العمل التطوعي الاجتماعي
عنوان الكتاب: العمل التطوعي الاجتماعي
الكاتب: علي عيسى الوباري
الطبعة: الأولى 1438هـ
عدد الصفحات: 168 صفحة
الناشر: قلم الخيَال للنشر والتوزيع
يعد العمل التطوعي من أكثر الأنشطة أهمية في العصر الحديث، لما له من قدرة إنجازية يعجز عنها جيش من مئات الموظفين الرسميين، فالعمل التطوعي يكسب من العمل الحكومي سمو مقاصده في الخدمة العامة دون ربحية ويتفوق عليه في كسره لروتين الوظيفة الحكومية وجمودها، كما أنه يأخذ الاحترافية والمرونة من العمل الربحي التجاري فيما تتعالى عن انانية الربح الشخصي والكسب المادي الفردي.
أهمية هذا المجال الذي بات يعرف بـ (القطاع الثالث) جذب له اهتمام الحكومات ودعم الشركات حول العالم، فالحكومات باتت تشرع القوانين وتقدم التسهيلات لهذا القطاع في كافة المجالات وتفسح له المجال للعمل إلى جانب المنظمات الحكومية، بالإضافة إلى أنها باتت حريصة على تكوين شراكات متعددة معه كي تضمن تكامل العمل بين الطرفين، كما أن الشركات الربحية الخاصة وجدت فيه مجالا للتسويق لنفسها ووسيلة لممارسة التزامها الاجتماعي بشكل احترافي وبأقل تكلفة ممكنة.
وقد فطنت رؤية المملكة 2030 لهذا القطاع وجعلته أحد محاورها إذ حددت الهدف ببلوغ عدد المتطوعين في البلاد إلى مليون متطوع، وفي هذا المجال بدأت وزارة العمل بإنشاء منصة وطنية للعمل التطوعي وتسعى لإطلاق عدد من برامج مأسسته في بلد عرف أشكالا متنوعة منه، كما قد تميز أهل الأحساء بالريادة في مجال العمل التطوعي الخيري وقد سجلت شهادات عديدة من أبرز قيادات هذا المجال في المملكة.
ومن هنا يأتي كتاب الأستاذ علي الوباري في السياق والتوقيت الصحيح، فهو في هذا الكتاب يرسم دليلا واضح المعالم وسهل التطبيق ودقيق المعلومات للعمل التطوعي في مجال العمل الاجتماعي خصوصا إدارة الجمعيات الخيرية.
أهمية هذا الكتاب لا تنبع فقط من أهمية موضوعه بل بأهمية مؤلفه فالأستاذ الوباري شخصية هامة واسم لامع في مجال العمل التطوعي الخيري، إذ انخرط في هذا المجال مبكرا حتى بات أمينا عاما لجمعية المنصورة الخيرية ويشغل حاليا منصب نائب رئيس الجمعية، كما انه حضر عددا من المؤتمرات والفعاليات الهامة في هذا المجال.
والكتاب الذي وضعه في مقدمة نظرية وفصلين أثنين جاء بأسلوب متميز جمع بين التنظير الأكاديمي من ناحية والخبرة العملية من جانب آخر، وهذا راجع إلى شخصية الكاتب فهو أستاذ محاضر في الكلية التقنية إلى جانب عمله التطوعي.
في المقدمة النظرية يغطي الكاتب جوانب مهمة في العمل التطوعي الخيري مؤصلا له من الناحية الدينية وعلم الاجتماع، متطرقا لأشكاله وعوائقه والعوامل الجاذبة له وأدوات التهيئة لبيئة العمل التطوعي.
في الفصل الأول من الجانب العملي الذي حرص الكاتب فيه على توثيق تجربته العملية خصصه للجانب الإداري من العمل التطوعي معددا المهارات والواجبات الإدارية التي يجب على ادريي العمل الخيري التمكن منها كالتخطيط والتنظيم وإدارة الكوادر والرقابة، ثم رسم الكاتب الهيكل التنظيمي للجمعيات الخيرية ذاكرا المناصب الإدارية ومهامها واعمالها التنفيذية ومرجعيتها الإدارية، وبعدها خصص جزءا لأنشطة الجمعيات وبرامجها مع التعريف بها، وأخيرا تحدث عن التمويل والاستثمار والتسويق للجمعيات، مرفقا جدولا لبرنامج وانشطة الجمعية (كمثال).
خصص الكاتب الفصل الثاني للتفصيل في مجال المساعدات المالية والمادية الخيرية الدائمة والموسمية التي تقدمها الجمعيات كمساعدة الايجار وتسديد الديون والدراسة وغيرها مضمنا إياها للجداول والنماذج التي يمكن استخدامها في هذا المجال.
وختاما يظهر لنا الهاجس الذي يحمله الكاتب والذي يتوخاه عبر كتابه هذا، إذ أن سلامة القصد وطيب المبتغى من العمل التطوعي الخيري لا يكفي لسلامة إنجازه بل إن التنظيم الإداري والإدارة السليمة أساس لابد منه راجيا أن يكون لهذا الكتاب سد ثغرة ملحة في هذا المجال، ونحن إلى جانب الكاتب ندعو وحدات العمل التطوعي للاهتمام بهذه الجوانب وأن تستفيد من الخبرات المنجزة والمبسوطة أمامها.