الاثنين، 21 يوليو 2014

ماذا حدث في ليلة القدر ..

ماذا حدث في ليلة القدر


صورة: ‏ماذا حدث في ليلة القدر ..

بينما كنت مع مجموعة من الاصدقاء و كالمعتاد نبتهل الى الله تعالى ضارعين في ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر ,, نتقلب بين صفحات كتب الادعية راجين من الله العفو و الصفح ، كان صاحبي مشغولا بشيء آخر ..

كان صاحبي كثيرا ما يخرج الى الردهة يتحدث بجواله ثم يعود و على وجهه علامات الترقب و القلق ..
في إحدى المرات تبعته ، أنتظرته الى أن أتم مكالمته ، ثم هم بالانصراف ، فلحقت به ، سألته : الى اين يا صاحبي ؟؟ مازلنا في اول الليل ؟؟

فقال: عندي شغل مهم ..
قلت : و هل في هذه الليلة شغل ؟؟
فقال : بلى .. إن شئت تعال معي ..
أومأت بالايجاب و ركبت معه؟؟

كنت مشغول الذهن .. أفكر .. الى اين سنذهب في مثل هذه الليلة..

بعد قليل وصلنا الى احد البيوتات .. أطفأ السيارة و قال : صاحب هذا المنزل لديه حاجة و يريد المساعدة ..
نظر اليّ  و قد بدت الدهشة على وجهي ..
ثم قال : أحياء ليلة القدر ليس فقط بالدعاء و الصلاة و قراءة القرآن
بل ايضا بمساعدة الناس و قضاء حوائجهم ، بل إني اجد في مساعدة الناس روحانية و سعادة أكثر من اي شيء آخر ,, بل إن الدعاء الذي لا يوصل الى الاحسان الى الناس ليس بدعاء ذا قيمة ..
الخلق عيال الله .. فأحبهم الى الله أحسنهم الى عياله ..

إنها ليلة قدر لا تنسى ..‏


بينما كنت مع مجموعة من الاصدقاء و كالمعتاد نبتهل الى الله تعالى ضارعين في ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر ,, نتقلب بين صفحات كتب الادعية راجين من الله العفو و الصفح ، كان صاحبي مشغولا بشيء آخر ..

كان صاحبي كثيرا ما يخرج الى الردهة يتحدث بجواله ثم يعود و على وجهه علامات الترقب و القلق ..
في إحدى المرات تبعته ، أنتظرته الى أن أتم مكالمته ، ثم هم بالانصراف ، فلحقت به ، سألته : الى اين يا صاحبي ؟؟ مازلنا في اول الليل ؟؟

فقال: عندي شغل مهم ..
قلت : و هل في هذه الليلة شغل ؟؟
فقال : بلى .. إن شئت تعال معي ..
أومأت بالايجاب و ركبت معه؟؟

كنت مشغول الذهن .. أفكر .. الى اين سنذهب في مثل هذه الليلة..

بعد قليل وصلنا الى احد البيوتات .. أطفأ السيارة و قال : صاحب هذا المنزل لديه حاجة و يريد المساعدة ..
نظر اليّ و قد بدت الدهشة على وجهي ..
ثم قال : أحياء ليلة القدر ليس فقط بالدعاء و الصلاة و قراءة القرآن
بل ايضا بمساعدة الناس و قضاء حوائجهم ، بل إني اجد في مساعدة الناس روحانية و سعادة أكثر من اي شيء آخر ,, بل إن الدعاء الذي لا يوصل الى الاحسان الى الناس ليس بدعاء ذا قيمة ..
الخلق عيال الله .. فأحبهم الى الله أحسنهم الى عياله ..

إنها ليلة قدر لا تنسى ..

الثلاثاء، 8 يوليو 2014

جدتي آمنة


جدتي آمنة






تعتبر العلاقات الاجتماعية و ما يكتنفها من مشاعر حالة معقدة ليس من السهل سبر غمارها و تشريحها بمبضع عقلاني رصين   إذ كثيرا من الاحيان تكون عصية على التبرير المنطقي العقلي   و لذلك برع الشعراء و ليس الحكماء في توصيفها إذ ان الشاعر أكثر قدرة على الولوج الى ذلك العالم .

علاقتي بجدتي المؤمنة آمنة شغلت حيزا كبيرا من تفكيري بعدما فقدتها فجأة قبل ما يزيد عن الشهر ، فجدتي آمنة احتلت حيزا من حياتي فكان وجودها متماهيا مع وجودي بشكل كبير  لقد كنت أشعر بأنها جزء أصيل و طبيعي من وجودي الذاتي   و لكن عندما فقدتها أصبت بحالة تشويش فلم أعد أفهم   يبدو أن شيئا غير منطقي حدث.

في غمرة الحزن و التفكير فيما حدث ، أكتشفت أنني لم اتصور يوما و لم أتخيل أنني سأفقدها   و رغم أعتلال صحتها في الاونة الأخيرة و مكوثها في المستشفى لفترات طويلة إلا أنني في كل مرة كنت انتظر خبر خروجها بالسلامة    و هذا ما لم يحدث هذه المرة ..

خلال السنوات الخمس الأخيرة كان ملك الموت ضيفا سنويا على اسرتنا    كما كان ثقيلا علينا و على جدتي بشكل خاص  خلالها فقدت أثنتين من بناتها و أخاها  الوحيد و أبن أخاها و ابنة عمها و رفيقة دربها ، في كل مرة كنا نجدها أكثرنا جلدا و تصبرا   يعتصر الألم قلبها فلا يظهر على ملامحها إلا التجلد و لا يجري على شفتيها إلا عبارات الرضا بقضاء الله .

مازلت أذكر ليلة رحيل عمتي .. ابنتها.. عندما تحلقت شقيقات الفقيدة حول الام باكيات  وحدها كانت تصبرهنّ و تخفف مصابهنّ  لم نر منها جزعا لكن ألم قلبها تفجر عن مرض جعلها طريحة الفراش .
في زيارتي الاخيرة لها في المستشفى قبل اسبوع من وفاتها أمسكت يدي بقوة و دمعت عيناها كانت تريد الخروج من المستشفى بأية وسيلة   تحدث مع الممرضة التي قالت لي أن حالتها في تحسن ، حاولت أن اسري عنها و اخبرها أن خروجها قريب جدا  لكنها كانت تتألم كثيرا .

منذ اللحظة التي وصلني خبر وفاتها و صورتها تكاد لا تفارق ذهني  بل أنني أراها بين النوم و اليقظة و تراودي الافكار أن الامر لا يعدو كابوسا مزعجا و قد انتهى  أحيانا افتح جوالي لأقرأ رسالة النعي التي وصلتني   كيف تمت صياغتها و ماذا كتبوا فيها  أدقق في تفاصيلها   ألاحظ تاريخ الارسال و وقت الارسال و اسم المرسل  قبل أن أتنهد و أضعه جانبا .

أكثر من رأيته و قد رسمت حادثة فقد جدتي آمنة على ملامحه آثارها هو جدي عيسى   الذي كان كثير القلق عليها في مؤخرا  لقد كان يعبر عن قلقه هذا بأسلوبه البسيط و بصمت أحيانا  إلحاحه على زياتها كل يوم و في أول وقت الزيارة كانت وسيلته للتعبير عن خالص حبه و عميق قلقه  كأنه كان يقول يا أم عبدالله اياك أن تتركيني أصارع الدنيا وحدي  فأنا لم أعتد أن ارى الدنيا بدونك   أما بعدما فقدناها فقد تغيرت ملامح جدّي كثيرا   و لا تحتاج الى سابق عهد به لتعرف أنه فقد سنده في الحياة .

حدود الموت و الحياة تتماهى أحيانا   فالالم الخفي في أعماق القلب يجعل المتألم يقول ما الفرق الآن بينهم   إلى الحد الذي يصبح معه الموت بطعم الماء.