الأحد، 23 سبتمبر 2018

عرض كتاب العمل التطوعي الاجتماعي




العمل التطوعي الاجتماعي 




عنوان الكتاب: العمل التطوعي الاجتماعي

الكاتب: علي عيسى الوباري

الطبعة: الأولى 1438هـ

عدد الصفحات: 168 صفحة

الناشر: قلم الخيَال للنشر والتوزيع




يعد العمل التطوعي من أكثر الأنشطة أهمية في العصر الحديث، لما له من قدرة إنجازية يعجز عنها جيش من مئات الموظفين الرسميين، فالعمل التطوعي يكسب من العمل الحكومي سمو مقاصده في الخدمة العامة دون ربحية ويتفوق عليه في كسره لروتين الوظيفة الحكومية وجمودها، كما أنه يأخذ الاحترافية والمرونة من العمل الربحي التجاري فيما تتعالى عن انانية الربح الشخصي والكسب المادي الفردي. 




أهمية هذا المجال الذي بات يعرف بـ (القطاع الثالث) جذب له اهتمام الحكومات ودعم الشركات حول العالم، فالحكومات باتت تشرع القوانين وتقدم التسهيلات لهذا القطاع في كافة المجالات وتفسح له المجال للعمل إلى جانب المنظمات الحكومية، بالإضافة إلى أنها باتت حريصة على تكوين شراكات متعددة معه كي تضمن تكامل العمل بين الطرفين، كما أن الشركات الربحية الخاصة وجدت فيه مجالا للتسويق لنفسها ووسيلة لممارسة التزامها الاجتماعي بشكل احترافي وبأقل تكلفة ممكنة. 


وقد فطنت رؤية المملكة 2030 لهذا القطاع وجعلته أحد محاورها إذ حددت الهدف ببلوغ عدد المتطوعين في البلاد إلى مليون متطوع، وفي هذا المجال بدأت وزارة العمل بإنشاء منصة وطنية للعمل التطوعي وتسعى لإطلاق عدد من برامج مأسسته في بلد عرف أشكالا متنوعة منه، كما قد تميز أهل الأحساء بالريادة في مجال العمل التطوعي الخيري وقد سجلت شهادات عديدة من أبرز قيادات هذا المجال في المملكة. 



ومن هنا يأتي كتاب الأستاذ علي الوباري في السياق والتوقيت الصحيح، فهو في هذا الكتاب يرسم دليلا واضح المعالم وسهل التطبيق ودقيق المعلومات للعمل التطوعي في مجال العمل الاجتماعي خصوصا إدارة الجمعيات الخيرية. 



أهمية هذا الكتاب لا تنبع فقط من أهمية موضوعه بل بأهمية مؤلفه فالأستاذ الوباري شخصية هامة واسم لامع في مجال العمل التطوعي الخيري، إذ انخرط في هذا المجال مبكرا حتى بات أمينا عاما لجمعية المنصورة الخيرية ويشغل حاليا منصب نائب رئيس الجمعية، كما انه حضر عددا من المؤتمرات والفعاليات الهامة في هذا المجال. 



والكتاب الذي وضعه في مقدمة نظرية وفصلين أثنين جاء بأسلوب متميز جمع بين التنظير الأكاديمي من ناحية والخبرة العملية من جانب آخر، وهذا راجع إلى شخصية الكاتب فهو أستاذ محاضر في الكلية التقنية إلى جانب عمله التطوعي. 



في المقدمة النظرية يغطي الكاتب جوانب مهمة في العمل التطوعي الخيري مؤصلا له من الناحية الدينية وعلم الاجتماع، متطرقا لأشكاله وعوائقه والعوامل الجاذبة له وأدوات التهيئة لبيئة العمل التطوعي. 



في الفصل الأول من الجانب العملي الذي حرص الكاتب فيه على توثيق تجربته العملية خصصه للجانب الإداري من العمل التطوعي معددا المهارات والواجبات الإدارية التي يجب على ادريي العمل الخيري التمكن منها كالتخطيط والتنظيم وإدارة الكوادر والرقابة، ثم رسم الكاتب الهيكل التنظيمي للجمعيات الخيرية ذاكرا المناصب الإدارية ومهامها واعمالها التنفيذية ومرجعيتها الإدارية، وبعدها خصص جزءا لأنشطة الجمعيات وبرامجها مع التعريف بها، وأخيرا تحدث عن التمويل والاستثمار والتسويق للجمعيات، مرفقا جدولا لبرنامج وانشطة الجمعية (كمثال). 



خصص الكاتب الفصل الثاني للتفصيل في مجال المساعدات المالية والمادية الخيرية الدائمة والموسمية التي تقدمها الجمعيات كمساعدة الايجار وتسديد الديون والدراسة وغيرها مضمنا إياها للجداول والنماذج التي يمكن استخدامها في هذا المجال. 



وختاما يظهر لنا الهاجس الذي يحمله الكاتب والذي يتوخاه عبر كتابه هذا، إذ أن سلامة القصد وطيب المبتغى من العمل التطوعي الخيري لا يكفي لسلامة إنجازه بل إن التنظيم الإداري والإدارة السليمة أساس لابد منه راجيا أن يكون لهذا الكتاب سد ثغرة ملحة في هذا المجال، ونحن إلى جانب الكاتب ندعو وحدات العمل التطوعي للاهتمام بهذه الجوانب وأن تستفيد من الخبرات المنجزة والمبسوطة أمامها. 








السبت، 15 سبتمبر 2018

عرض كتاب اعبر ليل النص واصابعي شعلة

أعبر ليل النص وأصابعي شعلة 






عنوان الكتاب: أعبر ليل النص وأصابعي شعلة

الكاتب: كاظم الخليفة

الطبعة: الأولى 2018

عدد الصفحات: 214 صفحة



من إصدارات النادي الادبي بالرياض

الناشر: المركز الثقافي العربي




يمكن لأي انسان أن يقرأ النصوص الأدبية شعرا كانت ام نثرا ويستمتع بجمالياتها، يطرب باللغة والمفاهيم والأفكار التي تقدمها تلك النصوص، وبقدر ما تعطي من روحك لها يمكنك أن تأخذ وبقدر ما تنفتح عليها يمكنها ان تكشف لك من مكنونها وروائعها، غير أن لكل شيء حدود فتلك جزء من طبيعتنا البشرية، ولذا ربما نحتاج إلى دليل يضيء لنا الدرب ويرشدنا الطريق لنعبر ليل النص بسلاسة ونخرج من كهفه بسلامة، وهنا يأتي الأستاذ كاظم الخليفة يتبرع بأصابعه شعلة لنا. 

تميز الأستاذ الخليفة بذائقته الفريدة واطلاعه الواسع وقدرته الفائقة على فتح حواسك وعقلك ومشاعرك تجاه تلك النصوص الأدبية، جرّب أن تقرأ نصا ثم اطلع على ما كتبه الأستاذ الخليفة ثم ارجع لقراءة النص تارة أخرى حينها ستجد نفسك أمام نص جديد لم تقرأه من قبل. 

قسّم الأستاذ الخليفة كتابه إلى ثلاثة فصول، الأول: اختص بالنصوص الشعرية، والثاني: افرده للرواية أما الثالث: فكان للقصة والقصة القصيرة. 

وفي كلا القسمين اختار عيونا من النصوص الأدبية الرائعة لشعراء وأدباء محليون وقدم قراءاته المميزة لها، من الأسماء التي تناول نصوصا لها: شعرا: محمد الحرز-جاسم عساكر-علي النحوي، ومن الادباء في مجال الرواية: جبير المليحان وحسين الأمير، وفي مجال القصة قدم قراءة لمجموعة أحمد العليو - عبدالله الوصالي- امينة الحسن –طاهر الزراعي- جعفر عمران- عبدالجليل الحافظ، وغيرهم من الأسماء المحلية المعاصرة. 

في بداية الكتاب طرح الأستاذ الخليفة عدد من الهواجس والتساؤلات التي وجدها ضرورية أمام قصيدة النثر: منها الفرق بين الشعر والنثر؟ هل تحول الشعر إلى صيغ جديدة تتجاوز قوالب الفراهيدي يعد تطورا طبيعيا مقبولا أم تجاوز محظور؟ هل لشعر النثر قواعد محددة أم أن الغموض جزء من الطبيعة؟ 

ناقش الأستاذ الخليفة برشاقة سؤالا لطالما كان محل جدل، السؤال هو: ما الفرق بين الشعر والنثر؟؟ فينقل عن (وو كياو) قوله: "بأن رسالة الكاتب مثل الأرز: عندنا تكتب نثرا فإنك تطبخ الأرز، عندما تكتب الشعر فإنك تحول الأرز إلى نبيذ.. طهو الأرز لا يغير شيئا من شكله، لكن تحويله إلى نبيذ يغير شكله وخصائصه. الأرز المطبخ يجعل المرء يشبع، ويحيا حياة كاملة، النبيذ يجعل المرء ثملا.."، وبعدما يطرح الكاتب عدد من النظريات حول هذا الفرق، ليصل إلى نتيجة أن الفرق بين الشعر والنثر خيط رفيع لا يمكن للنظريات الجامدة القبض عليه، ويبقى للقارئ الفطن اكتشاف هذا الخيط بنفسه. 

ختاما: إن كنت مهتما بقراءة قصيدة النثر أو بالنصوص النثرية من رواية وقصة وإن كنت مهتما بالنتاج الأدبي المحلي فإن هذا الكتاب سيعطيك روحا ثانية كي تحيا بها وعينا ثالثة لترى بها ومشعلا منيرا لتسترشد به الطريق..