أين النجوم يا أبي ؟؟
بينما كنت أتصفح مع أبني عبود كتابه الجديد عن الفضاء والفلك، فتح على فصل خاص بالنجوم وقد أخذته الدهشة عندما قرأ أن النجوم في الكون بعدد لا يحصى، فرفع رأسه وقال لي : إذا كانت النجوم بهذه العدد الكبير فلماذا لا نشاهدها، فقلت له : يمكنك مشاهدة عدد هائل منها بالعين المجردة بالنظر إلى السماء.
خرجت معه إلى ساحة منزلنا لأثبت له الفكرة ولكن دهشتي كانت عظيمة، وحيرتي كانت أعظم وأنا أبحث عن نجمة أشير إليها، فسألني ابني : أين النجوم يا أبي؟
سريعا ذهبت بي الذكرى لمنزل جدي الذي لطالما صعدت مع أعمامي إلى سطحه، وفرشنا (الدواشق) وتمددنا عليها لنشاهد في شاشة السماء السينمائية عدد لا يحصى من النجوم بكل سهولة، رغم أن عدّها كان مجازفة خطيرة إذ أن ذلك يسبب ظهور الثآليل بحسب الأسطورة القديمة.
ولم تكن السماء لوحة جامدة بل كثيرا ما كنا نشاهد الشهب تتحرك بسرعة وتختفي فجأة مشعلة في مخيلتنا مشاهد (أكشن) لشياطن من الجن تحاول الصعود للسماء فتتصدى لهم الملائكة بقذائف حارقة فيسقطوا مشتعلين قبل أن يعاودوا الكرة مرة أخرى.
كان ذلك في مدينة ريفية هادئة تعيش في بيئة صحية بعيدا عن أنواع الملوثات التي شوهت السماء فلم نعد نستطيع أن نرى شيئا بسببها، هذا ما حُرم منه أبني فهو لا يرى من السماء سوى كتلة غامقة باهتة لا يكاد يضيء فيها شيء سوى وميض أبراج الرياض وهياكل الطائرات الهابطة في عاصمة البلاد.
أي قطيعة تلك التي بدأت تنشأ بين البيئة وبين جيل قادم تربى في المدن الكبرى حيث مظاهر التمدن تخنق الطبيعة ولا تتيح لها هامشا في الحياة، فيصبح جل اهتمامه مباني باهتة وتصاميم اسمنتية جامدة.
انقطع هديل افكاري المنفعلة على صوت ابني الملح في سؤاله : أين النجوم يا أبي؟
خرجت معه إلى ساحة منزلنا لأثبت له الفكرة ولكن دهشتي كانت عظيمة، وحيرتي كانت أعظم وأنا أبحث عن نجمة أشير إليها، فسألني ابني : أين النجوم يا أبي؟
سريعا ذهبت بي الذكرى لمنزل جدي الذي لطالما صعدت مع أعمامي إلى سطحه، وفرشنا (الدواشق) وتمددنا عليها لنشاهد في شاشة السماء السينمائية عدد لا يحصى من النجوم بكل سهولة، رغم أن عدّها كان مجازفة خطيرة إذ أن ذلك يسبب ظهور الثآليل بحسب الأسطورة القديمة.
ولم تكن السماء لوحة جامدة بل كثيرا ما كنا نشاهد الشهب تتحرك بسرعة وتختفي فجأة مشعلة في مخيلتنا مشاهد (أكشن) لشياطن من الجن تحاول الصعود للسماء فتتصدى لهم الملائكة بقذائف حارقة فيسقطوا مشتعلين قبل أن يعاودوا الكرة مرة أخرى.
كان ذلك في مدينة ريفية هادئة تعيش في بيئة صحية بعيدا عن أنواع الملوثات التي شوهت السماء فلم نعد نستطيع أن نرى شيئا بسببها، هذا ما حُرم منه أبني فهو لا يرى من السماء سوى كتلة غامقة باهتة لا يكاد يضيء فيها شيء سوى وميض أبراج الرياض وهياكل الطائرات الهابطة في عاصمة البلاد.
أي قطيعة تلك التي بدأت تنشأ بين البيئة وبين جيل قادم تربى في المدن الكبرى حيث مظاهر التمدن تخنق الطبيعة ولا تتيح لها هامشا في الحياة، فيصبح جل اهتمامه مباني باهتة وتصاميم اسمنتية جامدة.
انقطع هديل افكاري المنفعلة على صوت ابني الملح في سؤاله : أين النجوم يا أبي؟