السبت، 18 فبراير 2012

مشاهداتي في جنادرية 27

مشاهداتي في جنادرية 27

يوم امس الجمعة 17/2/2012 حضرت في المهرجان الوطني للتراث و الثقافة المقام بالجنادرية ، وصلت هناك الساعة السابعة مساءا بتوقيت الرياض ، أخترت الدخول من البوابة الرئيسة فقابلني في البداية جناح وزارة التربية و التعليم ، كان شبه مغلق لصلاة العشاء فاتجهت الى جناح المدينة المنورة و منها الى الجناح الضيف ((الجناح الكوري)) و بعدها الى جناح الشؤون الصحية ثم ودعت زوجتي التي دخلت الجناح النسائي فيما اتجهت أنا و ابني علاء الى جناح مكتبة الملك عبدالعزيز ، و بعد التمام شمل الاسرة مررنا بمسرح الطفل ثم جناح الشرقية ، و بعد استرحة بكأس شاي (التلقيمة) الحساوي انتقلنا الى جناح الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد ثم جناح وزارة الاسكان و بعدها الى جناح وزارة الدفاع ، و بعد التجول في ساحة عرض الاسلحة البرية و الجوية في ساحة المعرض أختتمنا الجولة في جناح مكة المكرمة فاسترحنا على اقراص الخبز الحجازي (التمييز) ..
أما ماذا أختلفت جنادرية 27 عن قبلها فلا تغيير كبير ، و لكن جناح الضيف الكوري كان مخيبا للامال فقد كان شبه فارغ الا من شاشات العرض التي تتحدث عن كوريا بينما كان الضيف في العام الماضي (اليابان) رائعا جدا و مليء بكل ما له صلة بالعملاق الياباني و الاجمل ان الجناح كان يعطي فرصة تجربة تقنيات المستقبل خصوصا الريبورتات .
من الملاحظات التي آسف لها كل عام ان المعرض مخصص للتراث و الثقافة و لكنه يعج بأكشاك المطاعم الاجنبية و الملابس الاجبنية (مثل قبعات الكاوبوي) التي يبدو أنها غدت جزء من تراثنا ، و من الامور السلبية ان بعض الاجنحة تحولت الى أسواق حقيقية مكتظة لا تعطي فرصة لعرض تراث تلك المناطق  مع اسعار باهظة و مضاعفة ، و بعض الاجنحة كانت عبارة صالات مفتوحة للغناء الشعبي و الرقص في الهواء الطلق ، و من الملاحظات التي لا يمكن تغفلها أستهبال مجموعات من البنات المراهقات –خبال سعودي- حتى أنهن يفقدن معالم الانوثة –بالدفاشة البدوية- .
 من المفارقات اني العام الماضي وجدت الفرصة مواتية للاستراحة في جناح الشرقية في المقهى الشعبي و تناول وجبة خفيفة من الخبز الاحمر و البليلة مع الشاي المنعنع مع اسرتي و لكن في هذه السنة كان المقهى مخصص للنساء فقط و يمنع دخول الرجال و صراخ "رابح صقر" يصخب الاجواء ، مع هذا يضل جناح الشرقية الافضل من ناحية مساحتة الكبيرة و تركيزه على عرض التراث الشرقاوي بتجسيد البيت الحساوي القديم بكل مسمياته و محتواياته و الحارة القديمة و المقهى الشعبي و الجديد في هذا العام مجسم لجبل القارة و آخر يمثل مشروع الري و الصرف ، بالاضافة الى السيف و المركب القديم ...
و عند مغادرتي الجنادرية لفت انتباهي مغادرة خمس باصات فئة 50 راكب من باصات مكافحة الشغب ، الله يكفينا الشر ..

الثلاثاء، 14 فبراير 2012

الاحمر في عيد الحب

الاحمر في عيد الحب



ككل يوم يتوسط شهر فبراير من كل عام تتجدد ذكرى عيد العشاق ، عيد لتذكير الناس بالحب و العشق الذي ننساه في زحمة الحياة اليومية .
ما أحوجنا للحب و هي قيمة سامية ترفع الانسان الى درجات عليا ، فكلما ازداد من تحب سموا و علو رفعك الى تلك الدرجات رفعةا و تألقا ، و أسمى الحب حب الله تعالى ، و بحبه ننجو من مكاره هذه الدنيا  لننعم بجوار المحبوب، و أزكى الحب حب ازكى الكائنات النبي الاكرم محمد عليه التحية و السلام هو حب المخلوق الاكمل و القدوة الامثل ، به نحب ان نرتقى درجات السلم بحب و شوق الى مقام الكمال ، و الحب بين الناس هو ميراث النبوة و دعوة المصلحين في المجتمعات ، و احق الناس بالحب هما سبب الوجود ، الاب و الام ، و اقرب البشر الى الفؤاد الزوجة الحبيبة و الصديقة الوفية كما الاولاد و الاخوة و الاخوات ، فيا لها من فرصة ان نجدد عهد الحب بيننا و بين من نحب ..
 يجادل البعض ان ليس للحب يوم خصص به ، هذا صحيح لولا ان النسيان من طبيعة البشر و تعارفت المجتمعات المتحضرة ان تضرب موعدا لكل ذا قيمة لتجدد العهد به ، فالام ايضا موجودة كل يوم فلماذا سنخصص لها يوما للوفاء و رد الجميل ..
يتشرنق البعض ظانا انه الوحيد في هذا العام و يحارب الاخر و يدعي انها عادة نصرانية ، و لكنه ينسى ان الكون اصبح ذا حضارة عالمية تتشارك فيها المجتمعات الكثير من القيم و المفاهيم المشتركة ، و باب التسامح يفتح لنا ان نقبل من كل البشر ما لا يتعارض مع ديننا الحنيف و اخلاق الاسلام السامية ، بل يجدر بنا الاخذ بكل ما يعزز هذه المفاهيم من اي حضارة أخرى .
نجدد الدعوة للمحبة و الاخاء و إن كانت الاحداث العربية تصطبغ باللون الاحمر كثيرا هذه الايام ، ليس احتفاءا بالحب و لكن مع شديد المرارة احتفاءا بالموت و الدم ، في كل الاقطار العربية اليوم و في كل شوارعها تحمل لك الاخبار صورا حمراء قاتمة عن دم الانسان الذي سفك بغير حق في ظلال قاتمة من غياب شمس الحب الدافئة ...