معرض كتاب 2012
الحياة قراءة
جاء معرض الرياض الدولي للكتاب للعام 2012 على وقع خلفيات كثيرة ، أقربها ما حدث قبله بأسابيع في الجنادرية عندما أثار بعض المتدينين الشغب و الفوضى بدعوى محظورات تقع فيه ، و على خلفية دعوات و بيانات المقاطعة لتيار ديني تجاه المعرض ، بالاضافة الى ارث من المشاحنات وقعت خلال دورات المعرض السابقة ، لذا كان معرض هذه السنة استثنائيا ...
في نقاط سريعة ألخص أبرز ملاحظاتي و مشاهداتي لمعرض هذا العام ...
- من الواضح جدا ان وزارة الثقافة و الاعلام أخذت على عاتقها التنظيم الجيد هذه السنة و الاستفادة من تجارب الاعوام الماضية ، فجاء التنظيم أكثر انضباطا و احكاما.
- لوحظ زيادة في عدد الدور المشاركة هذا العام ، لكن ايضا سجل غياب دور اخرى لعل ابرزها دار الجمل ، و بعض الدور المغربية ، و كالعادة الكثير من الدور اللبنانية و البحرينية ، و بطبيعة الحال استمر غياب الدور العراقية و أستجد غياب الدور السورية ، رغم توافر كثير من الاصدارات موزعة على الدور اللبنانية و الاردنية و غيرها ، أما بالنسبة للدور المصرية فرغم كثرتها إلا أني لم أجد فيها شيئا مميزا أو انعكاس للثورة بعد عام عليها ، سوى ما صدر من تألفيات توثيقية عنها.
- كان واضحا جدا تغير دور هيئة الامر بالمعروف ، بعدما شاهدنا في العام 2006 رجال الهئية يطاردون العارضين و الزوار (بالعصي) وقت الصلاة ، فإنهم في هذا العام كانوا عبارة عن ديكور –لابد منه-
- لوحظ أنعدام وجود العارضات في جميع الدور – رغم ان الوزارة أعطت موافقات على حضورهن إلا أنهن منعن من البيع ..
- أهم ملاحظة ربما كانت حول اسعار الكتب التي برزت بوضوح ، و كانت بطريقة مبالغ فيها جدا ، و خصوصا كتب الاطفال
- طبعا ككل عام كان الاقبال شديدا و الحضور كثيفا و الازدحام كبيرا ، و لم اجد تغيرا عن الاعوام الماضية
- يلاحظ استمرار طريقة الشراء الاستهلاكي لدى زوار المعرض ، مازال السعوديون يتعاملون مع الكتب كما لو أنها سلع تشترى بالكم لا بالكيف ، و مازالت ظاهرة السلال المليئة بالكتب منتشرة
- حاولت عامدا ان ادقق في سلال المشتريات لعلي أجد شيء ، لاحظت أن الكثيرين يشترون كتب لا تعكس أهتمام المشتري ، كتب في كل أتجاه ( سياسة – فكر- فلسفة – ادب- علوم – تراث- تنمية و تطوير – تاريخ – مال و اقتصاد – موسوعات- ..) خليط لا تجانس فيه ، يدل على ان المشتري مازال بلا أهتمام محدد او مجال واضح
- هناك ظاهرة بدأت بالانتشار وهي حضور الكثير من الشبان و الفتيات حاملين معهم قائمة بالكتب المطلوبة ، مما يعطي أنطباع ان الاعداد مسبق و ليس عفويا ، و هذا يبشر بالمستقبل .
- استطاع دار المسبار و كذلك دار مدارك –جناح واحد-، أكتساح المبيعات في المعرض، و هذا عائد بتقديري للاسلوب الاعلامي للكتب المعروضة ، فغالبية معروضات الدارين كتب اعلامية سطحية تستخدم الاسلوب الدعائي و تختار موضوعات شعبية
- الحصان الاسود هذا العام كان جناح " الشبكة العربية" التي قدمت كتب جيدة و كان الاقبال عليه جيدا ايضا
- يلاحظ ايضا اقبال السعوديين لشراء كتب من تأليف كتاب سعوديون ، لست ادري ما السبب ، و لكن ربما ان معظم الكتاب السعوديون ينشرون في الخارج و المعرض فرصة جيدة للحصول على كتبهم
- حاولت هذه السنة أن أتوسع لأحضر البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض ، فكان اخياري لندوة "مستقبل الخطاب العربي والإسلامي في ظل المتغيرات الدولية" (فهمي هويدي، د.عبدالعزيز الخضر، محمد المحفوظ) ، و رغم ان الموضوع مهم و كبير ، و لكن الندوة كانت مخيبة للامال ، فيكاد يكون الكلام مكرر و عام و غامض و فرضيات و تنظيرات ، فلم نجد أي قراءة واقعية حقيقة و لا استشراف للمستقبل ، و تعمد البعض اللف و الدوران حتى على الاسئلة المباشرة التي وجهها الجمهور ، و لكني ايضا اعذر المحاضرين لحساسية الموضوع كما لمح فهمي هويدي ، و هذه التجربة ستجعلني أكررها في العام القادم أنشاء الله ، كنت ايضا خطط لحضور ندوة "الرواية والتغيير" و لكن لم استطع لظرف داهمني
معرض الكتاب اصبح محطة ثقافية مهمة يجب الاستفادة منها كل عام ، هو يعطي فرصة حقيقة للتواصل مع ذوي الاهتمام الثقافي و الفكري ، سعدت بمعرض هذا العام و كلي شوق للقادم ..