخبة بل الجميع فالأسئلة الملحة تتعلق بالاقتصاد والسياسة والتاريخ والجغرافيا وكل ما يتعلق بمصير البشر.
يقدم الكاتب مدخلا للكتاب يعرض فيه سبب اختيار العنوان شارحا المثل المشهور (يريد إدخال الفيل في خرم إبرة) كناية عن الفعل المستحيل، راصدا ظهور حركة الصعاليك في التاريخ العربي القديم التي كانت في مرحلة هامة شهدت تغيرات اجتماعية نوعية وقام فيها مجموعة من الفئة المسحوقة بتغيير دفة الصراع والتمرد على قبائلهم من أجل إحلال العدالة الاجتماعية، مشبها حركة (روبن هود) الأوربية بحركة الصعاليك العربية، ويخلص الكاتب أن الثورات والحركات الاجتماعية العالمية أرست قواعد ونظم العدالة ولكن أساطين المال اليوم قلبوا المعادلات كي يستعبدوا شعوب الأرض ولكن (الفيل لا يمكن إدخاله في خرم إبرة) فقد تحولت شعوب الأرض إلى صالعيك.
في الفصل الأول بعنوان المرحلة الانتقالية النوعية يرصد الكاتب تاريخية الصراع الاجتماعي وطبيعته عبر التاريخ خالصا إلى أنه حتمية يقتضيها التطور البشري حيث أن هذا التطور ليس خطيا بل تموج تصاعدي متصاغر، وكلما تقدم الزمن تسارعت الموجات زمنا وقلت حدتها، مشيرا إلى أن البشرية تسير باتجاه انخفاض حدة الصراع واستدامة التطور.
في الفصل الثاني المعنون بالعولمة يقول الكاتب بالرغم من حداثة مصطلح العولمة إلا أن فكرة العولمة قديمة والنزوع نحوها كان حاضراً في تاريخ البشرية غير أن أدوات العولمة مع التطور التكنولوجي سرّع من خطى البشرية نحوها معتبرا أننا نسير باتجاه مجتمع كوني تتكون عناصره من الشعوب، فالأفكار لم تعد حكرا على أمم عرفت بها بل أن البشرية باتت تميل إلى الأفكار الكونية والمزيج العالمي.
خصص الكاتب الفصل الثالث لما اعتباره الاعاقات في وجه التطور، في هذا الفصل يعتبر الكاتب ان التطور حتمي والعالم يتجه نحو العولمة ولكن رأس المال يعتبر هذا التطور عدو له فيلجأ لوسائل مختلفة لعرقة وإعاقة هذا التطور.
الإعاقة المافيوية-الإعاقة الكنسية-الإعاقة المعرفية-الإعاقة التعليمية-الإعاقة الإعلامية-الإعاقة الفنية كلها عناوين طرقها وتعامل معها الكاتب موضحا دور الرأسمال في خلقها لتأخير وتعويق التطور البشري.
الفصل الرابع مخاضات الصراع
ختاما يرصد الكاتب مخاضات الصراع بين الشعوب والرأسمال وصورها معتبرا أنه يستخدم الكي كحل أخير في محاولة لإدخال الفيل في خرم ابرة
مراجعة على مجمل الكتاب:
موضوع الكتاب مثير وجدلي ولكن لي ملاحظات على معالجة الكاتب للموضوعات المطروحة فهو لم يوضح المنهجية التي اعتمدها خلال اطروحته فلا نعرف كيف يصل إلى النتيجة التي يتبناها، كما أن الكتاب مليء بالافتراضات التي ينقصها الدليل والإثبات وعوضا عن ذلك نجد الكاتب يقفز إلى النتيجة دون تأمل في المقدمات، كما أن الكتاب ينطبع بطابع يساري ويتحامل كثيرا على الغرب ومشاريعه في الوقت الذي يبيض الصفحة اليسارية والشيوعية تحديدا مما يجعلنا كقراء نشكك في حيادية الكاتب في اطروحته ونشم رائحة فكر المؤامرة المغرق في السوداوية، الأمر الآخر الملفت أن الكتاب يخلو من المصادر وكثير من الإحالات التي أشار لها الكاتب لم تكون سوى محرك البحث قوقل أو مواقع إلكترونية دون أن يقوم بتحريرها كمصادر أصوليا كأن يضع الرابط الذي يحوي الموضوع المشار إليه وتاريخ نشر المادة في الموقع.
في المجمل الكتاب مثير ومفيد ولكنه يكاد يكون مادة أولية لبحث أو مشروع كتاب أكثر من كونه كتاب ناجز وتام الأركان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق