إطلالــــــــة على كتـــــــــــــــــــاب
بركة النساء لـ رحال بوبريك
الكتاب : بركة النساء... الدين بصيغة المؤنث
المؤلف : رحال بوبريك
عدد الصفحات : 206 صفحات
الطبعة : 2010
الناشر : دار افريقيا الشرق
المؤلف : رحال بوبريك
عدد الصفحات : 206 صفحات
الطبعة : 2010
الناشر : دار افريقيا الشرق
انطباع أولي:
الانطباع الأولي الذي استقر في ذهني بعد قراءة عنوان الكتاب كان خليطا بين الغموض والترقب من ناحية والحماس للإطلاع على قراءة نسوية حداثية للدين، ولكن تدريجيا خفت البريق بعد عدة ملاحظات.
الملاحظة الأولى عندما عرفت أن مؤلف الكتاب هو رجل وليس امرأة فقد ظننت في البداية أن اسم (رحال) يعود لسيدة قبل أن أبحث عن سيرة الكاتب لاكتشف أنه دكتور مغربي متخصص في الانثربولوجيا في جامعة القنيطرة، وهذا لا يقلل من قيمة المؤلف ولكنه لا يستقيم وتقديم قراءة نسوية للدين ففي النهاية ستكون القراءة المعنية قراءة ذكورية وإن تلمست المنطلقات والأفكار النسوية.
أما الملاحظة الثانية كانت بعد اطلاعي على فهرس الكتاب فما ظننته سيكون معالجة للأفكار الدينية بعقلية نسوية حداثية انطبع من العنوان الضخم تجلى في الفهرس على شكل عناوين رئيسية وفرعية تبحث عن قضايا تخص النساء في الدين من مسألة الولاية والطهارة وصولا إلى التصوف النسوي ومختتما بالصور المحلية المغاربية التي اختلط فيها التصوف بالسحر والشعوذة.
والملاحظة الثالثة فهي في متون الكتاب التي تقدم رؤية مفادها أن التصوف الإسلامي قدم مجالا رحبا للمرأة وذلل أمامها السبل كي تخوض تجربتها الصوفية الدينية بخلاف الفقه الإسلامي الذي ضيق الخناق عليها بل أنه انكفئ على ما اكتسبته في عصر النبوة وصدر الإسلام من امتيازات ومكانة فحجمها وقلصها وقيدها خصوصا خلال العصر الوسيط الذي اتسم بسطوة الفقهاء بعد تحالفهم المشبوه مع السلطة السياسية الحاكمة إذ أنهم كانوا يمنحونها الشرعية مقابل ما تمنحهم إياه من مكانة ومنعه وتمكين في المجتمع الإسلامي.
وعلى أي حال فإن كل الملاحظات لا تقلل من أهمية المساهمة وغناها وإثراءها خصوصا أنها تأتي من أستاذ متخصص في هذا المجال وقد قام بتوثيق جيد خصوصا للمفاهيم الشعبية التي لم تحض بالتوثيق والحفظ بالقدر الكافي وهذا يثقل المسؤولية على المتخصصين بضرورة تدوين التراث الاجتماعي الديني الغير مكتوب بما يحويه من أساطير شعبية وممارسات تخلط بين الحقيقة والخيال وبين الدين والشعوذة لما لهذا التراث من أهمية في الدراسات الاجتماعية ولما يمثله من إرث ثقافي للمجتمع.
عرض سريع:
يتفرق الكتاب على أحد عشر بابا سأعرضها باختصار مقتضب:
في الباب الأول: بعنوان ولاية النساء ولاية الرجال مسلطا الضوء فيه على طغيان الحضور الذكوري في المجال الديني مقابلا ما عليه في المسيحية بالإسلام.
أما الباب الثاني فتحدث عن لعنة النجاسة التي تصاحب المرأة نتيجة نزول دم الحيض فهي في حالة تأرجح بين حالة الطهر والنجاسة بخلاف الرجل الذي لا يمر بهذه الحالة، ولما لها من أثر في عرقلة تقدم المرأة في المجال الديني القائم على الطهر.
في الباب الثالث :طرق الكاتب إشكالية الجسد الأنثوي المتسم بالإغراء والغواية وما يمثله من حالة اشتهاء للرجل فهو رمز للرذيلة ووسيلة للشيطان في الخلفيات الدينية ولما كانت المرأة هكذا كان جسدها عائقا أمام اقتحامها المجال الديني، مما دعاها إلى تطهير هذا الجسد وقتل مفاتنه بالجوع والصوم تارة وبإهماله وإتلافه تارة أخرى.
أما في الباب الرابع فيسلط الكاتب الضوء على موقف الصوفيات من الزواج فهن يخترن العزوبية خصوصا من تصوفت في سن مبكرة أو تختار (الزواج المزعج) حسب وصف الكاتب وهو خيار من تصوفت بعد الزواج، و إذا كان الرجل المتصوف يتجنب الزواج كونه قرين بالشهوة والمتع الدنيوية فإن المرأة المتصوفة ترى في الزواج مشغلا عن العبادة وفي الزوج باحثا عن الشهوة ومدنسا لطهارتها بالمتع الزائلة.
في الباب الخامس يطرح الكاتب المثل الولائي للمرأة المتصوفة والمتمثل بفاطمة الزهراء عليها السلام فهو النموذج المثالي في التصوف النسوي الإسلامي في مقابل البتول مريم في التصوف النسوي المسيحي، وإلى جانب الزهراء يتطرق الكاتب إلى شخصية محورية في تأسيس التصوف النسوي وهي رابعة العدوية.
الباب السادس عنونه الكاتب بـ ابن عربي وتشريف النساء، وابن عربي القطب الصوفي الشهير كان له الكثير من المواقف الإيجابية تجاه المرأة ومنحها بخلاف السائد في التراث الإسلامي مقاما وشرفا رفيعا فجعل لها مرتبة في المراتب الصوفية وجعل منها أستاذة وشيخة، محاولا معالجة النصوص الدينية بصورة تخدم هذا النهج.
سابع الأبواب طرح فيه المؤلف مجالا يرى أنه تفوقت فيه النساء الصوفيات على الرجال وهو مجال الكرامة طارحا عدد من النماذج التي قدمت كرامة المرأة على الرجل منها تفوق رابعة العدوية على الحسن البصري.
والأبواب الثامن والتاسع والعاشر يطرح الكاتب نماذج من الصوفيات والصالحات والمجذوبات في التراث العربي عموما والتراث المغاربي خصوصا فمن صالحات فاس إلى صالحات البادية إلى حامية الجبل يعدد نماذج مستلة من مصادر تحدثت عنهن.
والباب الحادي عشر خصصه الكاتب للممارسات الشعبية النسوية التي اختلط فيها التصوف والتوسل بالأولياء بالسحر والشعوذة والخرافات وللقصص الشعبية الشفهية التي لم ترد في كتب المناقب.
.
والملاحظة الثالثة فهي في متون الكتاب التي تقدم رؤية مفادها أن التصوف الإسلامي قدم مجالا رحبا للمرأة وذلل أمامها السبل كي تخوض تجربتها الصوفية الدينية بخلاف الفقه الإسلامي الذي ضيق الخناق عليها بل أنه انكفئ على ما اكتسبته في عصر النبوة وصدر الإسلام من امتيازات ومكانة فحجمها وقلصها وقيدها خصوصا خلال العصر الوسيط الذي اتسم بسطوة الفقهاء بعد تحالفهم المشبوه مع السلطة السياسية الحاكمة إذ أنهم كانوا يمنحونها الشرعية مقابل ما تمنحهم إياه من مكانة ومنعه وتمكين في المجتمع الإسلامي.
وعلى أي حال فإن كل الملاحظات لا تقلل من أهمية المساهمة وغناها وإثراءها خصوصا أنها تأتي من أستاذ متخصص في هذا المجال وقد قام بتوثيق جيد خصوصا للمفاهيم الشعبية التي لم تحض بالتوثيق والحفظ بالقدر الكافي وهذا يثقل المسؤولية على المتخصصين بضرورة تدوين التراث الاجتماعي الديني الغير مكتوب بما يحويه من أساطير شعبية وممارسات تخلط بين الحقيقة والخيال وبين الدين والشعوذة لما لهذا التراث من أهمية في الدراسات الاجتماعية ولما يمثله من إرث ثقافي للمجتمع.
عرض سريع:
يتفرق الكتاب على أحد عشر بابا سأعرضها باختصار مقتضب:
في الباب الأول: بعنوان ولاية النساء ولاية الرجال مسلطا الضوء فيه على طغيان الحضور الذكوري في المجال الديني مقابلا ما عليه في المسيحية بالإسلام.
أما الباب الثاني فتحدث عن لعنة النجاسة التي تصاحب المرأة نتيجة نزول دم الحيض فهي في حالة تأرجح بين حالة الطهر والنجاسة بخلاف الرجل الذي لا يمر بهذه الحالة، ولما لها من أثر في عرقلة تقدم المرأة في المجال الديني القائم على الطهر.
في الباب الثالث :طرق الكاتب إشكالية الجسد الأنثوي المتسم بالإغراء والغواية وما يمثله من حالة اشتهاء للرجل فهو رمز للرذيلة ووسيلة للشيطان في الخلفيات الدينية ولما كانت المرأة هكذا كان جسدها عائقا أمام اقتحامها المجال الديني، مما دعاها إلى تطهير هذا الجسد وقتل مفاتنه بالجوع والصوم تارة وبإهماله وإتلافه تارة أخرى.
أما في الباب الرابع فيسلط الكاتب الضوء على موقف الصوفيات من الزواج فهن يخترن العزوبية خصوصا من تصوفت في سن مبكرة أو تختار (الزواج المزعج) حسب وصف الكاتب وهو خيار من تصوفت بعد الزواج، و إذا كان الرجل المتصوف يتجنب الزواج كونه قرين بالشهوة والمتع الدنيوية فإن المرأة المتصوفة ترى في الزواج مشغلا عن العبادة وفي الزوج باحثا عن الشهوة ومدنسا لطهارتها بالمتع الزائلة.
في الباب الخامس يطرح الكاتب المثل الولائي للمرأة المتصوفة والمتمثل بفاطمة الزهراء عليها السلام فهو النموذج المثالي في التصوف النسوي الإسلامي في مقابل البتول مريم في التصوف النسوي المسيحي، وإلى جانب الزهراء يتطرق الكاتب إلى شخصية محورية في تأسيس التصوف النسوي وهي رابعة العدوية.
الباب السادس عنونه الكاتب بـ ابن عربي وتشريف النساء، وابن عربي القطب الصوفي الشهير كان له الكثير من المواقف الإيجابية تجاه المرأة ومنحها بخلاف السائد في التراث الإسلامي مقاما وشرفا رفيعا فجعل لها مرتبة في المراتب الصوفية وجعل منها أستاذة وشيخة، محاولا معالجة النصوص الدينية بصورة تخدم هذا النهج.
سابع الأبواب طرح فيه المؤلف مجالا يرى أنه تفوقت فيه النساء الصوفيات على الرجال وهو مجال الكرامة طارحا عدد من النماذج التي قدمت كرامة المرأة على الرجل منها تفوق رابعة العدوية على الحسن البصري.
والأبواب الثامن والتاسع والعاشر يطرح الكاتب نماذج من الصوفيات والصالحات والمجذوبات في التراث العربي عموما والتراث المغاربي خصوصا فمن صالحات فاس إلى صالحات البادية إلى حامية الجبل يعدد نماذج مستلة من مصادر تحدثت عنهن.
والباب الحادي عشر خصصه الكاتب للممارسات الشعبية النسوية التي اختلط فيها التصوف والتوسل بالأولياء بالسحر والشعوذة والخرافات وللقصص الشعبية الشفهية التي لم ترد في كتب المناقب.
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق